* دار الخليج
قال جاسم محمد المكي، رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في دائرة محاكم رأس الخيمة، إن سيدة مطلقة، لديها 6 أبناء، فاجأت الاستشاريين والاستشاريات العاملات بالقسم في التنازل عن حقها بطلب زيادة النفقة الشهرية لها ولأبنائها، بعدما علمت أن طليقها يمر بظروف مالية معسرة بسبب الديون البنكية .
وأوضح المكي أن السيدة انفصلت عن زوجها قبل سنوات عدة، نتيجة خلافات زوجية مستمرة، في حين تقدمت خلال مايو/أيار الماضي بطلب زيادة نفقتها ونفقة أبنائها لدى القسم، بسبب تزايد طلبات وحاجيات الأبناء، الذين ترعاهم، حيث استمرت دعواها لأكثر من 5 أشهر لدى القسم، لتقرر في آخر المطاف التنازل الفوري عن مطالبها ومطالب أبنائها والتحلي بالصبر، بعد أن علمت بالظروف المالية المعسرة، التي يمر بها طليقها، خاصة أنه تعهد أمام القسم بحتمية زيادة النفقة حال تحسن ظروفه المعيشية وتسديد ما بذمته من أموال اقترضها من البنوك في أوقات سابقة .
وأكد المكي أن العاملين في القسم يعملون حالياً على رأب الصدع بين الطرفين وعودة علاقتهما الزوجية إلى ما كانت عليه من تراحم وترابط أسري، لاسيما بعدما لمسوا من كلا الطرفين رغبتهما الخفية في إعادة علاقتهما الزوجية .
ولفت المكي إلى أن القسم سجل منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نحو (676) حالة نزاع أسري، تم الصلح والاتفاق في (140) حالة منها، بينما حفظت نحو (282) حالة لعدم مراجعة أطراف النزاع، وأحيلت (164) للقضاء للبت فيها، وبقيت (90)حالة متداولة أمام القسم .
وبين المكي أن القسم سجل منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني نحو(157) طلباً لسيدة متزوجة كانت تصر على إيقاع الطلاق والانفصال عن زوجها، في حين سجل نحو (99) طلب نفقة وزيادتها، و(80)طلب حضانة أو إسقاطها، و(139)حالة عنف أسري استخدم فيها الضرب والسب والشتم والإهانة المتكررة .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وقال نبيل الدسوقي، المحامي بمحاكم رأس الخيمة، إن تفهم السيدات المطلقات للأوضاع المالية المعسرة، التي يمر بها الأزواج السابقين يعمل بلا شك على عدم تأزيم حالة التوتر السائدة بينهما، إضافة إلى إمكانية ترميم ما حطم نتيجة الخلافات السابقة، التي نتج عنها الانفصال .
وأضاف الدسوقي أن الأزواج المنفصلين يلجأ البعض منهم إلى استخدام الوسائل القانونية المتبعة في القضاء، لإلحاق الضرر بالطرف الثاني، مثل زيادة النفقة أو إسقاط الحضانة أو الدفع نحو عدم رؤية الأطفال والأبناء .
خالد جبران، موظف حكومي، قال: إن تفهم الزوجة في تلك الحادثة يشير إلى وعيها ونضجها العقلي والتزامها الديني، الذي منعها من إلحاق الأذى بالزوج السابق، الذي هو والد أبنائها الستة، إذ آثرت الصبر والتحمل سنوات طويلة لكي لا تلحق بوالد أطفالها ما يفوق طاقته، لتكون النتيجة تعهد طليقها بزيادة ما تحتاجه الأم والأبناء من نفقة مستقبلاً حال تحسن ظروفه المالية .