وسائل متنوعة و«التربية» تتحفظ على أساليب الردع
أقلام ونظارات أحدث صيحات الغش في الامتحانات
■ وسائل متنوعة للغش وإجراءات رقابية لمواجهته | أرشيفية
البيان -دبي – رحاب حلاوة
في زمن التكنولوجيا، أصبح الغش الإلكتروني وسيلة سهلة يلجأ إليها بعض الطلبة، سعياً إلى النجاح والحصول على علامات تؤهلهم لدخول الجامعات، فقد انتشر الغش الإلكتروني بين الشباب، بعد أن أصبحت المعلومة في متناول الجميع، طالما أن هناك وسيلة تكنولوجية ذكية نضغط عليها بزر.
الغش وسيلة تقليدية تطورت بفعل الزمن، من ورقة مكتوب عليها كم كبير من المعلومات، إلى ذاكرة تخزن عليها كتب بكاملها، وأصبح وسيلة لمن اعتاد عليها من الطلبة المتعثرين دراسياً أو الذين أهملوا دراستهم طوال العام، إذ يلجؤون إلى وسيلة تخرجهم من هذا النفق بابتكار أساليب في الغش الإلكتروني بطرائق متعددة.ومع انتشار وسائل حديثة لنقل الأسئلة خارج لجان الامتحانات، من خلال كاميرات صغيرة في نظارات بصرية، ومن خلال أقلام وساعات يد، أصبحت موضة سنوية ومتطورة عاماً تلو الآخر، حيث تضاف إليها خواص وإمكانيات كبيرة، ويمكنها التواصل مع الكمبيوتر الشخصي للممتحن في رمشة عين، وما زالت هذه الطرائق دون رادع، وعندما توجهنا بسؤال إلى وزارة التربية والتعليم عن أساليب الردع والعقوبات، تحفظت على الرد، ولم توضح إن كانت هناك أجهزة تشويش في اللجان أو خالية منها.
تخصص غش
يقول عباس فرض الله نائب مدير خدمة المتعاملين في شرف دي جي للإلكترونيات، إنه مطلع بشكل دائم على أحدث الإلكترونيات والأجهزة المتطورة بحسب طبيعة عمله، ومن أهمها الوسائل التي يستخدمها الطلبة في عمليه الغش الإلكتروني التي غزت أسواق المنطقة، فمنها الذي يباع عبر مواقع الإنترنت، وأخرى في منافذ داخل الدولة، حيث بدأ الطلبة يفكرون فيها بعدما منعوا من دخول الهواتف المحمولة إلى مقار اللجان الامتحانية، مطالباً الجهات المسؤولة بالحد من بيع هذه الأدوات من خلال فرض غرامات على بيعها.
وزاد أن هناك شركات تتخصص في التقنيات المستخدمة في الغش فقط، فضلاً عن تطويرها سنوياً بإضافة إمكانيات وتصغير وتغيير الأشكال والأحجام حتى لا يكتشفها المراقبون، وأحدثها لهذا العام قلم يستطيع أن يحمل منهاج 5 مواد، ونظارات طبية لا يمكن تفريقها عن الشكل التقليدي، إضافة إلى الأقلام المزودة بالماسح الضوئي لنقل ورقة الامتحان إلى خارج اللجنة. وهناك ساعة يد يراوح سعرها بين 1800 إلى 2000 دولار، وتعمل من خلال كاميرا داخلية صغيرة جداً، تقوم بتصوير المواد الدراسية التي يحتاج إليها الطالب ويخزنها على الساعة، وعند الامتحان يستطيع أن يسترجع ما قام بتخزينه مع إمكانية تكبيره.
منع الإرسال
وذكر محمد إبراهيم عبد الله، من شركة الفطيم، أن هناك أجهزة غير مصرح بدخولها إلى السوق المحلي، ولكنها تباع في الأسواق بغرض الغش، ولوحظ إقبال كبير عليها، مشيراً إلى أنه لا بد من وجود رقابة صارمة من الجهات المسؤولة، حتى لا يضيع حق المجتهد من الطلبة، لكون الغشاش يحصد نجاحاً ودرجات أعلى من الذين يجتهدون، ولافتاً إلى أن أساليب الغش أصبح ضبطها أصعب، وعلى إدارات المدارس أن توقف هذه الأجهزة والتقنيات من خلال أجهزة تمنع الإرسال داخل المدرسة.
ومن جهته، قال إبراهيم بركة، مدير مدارس الشعلة الخاصة في الشارقة، إنه لا بد من وضع لوائح وعقوبات صارمة لمن يسهم في عملية الغش الإلكتروني، فلائحة وزارة التربية لا توقع عقوبات رادعة حتى لو حدث تجاوز من البعض، معتبراً أن المؤسسة التعليمية يجب أن تعزز منظومة القيم الأخلاقية، وهى الصدق والأمانة والإخلاص والتعاون، لتحاشي عملية الغش بشكل عام، وبالأخص الإلكتروني الذي أصبح شائعاً بين الشباب، لكونهم أكثر مواكبة للتكنولوجيا المتطورة.
وأوضح أن الطالب الذي يلجأ إلى الغش الإلكتروني هو الذي يرغب في بذل أي جهد لتحقيق النجاح، وفي بعض الأحيان يكون تحت ضغط الحساب العسير من والديه إذا لم يحقق الدرجات التي تؤهله لدخول الجامعة، فيلجأ إلى أسلوب الغش السريع والآمن بالنسبة إليه، وهو الغش الإلكتروني، لكونه يصعب ضبطه.
ظاهرة خطرة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر واعتبر نافذ الحايك، نائب مدير مدرسة دبي الدولية، الغش في الامتحانات من أخطر الظواهر السلبية والمشكلات التربوية التي تهدد سلامة النظام التعليمي في الدول، حيث يؤدي إلى فساد في العملية التعليمية وتقييم قدرات الطالب بشكل خاطئ، والتأخر وعدم رقي المجتمع.
وذكر أن الغش الإلكتروني أصبح موضة تجتاح معظم المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة، لأسباب منها قلة الطموح واللامبالاة وضعف الثقة بالنفس والقدرات الذهنية، وكثرة المناهج وصعوبتها، إضافة إلى ضعف شخصية المعلم وعدم كفاءته في توصيل المعلومة بطريقة صحيحة، إذ يلجأ الطلبة إلى طرائق الغش المختلفة لضمان الحصول على نتائج مرتفعة.وأكد أن الطلبة أصبحوا متمكنين من استخدام التكنولوجيا بشكل كبير وواسع، وهي ظاهرة مقلقة جداً، وهناك صعوبة في مواكبة هذه التكنولوجيا.
ومن جهته، أشار الخبير التربوي يوسف شراب إلى أن وسائل الغش تطورت مع مرور الزمن، حيث كانت تتمثل في قصاصات ورقية إلى أن أصبحت إلكترونية، سواء عن طريق الهاتف النقال بأنواعه وسماعات البلوتوث وبرامج مختلفة، ويصور المقرر كاملاً ويحفظه في جهازه، ولكن شراب على يقين بأن الرقابة من قبل المدارس تسهّل ضبط مثل هذه السلوكيات الخاطئة. وطالب الجهات المسؤولة بأن تتيح في كل مدرسة جهاز تشويش أو جهازاً لضبط ذبذبات الهواتف النقالة الذي يبدأ بالاهتزاز فور الاقتراب من الطالب الذي يحاول الغش بالأجهزة الإلكترونية، للحد من هذه الظاهرة بين الشباب خاصة.
ومن واقع خبراته الميدانية بالمدارس، أكد أن هناك حلولاً عدة يمكن للمدرسة أن تتبعها تجنباً لحدوث حالات الغش، ومنها اتباع نظام الامتحانات المفاجئة وامتحانات الكتاب المفتوح في المدارس الخاصة، وهي وسائل تقيم الفهم الحقيقي للطالب وتجبره على الاجتهاد.
كسل ومواكبة
واعتبر عدد من الطلبة أنهم اعتمدوا على الغش لمواجهة أي صعوبة في الورقة الامتحانية، وقال آخرون إنهم يتكاسلون عن مذاكرة الكتاب المدرسي كاملاً قبل الامتحان، فيستعينون بالغش ليحصلوا على النجاح، وذكروا أنهم مواكبون لكل وسائل الغش الحديث، وآخرها أنهم اكتشفوا أن هناك أقلاماً إلكترونية تحتفظ بخمسة مناهج دراسية، وبكبسة زر يتم النقل على المنهاج المرغوب، ولا تلاحظ نهائياً من قبل الملاحظين، لكونها ذات شكل تقليدي.
وعلى مستوى دبي، ذكرت غاية المهيري، رئيسة الإشراف العام والمتابعة على الامتحانات في كونترول دبي بمنطقة دبي التعليمية، أنه في السابق كانت أشهر طرائق الغش التي تم كشفها من قبل الملاحظين هي القصاصات الورقية (البراشيم)، وأجهزة الهواتف المحملة بصور لنماذج أجوبة مختلفة، فيما لم تكتشف حالات غش بطرائق أخرى في امتحانات العام الماضي، وأوضحت أنه في حال ضبط طالب في حالة غش يتم إبلاغ مراقب اللجنة على الفور، وتسجيل محضر بالواقعة، ورفع الأمر إلى رئيس اللجنة، لتطبيق لائحة الامتحانات الخاصة بالغش