سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
* دار الخليــج
في عام 1973 زار المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، المنطقة ليضع حجر أساس مصنع الاتحاد في منطقة خورخوير القريبة من الجير، يرافقه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، وبعدها زار الجير وأمر بمركز صحي، وكان ذلك المركز أول مركز صحي على مستوى الدولة وافتتح في عام 1975 منزلاً شعبياً، كان مخصصاً للأهالي، ضمن شعبية زايد التي أمر بها، وما زالت قائمة إلى اليوم مكتظة بقاطنيها إلا أن ذكرى التشييد وبناء تلك الشعبية والمركز تجعلها بمثابة “قصور” تاريخية في قلوب الأهالي .
يقول حسن أحمد الشحي (50 عاماً) صحيح ان ذكرى زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمنطقة ما زالت حاضرة في قلوبنا ولن نتخلى عن تلك المساكن التي بنيت بناء على توجيهاته إلا أن المركز الصحي ما زال على وضعه منذ تلك السنوات، فأكثر ما يصرف فيه روشتة “البندول”، ولا توجد أجهزة الأشعة ولا سيارات الإسعاف، ولا يضم سوى طبيبة تحضر أياما معدودة وفي ساعات الدوام الصباحي .
ويقول: ورغم شح الأراضي المناسبة للسكن إلا أننا اتفقنا على تخصيص مساحة مناسبة لبناء المركز الجديد وعلى الطريق الأساسي لإنشاء مركز صحي متكامل، وأعطينا المخطط لوزارة الصحة إلا أن مطالبنا وتخصيصنا لتلك الأرض ما زالت حبراً على ورق وأمنية في قلوب أهالي الجير .
وأضاف: ما أن المنطقة تحتاج إلى إنارة وخاصة لمقبرتها كما يقول فالأهالي يزورون “موتاهم” في ظلام دامس مما جعلهم يترددون في الزيارة قبل مغيب الشمس، عوضا عن مطالبتهم الدائمة بإنارة الأحياء السكنية وأمام مدرسة البنات التي تبعد عنها الإنارة .
ويوضح حسن أن المساكن الشعبية في منطقة الجير قديمة ،وأول شعبية بنيت كانت شعبية زايد في عام 1974 وتضم 20 منزلاً، وشعبية راشد التي أنشئت عام 1982 تضم 200 منزل، وتعد أكبر شعبية في المنطقة، وبنيت في العام ذاته شعبية بني عمير وتضم 20 مسكناً، أما آخر الشعبيات فبنيت عام 1988 وأطلق عليها شعبية الجير وتضم 10 منازل . ويتوقع الشحي أن عدد سكان المنطقة أكثر من 3000 نسمة .
ويستطرد صالح أحمد عبيد من مواليد عام ،1953 الجير منطقة قد تتوافر فيها بعض الخدمات مقارنه بالقرى الأخرى، إلا انها ما زالت تفتقر للعديد منها في ظل بعدنا عن مدينة رأس الخيمة أكثر من 50 كيلومتراً، ووجودنا قرب منفذ حدودي يجعلنا نحرص على وجود الخدمات إذ نعتبر منطقتنا واجهة ومعلماً أساسياً في المنطقة .
ويؤكد أن طلب الإنارة وافقت عليه دائرة الأشغال والخدمات العامة في عام ،2005 ولكن إلى الآن لم ينفذ رغم حاجة الطرق الأساسية للإنارة في ظل وقوعها بجانب الجبال، وتقع طرقها على عدة جسور متهالكة، مضيفاً أن الطرق الداخلية الرئيسية تقع على ستة جسور تعبر من فوقها الحافلات المدرسية والمركبات، ومعرضة للانهيار في أي لحظة .
الحديقة جاهزة
محمد عبد الله، موظف، يقول إن ما يواجه الأهالي، وخاصة الشباب منهم، عدم وجود المساحات الكافية لإنشاء منازل عليها، حيث يضطر الكثير منهم لمفارقة أهاليهم والإقامة في مناطق بعيدة كمنطقة الظيت أو جلفار، مما يهدد الأسر بالتفكك .
وصعوبة توفير المساكن للشباب تؤرق الكثير من الأسر، التي تعوض ذلك النقص باقامة ملاحق لأبنائها في منازلها الضيقة، ويلفت إلى أن المساكن قد نجد لها حلاً بانتظار مشروع الشيخ زايد للإسكان، لكن توفير متنفس للأهالي كحديقة صغيرة، أو إعادة تأهيل الكورنيش هو ما يتمنى أن يطبق بشكل عاجل، فمنطقة الجير “جميلة”، بطبيعتها الجغرافية التي تطل منها على البحر وخلفها الجبل ومن بين تلك المسافة المزارع الخضراء، ولا أعتقد أن إنشاء حديقة مهيأة لاستقبال الأطفال والكبار “حلم”، صعب المنال في ظل تلك المعطيات والمقومات الجاهزة .
علي أحمد، شاب آخر من أهالي المنطقة أكد أن كل الاحتياجات الخاصة بالأسر والأهالي، يمكن أن تنتظر إلا تأهيل المنطقة لاستقبال المسافرين، فالجير واجهة للدولة، ومعلم يعبر عن الدولة بكاملها، والقادمين من سلطنة عمان الشقيقة، حين يشاهدون المنطقة ويمرون بشوارعها الضيقة، قد لا يدركون أنهم خلوا دولة الإمارات، فلا توجد إلا لوحة واحدة بعد المنفذ مباشرة، توضح المسافة بين المنفذ والإمارات الأخرى، وصولاً إلى العاصمة، ولا معالم حضارية ترتقي بمكانة الدولة تعبر عن ذلك . والحاجة ملحة لتدارك الوضع وجعل “الجير”، ومعبر رأس الدارة معالم حضارية معبره عن الدولة .
مواهب ضائعة
وأكد علي محمد الحمروني “متقاعد”، أن المنطقة تفتقر إلى النوادي الثقافية والاجتماعية سواء للنساء أو الأطفال أو حتى الرجال، فكثير من المواهب، وخاصة من طلبة المدارس لا يجدون الاهتمام اللازم، فتضيع مواهبهم في خضم مشاغل الحياة، وينخرط الموهوب مع الطلبة الآخرين من دون اهتمام بتنمية مواهبه أو حتى إبرازها .
مزارع بلا خدمات
حسن محمد (55 عاماً) قال ان المنطقة تضم حوالي 200 مزرعة ولا تقدم لها وزارة البيئة والمياه إلا ما ندر من الأدوية القليلة، ولم نطالب بالخدمات الكثير، إلا أننا نطالب بالخدمات الأساسية كالأسمدة والمبيدات الحشرية وغيرها من الوسائل والمواد التي تحسن الإنتاج وتقيه من الأمراض .
عبدالله سالم بن بلة مدير مدرسة شعم للتعليم الثانوي، ومن أهالي منطقة الجير، أكد أن الكثير من المراكز الرياضية والحكومية في المنطقة غير مستغلة لمصلحة الأهالي، فبإمكان مركز التعاون الرياضي الثقافي استغلال مساحته الكبيرة، وتحويله لمجمع رياضي ثقافي ترفيهي يشمل حديقة وممشى لجميع أفراد العائلة، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة ومحاضرات ثقافية متعددة تخدم المنطقة . وإنشاء مكتبة ثقافية وصالة للحاسب الآلي وصالة متعددة الأغراض . وقال إن المركز في إحدى السنوات خصص صالته الرياضية كصالة أفراح وانعكس لمصلحة الأهالي .
وطالب ابن بلة بأن تخصص الحكومة مساحة أرض لجمعية تعاونية لتقدم خدماتها التموينية للأهالي، ورغم أن الجير تتمتع بإنتاج السمك الوفير إلا أن أهاليها يضطرون لقطع عدة كيلومترات تصل إلى 40 كليومتراً ليشتروا الأسماك من سوق المعيريض، وكذلك مقصب اللحوم في مدينة رأس الخيمة يبعد عن المنطقة حوالي 50 كيلو متراً .
مركز الجير الصحي بلا كادر
أحمد علي البحار (55 عاماً) أحد الشواب، يقول: تفاجأت بعدم وجود الطبيبة في المركز، وقيل لي إنها أخذت إجازة ولا بديل عنها، وأتعجب من وزارة الصحة كيف تسمح بفتح المركز أبوابه بلا طبيب يصف للمرضى الأدوية؟
راشد أحمد المزيود (80 عاماً) كان في المركز يراجع الصيدلية ليصرف له الدواء، إلا أن عدم وجود أي طبيب حال بينه وبين الدواء الذي يعالجه من وعكته الصحية .
وتقول شيخة سالم مديرة مركز الجير الصحي إن الأهالي يتوافدون إلى المركز بشكل دوري وويبلغ متوسط المترددين سنويا حوالي 7500 مريض . وتوضح أن المركز يحتاج إلى معدات طبية أساسية كالأشعة ومختبر طبي .
المسؤولون:
محمد النوبي نائب مدير شرطة رأس الخيمة أكد أن من أهم معالم استراتيجية وزارة الداخلية، التي تعتزم تطبيقها تتمثل في تقديم كافة خدماتها في مراكزها المنتشرة في مختلف مناطق الإمارات لتطبيق مفهوم “المركز الشامل” .
وأكد النوبي ان نقطة أمن شعم، تختص بالحفاظ على أمن المنطقة وتعتبر نقطة أمنية وغير مهيأة لتصبح مركزاً في المستقبل .
أحمد المهبوبي مدير مستشفى شعم ورئيس مجلس إدارة نادي التعاون الثقافي الرياضي، أشار إلى إحلال المستشفى قريباً، وتحديداً خلال عدة شهور في منطقة مدرسة أحمد ابن ماجد القديمة . وأوضح ان أهالي الجير يخدمهم المستشفى مباشرة ويقدم لهم العلاج من دون تحويل من مركزهم الصحي لمعرفتنا السابقة من تواضع خدماته .
وأوضح المهبوبي ان حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة الشيخة هنا بنت جمعة، جهزت على حسابها الخاص صالة الأفراح التي تكفي لـ 850 شخصاً لأهالي المنطقة، كما بادرت إلى دعم النادي بحافلة تسع ل26 راكباً لتنظيم الرحلات الجماعية لنساء المنطقة بتكلفة رمزية . كما ينظم النادي دورياً دروس تقوية للطلبة في جميع المراحل مجاناً بالإضافة إلى تجهيز إحدى غرف النادي ب30 حاسباً آلياً لتلقى الدورات التدريبية الالكترونية .
الدكتور ياسر النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية أكد أن مطالبة الأهالي بإحلال مركز الجير الصحي في محلها، فالمركز عبارة عن منزل شعبي قديم لا يصلح لمركز طبي، إلا أن المنطقة الطبية رفعت طلب الإحلال، وهو ضمن البرامج المستقبلية لوزارة الصحة .
العقيد سلطان النعيمي مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب أكد أن الإدارة تقدم خدماتها للقرى في شمال الإمارة من خلال ميناء صقر في خورخوير الذي أفتتح فيه مؤخرا مكتب خدمي فرعي في مبنى قسم مراقبة جوازات ميناء صقر .
التخطيط الحضاري لمصلحة الأهالي
أكدت عائشة البغام رئيسة قسم التخطيط العمراني في إدارة التخطيط والمساحة التابع لدائرة البلدية في رأس الخيمة أن تخطيط منطقة الجير القديمة يتوقف على تفهم الأهالي لضرورة التخطيط الجديد الذي يأتي لصالحهم من حيث الاستفادة من الخدمات بشكل عام، وإزالة المنازل العشوائية التي بنيت في فترات سابقة قبل إنشاء الدولة، وإعادة ترتيبها وفقاً للمخططات الحضارية .
وأوضحت البغام ان القسم كان قد حول موضوع خلاف الأهالي حول تقسيم المنطقة بطريقة منظمة إلى لجنة فض المنازعات في المجلس البلدي بعد أن قام أحد الملاك من المنطقة بفرز منزله وإعادة تخطيطه، وفقاً للمخططات الجديدة إلا أن الأهالي اعتبروا ذلك التخطيط تعدياً على أملاكهم في المنطقة، فيما حسم موضوع الخلاف بعد أن تنازل صاحب الأرض عن جزء من أملاكه لمصلحة أهل المنطقة .
الأشغال: تعبيد شوارع المناطق الحدودية
حول توسعة شارع الجير أكد الدكتور عبدالله بالحيف مدير عام وزارة الأشغال العامة أن الوزارة تعامل المناطق الحدودية معاملة خاصة، وتوليها الاهتمام الكافي بعد أن تدرس احتياجاتها بشكل عام بعد دراسة المنطقة بشكل متكامل، وتضع في الاعتبار ما يمكن تنفيذه على مراحل، مؤكداً أن الوزارة تعمل حالياً على الانتهاء من دراسة مشروع إعادة تأهيل شارع القصيدات شعم ومن ثم المناطق الأخرى .
أما بخصوص “العبّارات” القائمة في تلك المنطقة فتتم دراسة إعادة تأهيل وصيانة العبارات في كل من رأس الخيمة والفجيرة، والتي تتميز طبيعتها الجغرافية الجبلية بمرور الوديان من خلال العبارات التي تقع تحت الطرق، وستتم إعادة تأهيلها طبقاً للأولويات التي تضع في اعتبارها أهمية الشارع وحيويته ودرجة تهالكه .
عبدالله يوسف رئيس دائرة الأشغال والخدمات العامة، أكد أن الدائرة تحصر حالياً طلبات الإنارة في الشوارع الداخلية في جميع شعبيات وقرى الإمارة، لتتم دراسة تكلفتها وتركيبها بعد التعاون مع الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه .