* دار الخليج
وقد بادر الجمهوريون بعد أن أيقنوا من استعادة السيطرة على النواب بأغلبية 238 مقعداً والحصول على 46 مقعداً في مجلس الشيوخ، بالتأكيد على أجندة عمل توعدوا بها أوباما قبل الانتخابات . وهي الأجندة التي ستعيد إلى واشنطن أجواء سياسات داخلية وخارجية ربما أشد جنوحاً إلى اليمين عن تلك التي نفذتها إدارة بوش تشيني على مدى 8 سنوات من حكم الجمهوريين (2000 – 2024) . ومن جانبه فقد أعلن إيريك كانتور أن تمرير قانون الضرائب المعروف باسم قانون بوش للضرائب للأغنياء فور تولي المجلس الجديد في يناير/ كانون الثاني سيكون أول البنود التي سيسعى الجمهوريون لتمريرها، في وقت أعاد زعماء جمهوريون تأكيدهم على أن هدفهم الأساسي على مدى العامين المقبلين سيكون منع أوباما من الترشح لفترة رئاسية ثانية، وهو الأمر الذي رجح حدوثه جون زغبي رئيس مؤسسة زغبي، في حال لم يتمكن أوباما من التصرف بحكمة الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون الذي تمكن بدهاء من الاستمرار في الحصول على رضا الشارع الأمريكي، ومن ثم إعادة ترشحه مرة أخرى .
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبوجه بدت عليه ملامح الهزيمة قد خرج في مؤتمر صحافي عقده أمس ليعلن تحمله المسؤولية عن نتيجة الانتخابات، والتي أكدت قناعة توصل إليها إبان زياراته المتكررة للولايات خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، حيث لمس مدى الإحباط الذي يشعر به الناخب الأمريكي نتيجة بطء تعافي الاقتصاد، ولكن أوباما لم يعلن استسلامه التام لمحاولات خصومه، حيث رمى القفاز في ملعب الجمهوريين بلجوئه إلى الشارع والمواطن الأمريكي، ومعلناً قبوله تحدي التعاطي مع مخاوفه، ومتعهداً بالعمل مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتحريك عجلة الاقتصاد بسرعة، وخلق وظائف وحل المشاكل المتعلقة بالبيئة والتعليم والاستثمارات، لا سيما في مجال التكنولوجيا من أجل المحافظة على قدرة الولايات المتحدة التنافسية في الاقتصاد العالمي، وباعتباره رهاناً يجب أن تكسبه أمريكا .
في هذه الأثناء بدأ الديمقراطيون تحركاً يهدف إلى معالجة أسباب الهزيمة، وهو التحرك الذي بدأ متأخراً .
وعلمت “الخليج” أن هناك حزمة من المقترحات موضوعة الآن أمامهم، وأولها ضرورة إعادة النظر في رسالة الشارع الأمريكي وهي التي سبق وأن أرسلها خلال تصويت ولاية ماساشوسيتس الديمقراطية عموماً لجمهوري شاب دون تاريخ سياسي يذكر في مقعد السيناتور الراحل المخضرم تيد كنيدي أحد أعمدة الحزب الديمقراطي، وذلك عن طريق إعادة النظر في قائمة مرشحي الحزب في الانتخابات القادمة لتصعيد وجوه ديمقراطية شابة ووجوه جديدة، ما يعني اعتزال كثير من الوجوه المألوفة .
وبرزت مقترحات أخرى على رأسها الطلب من الرئيس أوباما وإدارته إعادة النظر في العديد من السياسات الداخلية والخارجية لسحبه إلى الوسط وباتجاه اليمين على نسق “بيدي لا بيد عمرو”، وذلك لإجهاض استخدام المنافس الجمهوري مجدداً لمسائل الاقتصاد والضرائب والرعاية الصحية والحروب لاجتذاب الناخب الأمريكي إلى صفهم .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وعلى صعيد تداعيات نتيجة هزيمة الديمقراطيين، بدت احتفالات الحزب الجمهوري غير مسبوقة، حيث تعهدوا بسد الطريق أمام أوباما لمنعه من تنفيذ أي من تعهداته الانتخابية .
وإلى جانبهم بادر “حزب الشاي” المدعوم مالياً من أسواق المال، ولوبي صناعة الحروب بالاحتفال على طريقهم رغم إخفاقهم في الحصول على مقاعد بعينها، في ديلوار ومينيسوتا وإنديانا وغرب فرجينيا حيث احتفظ المرشحان المسلمان كيث اليسون وأندريه كارسون والنائب من أصل عربي نك رحال بمقاعدهم لفترة أخرى، وبنسبة فوز مريحة رغم حملات حزب الشاي الدعائية ضدهم على أساس ديني وأثني .
أيضاً اعتبرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هي قناة “فوكس” الإخبارية التي تمكنت بدعم من صاحبها روبرت ميردوخ من حشد الرأي العام للتخلي عن الديمقراطيين، وأنه لولا دعم ميردوخ لحزب الشاي ما كان ليتسنى للجمهوريين تحقيق هذه النتيجة .