الخليج – العين محمد الفاتح عابدين:
لعبة غير متكافئة الأطراف تجري أحداثها في كبرى محال الهايبرماركت، طرفاها المستهلكون، وأصحاب محال البقالة الذين قضوا على معظم العروض الخاصة بالسلع والمنتجات الرمضانية قبل أن يتمكن المستهلكون من شراء حصتهم منها، وسط حالة من السكوت غير المبرر من جانب إدارات منافذ البيع الكبرى، ما حد من قيمة العروض الخاصة، وباقات التخفيضات التي طرحوها استعداداً للشهر الفضيل.
ويبدو أن أطماع أصحاب محلات البقالة الذين قضوا على الأخضر واليابس في تلك المحال لإعادة بيعها في محلاتهم لا تتوقف عند رفع أسعار بضائعهم، إلى الحد الذي يقترب فيه من الضعف في كثير من الأحيان، إلى جانب الكثير من الممارسات الخاطئة والتجاوزات التي يصم المستهلك آذانه عنها، حتى لا يحرم من الخدمات التي تقدمها له البقالة المتمثلة في فتح الحساب الشهري والتوصيل «السريع» للمنازل، وهو ما دفع القائمون عليها إلى التمادي في غيهم والإصرار أكثر وأكثر على ابتكار الجديد من الأساليب التي تمكنهم من الوصول إلى جيوب الزبائن بسهولة فائقة، وضمان نمو أرباحهم.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ورغم كثرة الأساليب التي يلجأ إليها أصحاب البقالات في سبيل تحقيق مزيد من الأرباح التي منها زيادة أسعار السلع والمنتجات التي يبيعونها، والاعتماد في مبيعاتهم على منتجات ذات جودة ضعيفة، وأخرى قارب تاريخ صلاحيتها على الانتهاء، إلا أن الأمر يصل إلى مزاحمة المتسوقين في العروض الخاصة التي تطلقها بعض محلات الهايبرماركت الكبرى على المنتجات الاستهلاكية، حيث عادة ما يجد المستهلكون أرففاً خالية بعد أن قضى على محتوياتها أصحاب محلات البقالات لإعادة بيعها مفككة عبر محلاتهم.
اللافت للانتباه أن أصحاب البقالات باتوا يسددون جزءاً كبيراً من قيمة مشترياتهم عن طريق النقاط التي تتيحها بطاقات الولاء، التي تمنحها المحلات الكبرى لزبائنها لضمان عودتهم للتسوق منها، حيث استخرج صغار التجار تلك البطاقات، وباتوا يستفيدون منها أكثر من الشريحة المستهدفة، بسبب الكم الكبير من المبالغ الذي يدفعونه، ويحصلون مقابله على نقاط مجانية، يسددون بها قيمة مشترياتهم كل مرة.
ويقول خالد إقبال المدير العام لسلسلة من محلات الهايبرماركت : لقد قمنا بالكثير من المحاولات للتصدي لأصحاب البقالات الذين يتسوقون من محلاتنا، ويستفيدون من عروضنا الخاصة وبطاقات المكافآت التابعة لنا، حيث ألزمنا المحاسبين بتحديد الكميات وقمنا بزيادة أعداد رجال الأمن لمراقبة حركة المتسوقين، ورغم كل تلك الجهود إلا أننا لم نستطع القضاء على الظاهرة.