البطالة في زمن الركود لم يشهد لها مثيل منذ حوالي الـ13 عاماً!!
عُمال يشكون انخفاض العمل مبدين دهشتهم لما آلت عليه الأوضاع بالدولة ومطالبين بالنظر في أمرهم!
عُمال يشكون انخفاض العمل مبدين دهشتهم لما آلت عليه الأوضاع بالدولة ومطالبين بالنظر في أمرهم!
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
تقرير / الصحفية
تصوير / مصطفى إيبي
تصوير / مصطفى إيبي
بدأت علامات "البطالة" في الظهور لتُشارف إطلاقنا عليها صفة "الرسمية"، منبئةً عن فصل مزدحم من العاطلين عن العمل مما سيعزز من فرضية انتشار شتى أنواع الجرائم الدخيلة على مجتمعنا وتؤدي إلى زعزعة الطمأنينة في نفوس مواطني ومقيمي الدولة بشكل عام وإمارة رأس الخيمة على وجه الخصوص في سبيل توفير لقمة العيش لهم ولذويهم في بلادهم التي ينتمون إليها .
"عدسة الرمس" التقطت بمحض الصدفة، عدداً من العاطلين عن العمل وقمنا بتبادل الحديث وطرح بعض الأسئلة معهم حول وضعهم الراهن، وهم يتذمرون لأحوالهم ولما آلت عليه الأوضاع الاقتصادية في الدولة، مطالبين بوضع حلولاً لكسر حاجز الركود أو ما سموه بالكساد الوظيفي الناجم عن حرمانهم من العمل لعدم توافر السيولة اللازمة لدفع إيجاراتهم مما استدعى الأمر بهم إلى جلوسهم متربعين يتسامرون فيما بينهم والتي أصبحت الأخيرة على حد قول أحدهم تُشكل لهم "الوظيفة" المُثلى في تقضية وقت الفراغ الشاسع الذي أصيبوا به مؤخراً..
وقد أبدى عدداً كبيراً منهم، استيائهم وضيقهم الشديديْن لوضعهم الحالي خاصةً أنهم ما جائوا وتغربوا من بلادهم تاركين زوجاتهم وأطفالهم وذويهم وهم بحوجة ماسة إلى دعمهم ومساندتهم في هذه الحياة القاسية إلا في سبيل إيجاد منفذ معيشي يكفل إلمام حاجياتهم الحياتية ويكرس لهم ولذويهم الراحة المعيشية في ظل حياة مادية تدعم متطلباتهم وتلبي رغباتهم .
إلا أنه وبعد هذا الكساد، الذي ولّد عدم توافر المال لهم، فقد حصدوا على حد قولهم المتاعب وعدم توفير لقمة العيش لأنفسهم وبالتالي لن يستطيعوا توفير رغبات ذويهم وأطفالهم من حيث الملبس ومصاريف المدرسة والطعام وخلافه من الضروريات في هذا الزمن .
عُمال بلا عمل يطالبون أن تصل أصواتهم للإعلام!
وتساءلوا عن سبب ما يحدث، وما هو الحل الأمثل للقضاء على آفة "الملل" الذي انبثق من خلال الوقت الكبير من الفراغ وتعطلهم عن العمل وانشغالهم فيه، كما ناشدونا بضرورة أن تصل رسالتهم إلى كافة الوسائل الإعلامية وطرح معاناتهم وتساؤلاتهم عسى أن يجدوا جواباً شافياً لهم .
وتحدث إلينا أحدهم قائلاً:" منذ فترة ونحن على هذه الحالة، لا عمل ولا شغلة، إلا أننا نتجمع يومياً وطيلة اليوم نتحدث ونتبادل الأحاديث مع تناولنا (للشاي) حتى بتنا فاقدي الأمل في أن نُعاود العمل مُجدداً ليشغل أوقاتنا من جهة، ولتوفير لقمة العيش من جهة أخرى " .
وأكد لنا آخر، بأنه لم يشهد قط هذه الحالة من الركود منذ حوالي الـ 13 عاماً، أي منذ أن جاء للعمل بالإمارة، وأبدى اندهاشه لما آلوا عليه مؤخراً خاصةً بأنهم والجميع، دائماً ما يعرفون عن الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص، في توافر العمل لديها واستحالة البطالة بها!! .
ومن الملاحظ، والذي استشفينا أمره من خلال وجوههم التي ارتسمت عليها علامات عدم توافر جبهات للعمل طيلة اليوم، بأن هذه المسألة تعرقل حياتهم كثيراً بل وتشل حركتهم بالكامل تؤرقهم، لعدم استطاعتهم العيش تحت سقف من الراحة المادية واستقرارها وتأمين الحياة البسيطة التي وصفوها لمواكبة الحياة وغلاء الأسعار المتفحش لهم ولذويهم .
ومن جانبنا، نرى بأن أوضاعهم "المتردية" من المحتمل أن تساهم في وقوع العديد من الجرائم التي منها نشتكي يومياً! والناجمة عن بطالة الكثير من العمالة الآسيوية التي تدفعهم أوضاعهم السيئة إلى الحصول على المال وكسبه بأي طريقةٍ ما، بدون التفكير لقيم وعادات المجتمع الذي يعيشون عليه، ولربما يكون أمر طبيعي لحوجتهم الماسة إلى المال الذي يقود صاحب الحاجة إلى ارتكاب أي عمل بهدف كسبه له لكي يضمن العيش في الحياة كبقية الآخرين .
ومن جانبٍ آخر، أشار البعض منهم أنه حتى إن ما توافرت فرص العمل لهم وبسبب الأزمة، فهم يرون أن الأجر المعروض لا يناسب المجهود المطلوب، فهم يحتاجون إلى من يعيرهم اهتمامه ويوليهم رعايته ويحرص على توفير حياة مناسبة لهم، وإلى ظهر يؤمن لهم سبل العيش الكريم، خاصة في مرحلة كبر البعض منهم ومازال يعمل بهدف "المال" الذي منه يسترزق وأهله .
عُمال يبحثون عن لقمة العيش في أي مجال بعدما تقطعت بهم السُبل !!
كما أوضحوا لنا بأنه نتيجة صعوبة حياتهم والعيش فيها، وعدم استطاعتهم توفير لقمة العيش لهم وبالتالي لذويهم، أكدوا لنا بأنهم يبحثون عن أي عمل كان، وذلك للحصول على المال لتسليك أمورهم المعيشية وهروباً لحياتهم الضنك التي جلبت لهم التعاسة الحقيقية خاصةً أن الأغلبية منهم إن لم يخلف ورائه أطفالاً وزوجة، فهو يعيل أسرة كاملة في بلده ويحتاجون إلى أموال طائلة لتغطية احتياجاتهم اليومية التي لم يبدأ بها في نفسه أولاً فكيف سيورها لذويه!!
ويقول لنا أحدهم وهو يحاول التغلب على الحزن في نظراته ونبرة صوته، بأنه ما ترك منزله وعائلته ليهاجر إلى هنا، إلا طالباً للمال لتوفير الحياة المعيشية التي تتلاءم مع متطلبات الحياة، قائلاً:"أفضل العودة إلى لبلاد خاصةً بعدما لم يتوافر العمل ليكسبني مالاً ولكني مجبر على البقاء فعائلتي تنتظر مني لقمة العيش ولا استطيع ترك عملي لأذهب إليهم خالي الوُفاض!! " .
وأضاف آخر، بأنه إن توافر العمل، فهو ربما لساعة واحدة فقط بينما يتسمرون طيلة اليوم بلا عمل !! وأكد لنا بأنه ومنذ بداية العام الجاري (2009م) على وجه الخصوص، لم يُسجل بحقهم "دواماً" كالسابق، أي لم يتوافر عملاً رسمياً كالذي عاهدوه مُسبقاً في السنوات الماضية .
كما وقد لوحظ عدد لا بأس منه من (الشيولات) واقفة على بُعد أمتار من الطريق العام، عِلماً بأننا قد لاحظنا وجودها واقفة على هذا الحال فترة من الزمن، وبجانبها يجلس قائدوها بدون عمل واليأس والإحباط هما عنوان جبينهم، فلا شيء يقومون به سوى التسامر وتناول (الشاي) والجلوس على مقاعد قديمة اتخذوها مكاناً لهم لتضيعة الوقت وتداول الأمور التي هم عليها ولسان حالهم يقول ( نريد العمل .. لجني المال .. ليغدق أهلنا براحة البال!! ) ..
انتهــ،،،ــــــى
" السبق الصحفي" غاية كل إعلامي
ولكن.. ليس كل ما يُرى يُكتب .. وليس كل ما يُكتب يمثل أرض الواقع
شكراً أخي الكريم بومنصور على تقديرك لـي