البيان
كلما اجتمعت الموظفات تحدثن عن أناقة زميلتهن «فاتن»، ورائحة عطرها وتسريحة شعرها، ولا يدرين الكثير عن حياتها الخاصة، فهي ملتزمة بدوامها، لا تتأخر، وعملها متقن جداً، إضافة إلى أنها تتقن ثلاث لغات إلى جانب لغتها الأم.
وفي إحدى جلسات النميمة سألت إحداهن كيف للزميلة فاتن أن تصرف كل هذه الأموال على أناقتها وعطورها والإكسسوارات التي تلبسها، كلها تلفت النظر.
قالت إحداهن: إنها فعلاً اسم على مسمى.
ردت الثانية: إذا كنا نحن معجبات بها، فكيف الزملاء؟
تابعت ثالثة القول: أنتن تحسدن البنت اتركنها بسلام، يكفي نميمة عنها.
وفي صباح أحد الأيام كثرت التساؤلات بين الزميلات، أين فاتن؟ تأخرت.. ربما أخذت إجازة.. لا .. لا، أكيد هي في طريقها إلى المكتب وربما تأخرت بسبب ازدحام الطريق، كل زميلة تطرح رأيها، وعدم وصول فاتن أقلق الزميلات، وأضحت كل واحدة تفسر عدم حضورها وفقاً لمخيلتها.
سألت إحداهن من يعرف رقم هاتفها؟
الجميع يعرفنه، وأسرعت إحداهن للاتصال بها، ولكن الهاتف كان مغلقاً، ما زاد من تساؤلات الزميلات، فكثرت الأقاويل والتفسيرات، حتى إن إحداهن قالت: ربما تزوجت!
عقبت أخرى: مستحيل يجب أن تخطب أولاً وتلبس الخاتم في اليد اليمنى ثم ينتقل إلى اليسرى! وأنا لم ألحظ أنها لبست خاتماً في إصبعها.
همست إحداهن في أذن صديقتها: أعتقد أنها ذهبت لحضور عرض أزياء. أجابتها صديقتها: في الصباح لا تجرى عروض أزياء، ولكن ربما ذهبت لتشتري بعض العطور.
ردت عليها: الأسواق لم تفتح بعد.
ـ تصفيف شعرها جعلها تشبه الممثلات، ويمكن أنها تأخرت في صالون الحلاقة.
ما هي إلا لحظات حتى انضمت إليهن إحدى الزميلات وقالت:
المدير ليس في غرفته، وهو متأخر كعادته!
بدأ الهمس ثانية بين الزميلات: ماذا يعني غياب المدير وفاتن في آن معاً؟
ـ هذا سؤال خطير ماذا يدور في ذهنك؟
ـ يمكن أنه سيقدم على جعلها شريكة حياته!
ـ حرام عليك.. إنه متزوج.
ـ ربما كانت فاتن أجمل من زوجته؟
شاركت زميلة أخرى في الهمس: أنا سمعت كلمة ألمانيا، ربما ذهبا إلى ألمانيا لقضاء شهر العسل!
ـ سكرتيرة المدير أعلم بهذه الأمور اتصلي بها لتنضم إلينا.
رفعت سماعة الهاتف وقالت للسكرتيرة: تعالي انضمي إلينا في جلسة الصباح مع فنجان قهوة.
ـ اعتذرت السكرتيرة وقالت: أنا آسفة لأنني مشغولة جداً.
قالت إحداهن: يبدو أن السكرتيرة عندها أخبار خاصة ولا تريد الإفصاح عنها.
ـ وتابعت أخرى: إن شاء الله تكون إجازتهما طويلة، ونرتاح من متابعة العمل.
ـ وقالت أخرى: أين تتوقعن أن يسافرا لقضاء شهر العسل؟
ـ ربما يقوما بجولة في أوروبا.
ـ هل لاحظتم أن خطة فاتن نجحت وتمكنت من إيقاع المدير في حبالها؟
ـ الآن عرفنا سر الأناقة والعطور، هذه شباك صيد خمس نجوم.
ـ لماذا لا تكوني مثلها وتصطادين أيضاً؟
ـ يا حسرة فاتنا القطار، ولو لبست من أرقى دور الأزياء ووضعت أحلى العطور والبخور لن ينظر إليّ أحد.
ـ لا تكوني متشائمة، هذا نصيب وإن شاء الله يأتي ابن الحلال عما قريب.
ـ بعد عودة المدير وفاتن ماذا نقدم لهما هدية زفاف؟
ـ باقة ورد أجمل هدية.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وفي خضم هذه التساؤلات دخلت فاتن يرافقها مدير الشركة وهو كعادته بكامل أناقته، توجهت الأنظار إليهما وبدأت النميمة من جديد.
انظري المدير اختارها لجمالها، وأناقتها.
ـ هل تشممن رائحة العطر في الصالة؟
دخل وفد أجنبي إلى الشركة وكان المدير وفاتن في مقدمة المستقبلين، وتعمل فاتن على ترجمة الحوار بين المدير والوفد، لأنها تتقن الألمانية. وبعد جولة مع الضيوف تم عقد اجتماع مغلق لتطوير العلاقة بين الشركة والوفد الضيف.
عادت الزميلات إلى النميمة من جديد:
ـ يبدو أن فاتن ستذهب إلى ألمانيا.
ـ ربما ترافق المدير كي تترجم له.
همست إحداهن قائلة: تترجم له أم هناك غايات أخرى؟
تصدت إحدى الزميلات لهذه المماحكة قائلة:
كفاكن نميمة، حديثكن كله باء بالفشل وتخميناتكن كلها ذهبت هباء، لو أن كل واحدة منكن اهتمت بعملها، أفضل من ضياع الوقت بكلام فارغ.
وأضافت: زميلتكن من أفضل الموظفات ويعتمد عليها المدير لجديتها في العمل، وإتقانها للغات جعلها مميزة عنكن، كفى حسداً، ونميمة.
همست إحداهن: يبدو أن الزميلة ستخطب فاتن لأخيها، فهي تدافع عنها وكأنها أختها.
تعليق..
والله شعرت بصداع وانا أقرأ هذا المقال ، فما بالكم بالتواجد في جو عمل كهذا؟؟!! انا مع مقولة ضع الخلق للخالق .. غبي وتافه وسفه وجاهل من يشغل فكره ويضيع وقته في تتبع الآخرين والحديث عنهم
( من راقب الناس مات هما )
أجارنا الله واياكم من الغيبة والنميمة
اغلط و قول شي يخصك جدام حريم و خاصة بالدوام بالضبط 23 ثانية بكون انتشر بكل المؤسسة