«ميثاق الشر» والأصدقاء الخمسة
الاتحاد – إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية)
تلاعب الشيطان بعقله، واختمرت في ذهنه فكره خبيثة ليحقق بواسطتها الثراء دون أي مجهود، وتخيل انه سيكون في منأى عن أي عقوبة كون الجريمة ستكون في أماكن بعيدة ونائية، ولا يمكن أن يتعرف إليه أحد هناك، وبالتالي لا يمكن ضبطه، ولكن لتنفيذ مخططه لابد من وجود شركاء ومعاونين له يثق بهم، ويشاركونه الجريمة بقلب لا يعرف الخوف. وهداه تفكيره إلى 4 أصدقاء من جنسيته نفسها، فعرض عليهم الفكرة والمتمثلة في سرقة المحال البسيطة الواقعة في الصحراء والمناطق النائية، بعيداً عن المحال الكبرى التي تستخدم كاميرات مراقبة تتيح اكتشاف أمرهم.
وقرر الأصدقاء الخمسة أن يخوضوا التجربة التي تستحق المخاطرة، متناسين أن القانون لا يفرق بين محل صغير وكبير، وبين منطقة مكتظة بالسكان، وأخرى نائية، فأيدي العدالة ستنال منهم في أي مكان، وبالفعل ذهب الخمسة وسادسهم الشيطان إلى مدن ليوا وغياثي والرويس، وحددوا هدفهم بدقة، واتفقوا على أن يقتسموا المال بالتساوي وأعدوا العدة لذلك.
وانتظروا حتى ما بعد منتصف الليل، وتحرّكوا متجهين إلى المحال التجارية التي خططوا لسرقتها متسلّحين بأدوات حادة، ولمزيد من الأمان والتخفي وضعوا أقنعة على وجوههم وقفازات في أيديهم، وقاموا بكسر أبواب المساكن التي يقطنها الباعة بالقرب من المحال التي يعملون فيها، وقاموا بتهديدهم باستخدام سكين أشهرها الجناة في وجوههم، وأُصيب أحد الضحايا بجرح قطعي (شروع في القتل)، وقاموا بعدها بسرقة المدّخرات التي بحوزتهم ومتعلّقاتهم الشخصية، بعد توثيقهم بقطع قماشية، ثم توجّهوا إلى المحال بعد أخذ مفاتيحها عنوة، وقاموا بفتح الأبواب وبعثرة محتوياتها وسرقة ما تحتويه من نقود، ثم رجعوا إلى مساكن الضحايا وقاموا برمي مفاتيح المحال أمامها، ولاذوا بالفرار.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وبعد أن اقتسموا المال المسروق بينهم بالتساوي وقبل أن ينعموا بحصيلة السرقة فوجئوا برجال الشرطة والتحريات يلقون القبض عليهم في حركة مفاجئة أذهلتهم ليتم ضبطهم ومعهم المسروقات ويتم اقتيادهم إلى المحكمة في ثلاث جنايات حكم عليهم، في الأولى، بالسجن 10 سنوات وفي الثانية بالسجن 25 سنة، ومازالت القضية الثالثة منظورة أمام المحكمة، بعد أن وجهت إليهم تهما عدة منها اقتحام محل بقالة وسرقة أموال ومنقولات وهاتف محمول بالإكراه، واستعمال السلاح مع المجني عليهم وحبس حريتهم بغير وجه قانوني، وإلحاق الأذى البدني والنفسي بهم بغرض الكسب المادي، والتعدي على سلامة جسم أحد المجني عليهم، وإحداث إصابة به أعجزته عن أعماله الشخصية مدة لا تزيد على عشرين يوماً نتيجة استخدام آلة حادة سكين، كما أنهم دخلوا مكاناً لحفظ المال خلافاً لإرادة صاحبة وفي غير الأحوال المبينة في القانون.
وداخل المحكمة هطلت الدموع من عيونهم متوسلين القاضي أن يعفوا عنهم بعد أن شعروا بالندم الذي جاء متأخراً ليتم اقتيادهم إلى السجن لتنفيذ العقوبات الصادرة بحقهم.