خورفكان بلا أراض سكنية في 2024 والجبال رقم صعب في المعادلة 2024.

أكثر مدن الساحل الشرقي ازدحاماً وزوارها كثيرون
خورفكان بلا أراض سكنية في 2024 والجبال رقم صعب في المعادلة

خليجية
الخليج – تحقيق: وليد الشيخ

تئن مدينة خورفكان تحت وطأة شح الأراضي السكنية تحديداً منذ سنوات، في حين تعد المدينة من أكثر مدن الساحل الشرقي ازدحاماً نتيجة لأمور عدة، أولها الزيادة الكبيرة في عدد السكان قياساً إلى المساحة، وثانيها الإقبال الكبير من زوّار المدينة من داخل الدولة وخارجها باعتبارها وجهة سياحية متميزة، وثالثها الطبيعة الجبلية للمدينة، وليس آخرها عشوائية التخطيط القديم، والذي تبذل الجهات الرسمية الآن جهوداً كبيرة لمعالجته .
"شح الأراضي" قضية شائكة، يصل عمرها لنحو 12 عاماً حين طرحت أمام الدوائر الرسمية، ولكن من دون حل جذري ومطمئن للأجيال القادمة . . بحثنا عن إجابة لسؤال ملّح، لماذا كل هذه السنوات؟ ما سبب المشكلة وكيف يمكن مواجهتها، وعلام التعويل، أسئلة أخرى نجيب عنها في التحقيق التالي:

2020 بداية النزيف

الأراضي السكنية المتاحة في خورفكان تنتهي عام ،2020 أي بعد 5 سنوات من الآن ينتهي مخزون المدينة من الأراضي السكنية . . "الصراحة أقصر الطرق للحل"، هكذا وصف عبد الله الصم النقبي رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان المشكلة بتوصيف حاسم ومخيف في آن معاً، معتبراً أن شح الأراضي قضية تراكمية تمتد لسنوات عدة، ومن أهم أسبابها هي الطبيعة الجغرافية للمدينة التي تحاصرها الجبال .

النقبي اعتبر أن الطبيعة الجبلية لخورفكان تعد أحد أبرز أسباب شح الأراضي . . "التمدد العمراني يحتاج إلى أرض منبسطة، وشق الجبال أمر مكلف للغاية، لا ينعكس فقط على استحداث أراض جديدة، ولكنه ينسحب أيضاً على إنشاء الطرق؛ لدينا العديد من المشاريع الخاصة بالطرق الداخلية وليس المحورية فحسب، وتواجهنا مشكلة الطبيعة الجبلية، فضلاً عن الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها المدينة نتيجة زيادة المواليد . . خورفكان من أكثر المدن كثافة إذا ما تم قياس المساحة إلى عدد السكّان" .
ورأى رئيس المجلس البلدي أن قضية شح الأراضي تحتاج إلى دراسة مستفيضة وتنسيق فوري بين جهات الاختصاص، للوقوف على أسبابها، ووضع حلول جذرية ضمن خطة زمنية طويلة المدى، مشيراً إلى أن إعادة تخطيط المناطق والأحياء حلول جيدة في الأجل القريب، يضاف إليها تسويات للعديد من المناطق وتعديل مناسيب دفان التربة لمناطق أخرى . معتبراً أن الحلول الدائمة تحتاج إلى العمل على إزالة الجبال في مناطق متفرقة من المدينة، حتى يتسنى استحداث مناطق كبيرة وجديدة تسمح بالتمدد العمراني .

استراتيجية شاملة

سالم بن محمد النقبي رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة بحكومة الشارقة، قال إن مشكلة شح الأراضي ليست حكراً على مدينة خورفكان، فمدينة دبا الحصن هي الأخرى تعاني أمراً أكثر سوءاً نظراً إلى مساحتها الإجمالية المحدودة . . "مؤخراً طرحنا القضية للنقاش، عقدنا اجتماعات مع المجالس البلدية والبلديات في المدينتين"، خطوة أقر النقبي نفسه أنها متأخرة، عازياً التأخير في الطرح الموضوعي لقضية شح الأراضي السكنية بخورفكان ودبا الحصن إلى غياب التنسيق بين المؤسسات المعنية منذ سنوات .
يضيف النقبي، أن التنسيق الحقيقي يتجاوز فكرة الاجتماعات النمطية، وإعداد اللجان المشتركة بشكل متكرر من دون جدوى، مضيفاً أن الجهود المبذولة على مدار السنوات الماضية في هذا السياق، جهود مقدّرة، إلا أنها اتسمت بوضع حلول مؤقتة، سرعان ما ينتهي أثرها لتتفاقم الأزمة من جديد مع تمدد العمران وزيادة السكان .
"نعمل على وضع استراتيجية شاملة، تبدء بالتنسيق مع المجالس البلدية والبلديات في المدن المعنية، للوقوف أولاً على ماهية المشكلة، ومن ثم وضع حلول دائمة، ليتم بلورة خطة مدروسة تطرح للنقاش الفاعل مع الدوائر والمؤسسات ذات الاختصاص" . . هكذا أوجز رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة، ما تبذله دائرته من جهد في الوقت الحالي لمعالجة الأمر .

جهود وفق الإمكانات

قالت المهندسة فوزية القاضي مديرة بلدية خورفكان، "إن قضية شح الأراضي بالمدينة تعود إلى سنوات مضت، ويشوبها التشعب، وتحتاج إلى تكاتف وتعاون بين الدوائر كافة للخروج بحلول دائمة، مشيرة إلى أن بلدية خورفكان على مدار السنوات الماضية عملت وفق إمكاناتها على معالجة الأمر ولو بشكل جزئي، إلا أن المسألة تتجاوز إمكانات البلدية وصلاحياتها" .
القاضي أشارت إلى تنسيق مع فرع دائرة التخطيط والمساحة والمجلس البلدي، لمواجهة بعض المعوقات التي تحول دون استصلاح مزيد من الأراضي، ومنها إزالة بعض الجبال الصغيرة، وردم مسارات الأودية الملغاة من قبل دائرة التخطيط والمساحة للاستفادة منها، فضلاً عن سحب الأراضي غير المعمرة بقرار من المجلس البلدي، وهو ما دفع بعض أصحاب الأراضي في تعميرها مؤخراً بشكل ملحوظ في المدينة . واتفقت القاضي مع سابقيها على ضرورة وضع خطة شاملة لمواجهة مشكلة نقص الأراضي بالمدينة، معتبرة أن بعض القرارات الصادرة في أوقات سابقة تعد عاملاً مساعداً في الحل، ومنها السماح بتعدد أدوار البناء أو ما يطلق عليه "التمدد الرأسي"، حيث أُجيز مؤخراً لأصحاب الأراضي الجديدة بالبناء بواقع طابق أرضي وطابقين علويين، عوضاً عن طابق أرضي وآخر علوي، مع تقليص مساحة أرض المسكن .

التمدد الرأسي سلاح ذو حدين

تعدد الأدوار أو الاعتماد على نظرية التمدد الرأسي في العمران، والتي تطبقها العديد من الدول المحدودة من حيث المساحات الجغرافية، ومنها اليابان على سبيل المثال . . سلاح ذو حدين بحسب بعضهم، حيث من الممكن أن يعتّد به كجزء من حل مشكلة شح الأراضي، إلا أنه يصطدم بالصورة الذهنية للمدينة والطابع المعماري في مدينة تعد طبيعتها الجغرافية من أهم أسباب رواجها من الناحية السياحية .
المواطن صالح النقبي، رأى أن أي تغيير في طبيعة العمران بخورفكان، هو شيء بالغ الخطورة، ومن شأنه المساس بالقيمة السياحية والتراثية والتاريخية بالمدينة .
النقبي رأى أن أهم ما يميز مدينة خورفكان هو طبيعتها الجغرافية، بجبالها ووديانها والإطلالة البحرية الرائعة لها . . "ليس من المقبول، يضيف، أن يتم تشييد الأبراج وتدمير الجبال لتقضي على هذا "السمت" الساحر، والذي يعد من المقومات الرئيسية لشهرة خورفكان وتفردّها بعيداً عن الصخب الذي يفرّ منه الناس للاستمتاع بهدوء خورفكان ومظهرها الخلاب .

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

أراض غير مستغلة

المواطن محمد درويش رأى أن الحلول كثيرة لتوفير أراض سكنية، فعلى سبيل المثال هناك كم من الأراضي الزراعية المهجورة نتيجة لشح المياه ببعض المناطق، مضيفاً، "لماذا لا تقوم الحكومة بشراء هذه الأراضي وتحويلها لأراض سكنية يستفيد منها الشباب، أو بصورة أخرى يتم تحفيز أصحاب هذا الأراضي بشكل ما وتوفير الدعم لهم لتحويلها لأرض سكنية، مالم يستفاد منها كأراض زراعية" .
"مناسيب دفان التربة في العديد من مناطق خورفكان، بحاجة للتعديل، فهناك العديد من المناطق المهجورة، فقط نتيجة لسوء مناسيب الدفان، ولا أذيع سراً حين أقول إن هناك العديد من المساكن المهجورة أيضاً نتيجة هذه المشكلة" . . حل آخر يطرحه درويش .

الجبال كنوز منسية

اعتبر المواطن إبراهيم الحمادي أن جبال خورفكان، وما يطرح من آن لآخر بضرورة إزالتها لتعويض النقص في الأراضي، هي كنوز منسية، متسائلاً: لماذا نعتبرها عائقاً؟
يضيف الحمادي، "إن العديد من الدول ذات الطبيعة الجبلية استفادت من هذه الجبال استفادة مثلى، من خلال التوزيع والتخطيط المدروس، ويمكن استغلالها في التشييد العمراني من دون تغيير طبيعتها وتجريفها بشكل يقضي على المظهر العام للمدينة، بل على العكس يمكن أن تحقق المدينة مكاسب وهمية من استغلال الجبال . . لماذا نفرّط في طبيعة ساحرة حبانا الله بها" . . يتسائل الرجل .
"أزيدك من الشعر بيتاً"، يضيف الحمادي، "لدينا كمثال في خورفكان نفسها، مشروع يقام على نفس منهج استغلال الجبال وليس إزالتها كما يطالب البعض، وهو منتجع "ذا شيدي – الجبل"، وتشرف على المشروع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" . . هذا عقل الاستثمار الذي لا يخسر، تخيّل كم من مستثمر يبحث عن طبيعة على غرار طبيعة خورفكان ليستثمر فيها أمواله في قلب الجبل وليس على أنقاضه" .
أذكّر الجميع، والكلام هنا للحمادي، أن اسم مدينة خورفكان، مشتق من هذه الطبيعة التي يراد لها التغيير من قبل البعض خلقاً للبدائل، رغم أن البدائل نراها جميعاً رأي العين .

خليجية

لا توجد أفكار عن “خورفكان بلا أراض سكنية في 2024 والجبال رقم صعب في المعادلة 2024.”

  1. ع الاقل اهل خورفكان يقدرون يسكنون في مدينة الشارقة، باختصار امارة الشارقة ككل فيها اراضي متوفرة، نحن في شعم ما عندنا اراضي وحتى لو بنسكن في راس الخيمة (تبعد ٤٥ دقيقة) ما عندنا خلاف بس المشكلة راس الخيمة كاملة انترست وين نروح؟؟ اعرف عندنا ٤ عوايل ساكنين في بيت واحد، ولو بيبنون لنا بنايات في شعم فنحن راضيين المهم نكون قريبين لاهالينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top