عروسان مزوران ومأذون مزيف.. والنهاية «إيجاب وقبول»
أبوظبي ــ البيان
كانت الفتاة في الثانية والعشرين من العمر، وكانت وحيدة في منزل أبويها، فلا يوجد من يهتم بها أو يسألها ماذا تفعل ولماذا، فقط صديقاتها كن يبدين الاهتمام بها، ومعهن كانت تقضي وقتها وتتعرف إلى الحياة من خلال تجاربهن وخبراتهن المشوهة عن الحياة. وفي ساحات إحدى هذه المواقع، تعرفت إليه، شاب عربي يقاربها عمراً وفي المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كما أنه ولد وقضى حياته كلها في الدولة.
طريقة شيطانية
لم يكن الشاب ممن يريد اللهو، كان يريد الزواج بها فعلاً، وكانت هي أيضاً قد تعلقت به ووافقت على الزواج به، ولكنهما يعلمان أن دون ذلك صعوبات جمة، أهمها اختلاف الجنسية، خاصة أنها تعلم تماماً أن والدها لن يوافق أبداً على زواجها بمن اختارت، وكان عليهما أن يجدا حلاً. وكان من الممكن أن يحاول الشابان إقناع أسرتيهما بالزواج متوسلين بطرق عدة، وبذوي الحكمة من العائلتين، خاصة أن الشاب على قسط من التعليم ومستوى مادي لا بأس به، ولكنهما قررا أن يتجاوزا هذا العائق بطريقة شيطانية وضعتهما تحت طائلة القانون. في ذلك اليوم اتصل الشاب بوالد الفتاة منتحلاً اسم ابن عائلة عريقة معروفة، وطلب مقابلته وهو يقلد لهجة أبناء الدولة التي يتقنها لكونه ولد وتربى بينهم.
انكشاف السر
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
كان الشاب قد أعد العدة لكل شيء، واستطاع أن يحصل على قرض بنكي كبير بضمان الوظيفة الكبيرة التي يعمل فيها، ثم اتفق مع مأذون من خارج الدولة لينتحل صفة مأذون في الدولة ويأتي ليعقد قرانه على الفتاة، وذلك مقابل 40 ألف درهم قام بتحويل 20 ألفاً منها قبل أن يحضر، وكذلك دفع المهر واشترى الذهب، وفي يوم العرس ادعى الشاب أن عائلته لن تستطيع الحضور لسفر طارئ، وقبل أن يفكر والد العروس قدم الشاب المهر نقداً، وعقد قرانه وزف إلى الفتاة في نفس اليوم في فندق ضخم، وفي حفل زفاف كلف نحو 300 ألف درهم.
أساس العقد
خشي الرجل أن تكون ابنته ضحية، فسارع بإبلاغ نيابة الأسرة في أبوظبي بالواقعة، وتم القبض على الشاب لتكشف عروسه أمام الجميع أنها ليست ضحية وأن كل ما تم كان بعلمها وموافقتها، وأدلى العروسان باعترافهما وأبرزا عقد زواج آخر صادراً عن إحدى الدول العربية باسم العريس الحقيقي، وبناء عليه تم القبض على المأذون المزيف وإحالته للمحاكمة بتهمة انتحال صفة موظف عام، أما الشابان فقد وجهت لهما تهمة تزوير عقد زواج.
وأمام النيابة تنازل الأب عن بلاغه ووافق على زواج ابنته بالشاب بشكل رسمي، وبناء عليه اعتبرت النيابة موافقة الأب على عقد الزواج، وبالتالي يكون العقد كامل الأركان من حيث هو إيجاب وقبول وموافقة الولي والإشهار، معتبرة أن كتابة العقد أمر تنظيمي لا ينال من أساس العقد، مع أن ذلك لم يسقط عنهما تهمة التزوير والمساعدة على انتحال صفة موظف عام.تنشر «البيان» كل أسبوع بالتعاون مع دائرة القضاء بأبوظبي، قصة من أروقة القضاء بهدف التوعية.