أشجار القرم تساهم في تكاثر الأسماك والحيوانات البحرية الصغيرة 2024.

تولي إمارة رأس الخيمة اهتماماً كبيراً للحفاظ على أشجار القرم التي تتميز بمواقع فريدة في الإمارة لمساهمتها في الحفاظ على أنواع الحياة البرية والبحرية وعلى حياة أنواع مختلفة من الطيور، حيث تعد مواقع وجود هذه الأشجار مناطق ملائمة لحياتها ومورداً لغذائها•

وقال الدكتور سيف الغيص مدير هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة إنه وبتوجيهات سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة تعكف الهيئة حالياً على إجراء دراسات علمية حول التنوع الحيوي بالإمارة، لافتاً إلى أن هناك مشروعا بحثيا علميا تقوم الهيئة بتنفيذه حالياً عن الطيور والنباتات والحيوانات في الإمارة• وأضاف الغيص أن الهيئة الآن بصدد تنفيذ دراسة شاملة لإعادة تأهيل نباتات القرم في عين ضاية شمال الإمارة، بهدف الحفاظ على هذا النظام الفريد الذي يتصل بالمنطقة الجبلية بمنبع المياه قليلة الملوحة المتصلة بالخليج العربي الذي يعد موقعاً فريداً من نوعه•

وأشار إلى أن الهيئة تقوم بدراسة النظام البيئي لنباتات القرم الذي يعرف بالاسم العلمي له ”أفاسينيا مارينا” في الإمارة حيث تم أخيراً الانتهاء من تنفيذ مشاريع بحثية نفذها طلاب من تخصص الأحياء في كلية علوم الحياة بجامعة الإمارات، لافتاً إلى أن مشروع التخرج البحثي الأول كان معنياً بدراسة تربة نباتات القرم، والثاني اعتنى بالتنوع البيولوجي للبيئة المائية في منطقة عين ضاية•

ولفت الغيص إلى أن الإمارة تتميز بمواقع للقرم وهي في خور رأس الخيمة والحليلة شمال الإمارة والرمس وضاية، مضيفاً أن الهيئة توليها جل اهتمامها كونها ذات إنتاجية عالية للبيئة المائية لإحتوائها على أنواع مختلفة من صغار الأسماك التجارية التي يعتمد عليها أهالي الإمارة كمصدر للغذاء•

وأشار إلى ارتفاع أشجار القرم التي تتواجد في المناطق المستنقعية من الدولة حيث يتراوح الارتفاع بين 3 إلى 10 أمتار ويعتمد ذلك على ملوحة المياه فكلما قلت الملوحة ازدادت في الطول، موضحاً أنه تنتشر حولها أعداد صغيرة يصل ارتفاعها إلى 20 سم وهي عبارة عن جذور تنفسية وتسمي بـ ”نيوماتوفورس” نظرا لاحتوائها على العديد من الفتحات ويستخدم خشبها في إشعال النار وبناء المنازل وعلف الحيوانات•

وأضاف أن أشجار القرم تساهم في تكاثر الأسماك والحيوانات البحرية الصغيرة الأخرى من حولها كما تتخذ العديد من الطيور فروعها لبناء أعشاش لها كما أنها تمنع تآكل الساحل، كما تعتبر النوع الوحيد من المانغروف الذي يمكن رؤيتة بالمناطق البرية•

وأكد الغيص أن الهيئة تقوم بتطبيق نظام القانون الاتحادي ولوائحة رقم 24/ 99 المعني بحماية البيئة والقوانين المحلية المعنية بحماية البيئة في الإمارة لكل من يخالف أو يحاول العبث أو التعدي على أشجار القرم•

وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”طيب الله ثراه” قد أولى أشجار القرم اهتماماً خاصاً كما أمر بمنع قطع هذه الأشجار أو العبث فيها•

وتقوم وزارة البيئة والمياه حالياً بتطوير تقنيات وزارعة وإكثار أشجار القرم للحفاظ على البيئة البحرية•

وفي سياق متصل، كشف الغيص أن إدارة البحث العلمي في الهيئة شرعت بدراسة عدة مقترحات لإنشاء محميات طبيعية بحرية وبرية في إمارة رأس الخيمة وخلصت إلى تقرير أشارت فيه إلى أن هناك أكثر من 18موقعاً يمكن أن تكون محميات طبيعية أو ذات طبيعة خاصة في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة•

وأشار إلى أن بعضاً من هذه المواقع موثق عالمياً ومدون في بعض الدوريات والكتب التي تصدرها منظمات عالمية مثل الصندوق الدولي لصون الطبيعة وسيتم تصنيفها على حسب التصنيف العالمي للمحميات•

وكشف أن الهيئة بصدد تصنيف ونوع كل محمية على حدة وذلك بغرض افتتاحها أمام الجمهور في القريب العاجل، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على رفع مستوى الوعي البيئي بين سكان الإمارة حول أهمية الحياة البحرية والبرية وسبل المحافظة عليها.

جريدة الاتحاد