وأعلن وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث أنه أبلغ سفير إسرائيل لدى بلاده يوفال روتيم أن العلاقات الثنائية الودية ستتعرض للخطر إذا كشفت التحقيقات ضلوع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” في العبث بجوازات السفر الأسترالية. وقال لصحفيين في كانبيرا “لم نتوصل إلى نتائج في تحقيقاتنا الأولية بشأن سوء استخدام خطير لثلاثة جوازات سفر أسترالية سواء من خلال التزوير أو انتحال الهويات. لكنني أوضحت للسفير بما لا يدع مجالاً للشك أنه إذا استنتجنا من التحقيقات أن إساءة استخدام الجوازات الأسترالية تمت برعاية أو موافقة مسؤولين إسرائيليين، فأستراليا لن تعتبر ذلك عملاً ودياً يقوم به صديق”. وذكر أن مسؤولي الأمن الأستراليين يجرون التحقيقات على مدار الساعة ويطالبون بتعاون إسرائيل “الصديقة لأستراليا منذ زمن بعيد” معهم. وأوضح أن أصحاب جوزات السفر المعنية هم ضحايا تزوير جوازات سفر أو انتحال هويات، حسب المعلومات المتوافرة لدى المسؤولين الأستراليين حتى الآن.
وقال كيفن رود للتلفزيون الأسترالي “إذا كانت أي دولة قد استخدمت أو زورت جوازات سفر أسترالية بغرض الاغتيال فحسب، ناهيك عن استخدامها بهدف الاغتيال، فإنها بذلك تعامل أستراليا باحتقار وسوف تتخذ الحكومة الأسترالية إجراء رداً على ذلك. فذلك يشكل مصدر قلق بالغ لنا ونحن نعمل الآن على معرفة حقيقة ما جرى ولن نوفر وسيلة لكشف الحقيقة”. وأضاف “لن نسكت على هذه المسألة. إنها مسألة تبعث على أشد القلق وتمس في واقع الأمر نزاهة واستقامة الوثائق الرسمية مثل جوازات السفر من خلال استخدامها في أغراض أخرى”. واستطرد موضحاً وقال “دعوني أقل بوضوح وبصوت عالٍ: إننا لا نرى هذا أمراً هيناً أو تافهاً ولن نتركه ليخمد، وقد بحثت هذا الأمر مطولاً مع وزير الخارجية ستيفن سميث”. وقال إن السفارة الأسترالية في تل أبيب ستتناول هذه القضية مع الحكومة الإسرائيلية أيضاً. وأضاف :”لن نترك هذا الموضوع ليخمد”.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن جوازات السفر الفرنسية الأربعة المستخدمة في اغتيال المبحوح “مزورة”. وقال لصحفيين في باريس”استطيع أن أبلغكم بأن جوازات سفر قد زُورت في الظاهر وحصل انتحال لهويات فرنسيين”. وأضاف “نحن نباشر كل إجراءات التحقق المتبعة بشأن العناصر التي قدمتها السلطات الإماراتية وسنكلف السلطات القضائية بكشف كل هذه العناصر عندما يُطلب منا ذلك”.
من جانب آخر، توعد الناشط في “كتائب عزالدين القسام” ، الجناح العسكري لحركة “حماس” محمد نصار برد “مزلزل” على إسرائيل انتقاماً لصديقه المبحوح. وقال لإذاعة “البراق” الفلسطينية في غزة “إن حماس لن تترك دماء الشهيد محمود المبحوح تذهب هدراً”.
وكشف «صديق حميم» للمبحوح أنه اتبع أسلوب قاتليه ذاته في تحركاته، حيث استخدم العديد من جوازات السفر المزيفة ووسائل التنكر أثناء مهامه السرية لجلب الأسلحة إلى الحركة. وكان المبحوح يتعامل مع مسألة أمنه الشخصي بجدية فائقة. وقال صديقه الحميم المقيم في قطاع غزة لوكالة «رويترز»، طالباً عدم ذكر اسمه، «لقد اعتاد أن يرتدي عدسات لاصقة ويصبغ شعره أثناء سفره إلى بلدان أوروبية وكان لديه الكثير من جوازات السفر بجنسيات عربية مختلفة. كما أجرى في الآونة الأخيرة جراحة لتغيير شكل أنفه».
وأضاف: «كان يزود (حماس) والفصائل الأخرى المتحالفة معها بالأموال والأسلحة».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وتابع قائلاً: «إن المبحوح لم يعش قط حياة عادية. كان نزّاعاً إلى الشك وحريصاً ولا يبلغ أحداً قط حتى زوجته بخططه المستقبلية أو الفورية»، وذكر أنه استخدم جوازات سفر عربية لدخول دول أوروبية؛ لأنها أقل إثارة للريبة. كما كان دائم السفر ويحجز التذاكر بنفسه من وكالات السفر أو من خلال «الإنترنت»، لكنه لم يزر إيران في السنوات الثلاث الماضية.
إيرلندا غاضبة من تزوير الجوازات
غزة (وكالات) – قام وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن ووفد مرافق له أمس بزيارة إلى قطاع غزة أمس تفقد خلالها مؤسسات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بناء على دعوة من الوكالة ذاتها.
وأكد مارتن خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة أن حكومة بلاده غاضبة لاستخدام جوازات سفر ايرلندية “مزورة” في جريمة اغتيال قيادي حركة “حماس” محمود المبحوح في دبي. وقال “نحن غاضبون جداً من الاحتيال في استخدام جوازات سفر مزورة، هؤلاء الأشخاص ليسوا مواطنين ايرلنديين. من فعلوا هذا استخدموا جوازات سفر مزورة ونحن غاضبون من هذا لأنه ينتهك سلامة نظامنا”. وتابع “إن التحقيقات ستتواصل في هذه القضية الخطيرة حتى يتم كشف الحقيقية”.
ووصف مارتن زيارته إلى غزة بأنها “إنسانية”. وقال إنه التقى رجال الأعمال وأطلعوه على الأوضاع المأساوية لأعمالهم التي دمرت جراء الحرب والحصار الإسرائيلي الحصار. كما زار مدرستين واطلع على تدريس مواد تربوية وحقوق الإنسان ورأى أطفالاً مبتسمين وسعداء ولكن في مدرسة من غرف الصفيح والسبب في ذلك هو الحصار الذي يجب أن يُرفع لتمكين الناس من مواصلة حياتهم. وأعلن أنه سيعمل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي لفتح معابر قطاع غزة، وقال: “سأحمل هذه الرسالة إلى زملائي في الاتحاد الأوروبي ونضغط من أجل إعادة فتح المعابر؛ لأن إنهاء الحصار ضروري جداً لقطاع غزة”.