التاريخ: 12 يونيو 2024
ثوار يلوحون بعلامة النصر عند مدخل بلدة أجدابيا. أ.ف.ب
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن تركيا ستساعد الزعيم الليبي معمر القذافي «الذي يواصل مقاومة التغيير» في إيجاد مكان جديد يحيا فيه، وأنها قدمت له «ضمانات» بهذا الشأن، لكنها لم تتلق ردا حتى الآن، موضحا أن القذافي «لا خيار أمامه» سوى مغادرة ليبيا، بينما يستمر القتال في هذا البلد، إذ قال الثوار إن القوات الموالية للزعيم الليبي قتلت 20 شخصا في قصف على مصراتة.
وحذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في بروكسل، أول من أمس، من ان نقص القدرات والإرادة لدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يمكن ان يؤثر في الحرب الجوية التي يشنها الحلف في ليبيا.
وتفصيلاً، قال أردوغان ان حكومته عرضت على القذافي «ضمانات» مقابل مغادرته البلاد. وأضاف أردوغان لتلفزيون «ان تي في»، أنه «لا خيار للقذافي سوى مغادرة ليبيا مع منحه ضمانا». وأوضح «قدمنا له هذا الضمان، وقلنا له اننا سنساعد على إرساله الى أي مكان يرغب في الذهاب اليه».
وتابع رئيس الوزراء التركي «سنناقش المسألة مع حلفائنا في الحلف الأطلسي حسب الرد الذي سنحصل عليه (…)، لكن للاسف لم نتلق منه ردا حتى الآن».
وعبر عن أسفه لأن القذافي والمحيطين به يواصلون «مقاومة التغيير فعلا»، مع ان الزعيم الليبي «فقد إلى حد كبير مكانته القيادية» بين قبائل البلاد.
وأعلن مبعوث الرئيس الروسي لشؤون التعاون مع بلدان إفريقيا ميخائيل مارغيلوف، أمس، أنه سيحاول إقناع العقيد القذافي أثناء زيارته المرتقبة لطرابلس، بالتخلي عن السلطة.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية ان قائد القوة الدولية في افغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، الذي سيتولى قريبا رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحث في روما سبل التوصل الى «حل سياسي» للنزاع في ليبيا. وأوضحت الوزارة في بيان ان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ناقش وقائد القوة الدولية للمساعدة على إرساء الامن في افغانستان (إيساف)، التابعة لحلف شمال الأطلسي «تشديد الضغط السياسي والعسكري على نظام القذافي وإمكانية التوصل إلى حل سياسي لليبيا ديمقراطية».
وفي نواكشوط، التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، الليلة قبل الماضية، وفداً حكومياً ليبياً برئاسة أمين الشؤون العربية الليبي عمران بوكراع. وقالت وكالة الأنباء الليبية ان البحث تناول «المساعي الإفريقية لحل سياسي للازمة الليبية».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ويأتي ذلك بعد يوم من القتال العنيف قرب مرفأ مصراتة، أكبر معاقل الثوار في غرب ليبيا.
وأعلن الثوار الليبيون أن 22 شخصا قتلوا وجرح اكثر من 80 آخرين في قصف شنته القوات الموالية للزعيم الليبي لمنطقة غرب مصراتة بقذائف وصواريخ. وأفاد أحد الثوار في اتصال هاتفي بأن القصف بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات طال خصوصا قطاع الدفينة الذي يبعد 35 كلم عن وسط مدينة مصراتة. وأضاف أن «20 شخصا بينهم مدنيون وثوار قتلوا وأصيب اكثر من 80 بجروح»، بينما افاد الثوار بأن قوات القذافي متمركزة على بعد 10 كلم من الدفينة. وقال المصدر نفسه ان «الثوار نجحوا في صد هجوم على هذه المنطقة» مشيرا الى «وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات القذافي».
وتتعرض مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ شهرين للقصف، لكن الثوار تمكنوا من تخفيف الضغط مطلع مايو الماضي باستيلائهم على المطار، ما ابعد جزءا كبيرا من المدينة عن مرمى نيران القوات الحكومية.
وقال متحدث باسم المعارضة ان قتالا متقطعا بين قوات القذافي والثوار مستمر في زليتن، بعد سيطرة المعارضة على اجزاء منها. وقال إن الوضع اهدأ مما كان عليه الجمعة الماضية.
وأضاف أن قوات القذافي مازالت تطوق زليتن وتهدد السكان بأن يغتصب المرتزقة نساءهم ما لم يستسلموا، ولا يتسنى التحقق من روايات المعارضة ولم يرد تعليق فوري من حكومة القذافي.
وفي واشنطن، أعلن مصدر، أول من أمس، ان القذافي اشاد بالكونغرس الأميركي لانتقاده الرئيس الأميركي باراك اوباما بشأن العمليات العسكرية التي يشنها الحلف الأطلسي على بلاده. وأكدت مصادر عدة في الكونغرس أن الرسالة وصلت، إلا أنها لم تؤكد صحتها. وقال الناطق باسم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد «تلقينا رسالة ونمضي وقتا طويلا في التحقق من صحتها، لأننا لا نكترث بما يقوله لنا ما لم يكن استقالته».
من جهته، أعلن محامي عائشة القذافي أن ابنة الزعيم الليبي رفعت دعوى ثانية في باريس، تتعلق «بجرائم حرب» و«قتل»، بعد مقتل أربعة من أفراد عائلتها في غارة لحلف شمال الأطلسي نهاية أبريل الماضي في طرابلس.