"أبو راشد" مواطن يقهر ثقافة العيب تحدى المرض وحول أحلامه إلى واقع 2024.

واجه منذ نعومة اظفاره الصعوبات الجمة نحو تحقيق اهدافه المتمثلة في تعلم وممارسة اعمال صيانة وتصليح الأجهزة الكهربائية المنزلية والميكانيكية، ولم تكن اصابته بأحد الامراض المستعصية وعدم اتمامه لتعليمه في المؤسسات التربوية آنذاك عائقاً في طريق تحقيق احلامه تلك، وظلت أنامله الصغيرة ومخيلته الفتية تحاكي كل ما تقع عليه عيناه لمعرفة تفاصيل كل جهاز كهربائي والكتروني وميكانيكي.

المتقاعد محمد راشد المزروعي الملقب بأبو راشد والبالغ من العمر 41 عاماً، من اهالي منطقة الغيل (57) كم أقصى شمال شرق رأس الخيمة، ولد في اسرة مكونة من10 أفراد، ولم يستطع اكمال تحصيله الدراسي كباقي اقرانه نتيجة اصابته بتشوه أحد أعضاء جهازه الهضمي ليدفعه حرمانه من التعليم صوب تعلم واكتساب الخبرة في تعلم كيفية صيانة وتصليح الاجهزة الكهربائية والميكانيكية، متجاوزاً كل النظرات الاجتماعية المعيبة لمثل تلك الأعمال.

يقول أبو راشد انه قرر وبعد ظروف صحية قاهرة اجبرته على عدم إتمام تعليمه في الصغر، خوض ميادين العمل وتعلم واكتساب الخبرة في الاعمال الفنية الكهربائية والميكانيكية، مشيراً إلى أنه ومنذ سن مبكرة يهوى جمع الاجهزة الكهربائية والالكترونية والقطع الميكانيكية المستعملة، حيث كان يهم بتفكيكها وتركيبها لمعرفة مكوناتها وكيفية عملها ليبدأ بعدها مرحلة اخرى تتلخص في كيفية صيانتها مستفيداً من حضوره واطلاعه المستمر على بعض اعمال الفنيين في بعض الورش الموجودة بمنطقته النائية.

واضاف أبو راشد ان شغفه بتلك الهوايات ظل يلازمه حتى مع انخراطه في صفوف القوات المسلحة مطلع التسعينات من القرن الماضي، حيث ازدادت خبرته في مجال تصليح وصيانة الاجهزة وصار يمارسها ويتقنها داخل ثكنته العسكرية مستفيداً من القطع والادوات المستهلكة المتوفرة، مشيراً الى انه كان يستغل استراحاته الشهرية اثناء خدمته في تأسيس ورشة فنية منزلية متكاملة داخل المنزل وذلك مطلع عام،1993 ليبدأ مرحلة اخرى في مجال الصيانة والتصليح، وصار الاقارب والاصدقاء من الجيران بعدها يستدعونه لصيانة وتصليح بعض الاعطال المنزلية والميكانيكية في السيارات وباقي الاجهزة الكهربائية المنزلية، مستفيداً من ادوات ومعدات ورشته الجديدة التي حرص على ان تكون من افضل المناشىء العالمية المعروفة، مستذكراً ان المرحلة تلك كانت البداية الاولى لاعتماده على الذات في تصليح وصيانة كافة الاعطال المنزلية.

وأكد أنه قام بالتصميم الهندسي لمنزله مستفيداً من اطلاعه على اعمال بناء المساكن الاخرى القريبة، حيث قام بمساعدة مهندس البناء المختص بتحديد تفاصيل غرفه المتعلقة بمساحاتها وتوزيع خدماتها بشكل ملائم ومنظم، الى جانب الاشراف على مد وتأسيس شبكاتها المائية والصحية والكهربائية، اضافة لتصاميم حديقته المنزلية بملحقات تشمل الورشة وبركة للمياه الى جانب مخازن للقطع والمعدات اللازمة للورشة.

وأشار المزروعي الى ان كافة الصيانات الدورية التي تحتاجها سياراته الثلاث يقوم بها مستفيداً من ورشته الحديثة المتكاملة، مؤكداً أن استخدامه للسماعة الخاصة في كشف اعطال المعدات الميكانيكية أسهم بشكل فاعل في تشخيصها واصلاحها دون تعب أو معاناة.

جريدة الخليج