سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
الموت يغيب "النوخذة المعمر" عن 95 عاماً
الخليج/ عدنان عكاشة:
غيب الموت في رأس الخيمة أمس الأول راشد بن علي المفتول عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما والذي عرف بمكانة خاصة في مهنته "نوخذة"، وهو قائد السفينة في اللهجة المحلية، لينضم إلى ركب الراحلين من جيل المخضرمين والرعيل الأول الذين شهدوا تحولات الوطن خلال العقود الماضية.
وبرحيل "المفتول"، كما يعرف بين الأهالي، وهو من شيوخ قبيلة آل علي، يشهد عدد من تبقوا على قيد الحياة من جيل "النواخذة المخضرمين" تناقصا تدريجيا ما يضع الذاكرة الوطنية على حافة الضياع في ظل غياب جهد وطني متكامل لتسجيل وتدوين التراث الشفهي المحلي من مصادره الأصلية عبر استقاء المعلومات والبيانات من تلك الشريحة من النواخذة المعمرين قبل فوات الأوان.
ويواجه تراث البحر وتقاليده الأصيلة الضاربة الجذور الخطر بصورة خاصة لاسيما في حقل صناعة السفن التقليدية والتجارة عبر البحار وأصول الغوص بحثا عن اللؤلؤ وسواها من أشكال الحياة المحلية في الماضي وأصول التراث لاسيما البحري وما يمكن أن يطلق عليه "التراث الصناعي" الخاص ببناء السفن الخشبية التقليدية.
و"النوخذة المعمر" اشتهر بملكيته لعدد من السفن الكبيرة المعروفة في رأس الخيمة والدولة خلال مراحل تاريخية سبقت الاتحاد حيث تراوح عدد السفن التي امتلكها وجاب بواسطتها بحار العالم بين 3 إلى 4 سفن منها المحلي الصنع.
وتلقى "راشد المفتول" أصول القراءة والكتابة في "المطاوعة"، وهي المدرسة المحلية القديمة في الإمارات أو ما يعرف في بعض البلاد العربية سابقا ب"الكتاتيب"، وتمتع بصحة جيدة يصفها المحيطون به بالحديدية حتى أصيب قبل عام تقريبا بمرض عضال وحافظ طوال سنوات عمره المديد على وجباته التقليدية بعيدا عن الوجبات السريعة الشائعة بين جيل اليوم، وحرص على تناول الأغذية الطبيعية وأبرزها السمك والعيش والتمر والعسل وسواها.
ويشير أبناء "المفتول" إلى أن شيبتهم كان من أشهر ملاك السفن والنواخذة في رأس الخيمة ويملك باعا طويلا في الرحلات والأسفار عبر البحار إلى جانب رصيد هائل من قصص وحكايات البحر والترحال بين بحار العالم فيما طاف العديد من بلدان وقارات العالم لاسيما الهند وإفريقيا.
ويلقي أبناء وأحفاد النوخذة الراحل الضوء على أنه كان أحد التجار المعروفين ممن تجوب تجارتهم المحمولة على ظهر السفن التقليدية البحار بين الإمارات والخليج العربي وإفريقيا والهند مصحوبة بالأهازيج الشعبية البحرية التراثية (النهمات) فيما يمتلك حتى اليوم عقارات وأملاكاً مختلفة في شبه القارة الهندية.
وللنوخذة المعمر 26 حفيداً و3 أبناء بينهم ولد واحد وبنتان، تولى معظمهم مواقع مختلفة في رأس الخيمة