تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إنهم يسرقون فرحتنا بهم بقلم فاطمة البريكي

إنهم يسرقون فرحتنا بهم بقلم فاطمة البريكي

إنهم يسرقون فرحتنا بهم

بقلم :د. فاطمة البريكي


حين نمشي في شوارعنا الجميلة، سواء كنا راكبين أو راجلين، لا نستطيع أن نشعر براحة تامة. القلق يسيطر علينا طوال الوقت، لأننا لا نأمن سيارة مسرعة تأتي عن يميننا، أو أخرى طائشة تطير عن شمالنا، ناهيك عن خوفنا مما يأتي من خلفنا، أو يقف بشكل مفاجئ أمامنا..!!

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر


نبقى طوال الوقت متيقظين، متلفتين، نحاول أن نتحصن بيقظة تكفينا وتكفي من يسير معنا في الطريق نفسه، فعدد الحوادث المرورية التي حدثت خلال الشهور القليلة الماضية، يبدو متزايدًا مقارنة بالمعدل الذي كنا نسمع عنه من قبل، وهو ما يدفعنا للتفكير: ما الذي تغير؟ ما الذي استجد؟ هل هو الوقت الذي أصبح أكثر سرعة، وأصبحت معه إيقاعات الحياة أكثر سرعة أيضًا؟ أم أن النفسيات أصبحت ملولة أكثر، عجولة على نحو أشد، أو ربما أصبحت أكثر طيشًا واستهتارًا؟!



الزهرات الثلاث اللواتي قطفت أرواحهن على الإسفلت الأسود، إسفلت الطريق الذي ألفنه لأنه كان يحملهن نحو مكان الفرح والبهجة والتسوق، أولئك الزهرات اللواتي بكتهن مدينة العين بأسرها، انطفأت شمعة حياتهن بسبب سيارة طائشة، يجلس خلف مقودها شخص لم يعرف أنه سيحصد ثلاثة أرواح في لحظة ستمرّ سريعًا كلمح البصر، ولن تعود ثانية، كما لن تعود الروح لتلك الزهرات مرة أخرى، ولن يعدن للعبهن، وضحكهن، ومكانهن المفضل، مركز التسوق الذي كن قد اعتدن الذهاب إليه سيرًا على الأقدام لقربه من منزلهن.



لقد سرق ذلك السائق فرحة أهلهن بهن، الأهل الذين عادوا من سفر قريب ليجدوا فلذات أكبادهم قد سبقنهم إلى سفر بعيد، بعيد جدًا.



الأمر نفسه يُقال عن فتى رأس الخيمة المتميز، الشاب الذي صلى عليه حوالي ثلاثة آلاف شخص، معظمهم لا يعرفهم أهل المتوفى، لكن هؤلاء المصلين يعرفون الشاب الذي راح أيضًا ضحية حادث مروري، وإن كان هو مشاركًا فيه أو ربما المتسبب به.



التوقعات والآمال التي كانت تحف بذلك الشاب كبيرة جدا، كما عبر عن ذلك عدد من المسؤولين الذين احتكوا به، وعرفوا قدراته ومواهبه وإمكانياته. الكل أثنى على أخلاقه الكريمة، وعلى شخصيته القيادية والودودة في الوقت نفسه، وعلى فكره المستنير المستقيم، وعلى كل ما يمكن أن يُمدح لأجله إنسان، لكنه ـ على حد تعبير والده ـ رحل كالطيف، وهو لا يزال واقفًا على أعتاب العام الأول من العقد الثالث من عمره الغض.



كم فرحة سُرقت بهذا الرحيل؟ فرحة أم وأب مكلومين، وفرحة أساتذة وأصدقاء، وفرحة بلد بأكمله فقد شابًا من خيرة شبابه، كان متوقعًا منه الكثير، وكان بإمكانه أن يقدم ذلك الكثير، إلا أن الأقدار شاءت، والحمد لله على كل حال.



كنا نقول إن الموت أصبح مجانيًا في هذا الوقت، إذ يخسر البعض عمره دون مقابل حقيقي يستحقه، مجرد لحظات طيش يستجيب فيها الشاب ـ غالبًا ـ لنفسه الأمارة بالسرعة والتهور، ويلقي عقله خارج سيارته ويقود كيفما شاء أن يقود.



إلا أن الموت أصبح الآن أيضًا بالجملة! وكأن النفس البشرية لم تعد لها قيمة عند أصحابها، وإلا كيف يمكن أن يتواطأ خمسة شباب على القيادة بسرعة جنونية، دون أن يكون بينهم رجل رشيد يعترض ويرفض هذا الجنون، الذي سيوقد نارًا في قلوب أمهاتهم وآبائهم وجميع من يعرفهم ويحبهم إن حدث لهم مكروه؟!



وهذا ما حدث تمامًا، فقد توفي خمسة شباب مواطنين في حادث تدهور سيارة في طريق عودتهم من سوريا قبل بضعة أيام، بعد دخولهم الحدود الإماراتية بمسافة، نتيجة خلل أصاب أحد إطارات السيارة، أدى إلى انقلابها 12 مرة!! ولنا جميعا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يحدث لمن بداخل هذه السيارة التي تنقلب في الجو اثنتي عشرة مرة! شملهم الله برحمته.



توقفت كثيرًا عند هذا الخبر، وفكرت في حال هؤلاء الشباب وكيف انتهوا إلى هذا المصير؟ لا بد أن السرعة كانت جنونية جدًا، وهو أمر وارد، بل هو أكثر الأسباب إلحاحًا على الذهن، لأن كثيرًا من الحالات التي يطرأ فيها أي خلل على أحد إطارات السيارة تكون نسبة الخطورة أقل في حالة القيادة بسرعة معقولة، لأن السرعة المعقولة تسمح للسائق بالسيطرة على المركبة أكثر مما لو كان يقود السيارة بسرعة كبيرة جدا.



لكن الأمر لم يتوقف عند هذا.. ففي الوقت الذي كان هذا الخبر معروضًا على صفحات الجرائد والمنتديات، كان هناك خبر آخر بالتوازي معه، وفيه مصرع خمسة شباب مواطنين آخرين أيضًا، في طريق عودتهم من الأراضي المقدسة، بعد أدائهم فريضة العمرة ـ عليهم رحمة الله ـ في الشارع نفسه، بعد دخول الحدود الإماراتية، حين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من منازلهم ومن أهلهم، ربما اتصل كل واحد منهم بأمه أو أخته أو زوجته.



وطلب منها إعداد طعامه المفضل، أو شاي (الكرك)، أو فتح أجهزة التكييف في الغرفة استعدادا لوصوله، أو.. أو.. ربما اجتمع أفراد الأسرة الأقارب والأباعد لاستقبالهم في منزل العائلة، حيث كانوا من عائلة واحدة ما بين شقيق وعم وقريب.. إلا أنهم ذهبوا إلى مكان آخر..



حين كانوا يشمون ريح أهلهم ويكادون يرونهم بقلوبهم التي أصبحت أكثر قربًا منهم بعد دخولهم حدود الدولة، أخذهم الموت في لحظة، سرقهم من أهلهم، وسرق معه فرحتهم بعودتهم، وأصبحوا من الماضي.



الجميع ينادي بإيجاد حل للسرعة الزائدة، الجميع يطالب الشباب بعدم الاستهتار، الجميع ينصحهم ويطلب منهم أخذ العبرة والعظة بغيرهم، لكننا، مع ذلك، لا نزال إلى اليوم نسمع ونقرأ أخبار هذه الحوادث التي تهزنا من الأعماق، وتشعر كل عائلة أنها فقدت فردًا من أفرادها، أو ربما عددًا من أفرادها، لأننا نشعر أننا أسرة واحدة، إذا اشتكى منها فرد تألم معه بقية الأفراد.



إن الاهتمام بالتقليل من نسبة الحوادث المرورية مطلب عام تشترك فيه جميع الدول تقريبًا، وخصوصًا العربية، ولكن الوضع يختلف في دولة تعاني من قلة عدد سكانها أساسًا كدولتنا، إذ يجب أن نكون أكثر حرصًا على أن نحافظ على ثروتنا البشرية، خصوصًا من هؤلاء الشباب، فشباب اليوم هم رجال الغد، وإذا كان شبابنا سيموتون تحت إطارات السيارات، فمن أين سيكون لنا رجال في غدنا القريب؟



جامعة الإمارات
خليجية
يسلموووووووووووو ع طرح الموضوع

خليجية [flash=http://www.alshohooh-upload.com/uploads/files/alshohooh-138053d7d8.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

خليجية
ربي يرحمهم ..

خليجية
ربي يرحمهم الموت اسرع منهم ..

خليجية
ربي يرحمهم ويسكنهم فسيح جناااااااااااته

خليجية
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا )

صدق الله العظيم

خليجية
شكراااااااااااااا ع اااااااااااااااااااااااااالطرح

خليجية
الله يجزيها خير د.فاطمة البريكي ما قصرت كفت ووفت في هذه المقالة
ونقول لكل شاب يخرج من بيته تمهل واذكر دموع المحبين
والله يرحم مهند والله يرحم موتى المسلمين واللهم أحسن خاتمتنا
وجزاك الله خير على نقل المقال

خليجية
ربي يرحمهم ويسكنهم فسيح جناااااااااااته

خليجية خليجية

خليجية
ربي يرحمهم ويسكنهم فسيح جناااااااااااته …..*

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.