سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
اشرب فقط قدر حاجتك عند العطش
قال باحثون بريطانيون، إن التوصيات المنتشرة منذ سنوات بشرب من 6 إلى 8 أكواب يومياً من الماء ليس مفيداً للصحة بالضرورة في جميع الأحوال، مشككين في الفوائد التي يؤكدها بعضهم، مثل التمتع ببشرة صحية وخفض الوزن وتعزيز التركيز وغيرها.
وأوضح الباحثون أن شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة جداً من الوقت لا يمكن الكلى من إزالة السائل الفائض من الجسم بشكل سريع، ويصبح الدم "مخففاً" أكثر مما ينبغي مع وجود تركيزات قليلة للغاية من الملح.
فسر الباحثون أنه إذا أصبح الدم فجأة مخففاً، فقد ينجم عن ذلك حدوث تورم في الخلايا، لاسيما خلايا المخ، ما يزيد الضغط في الجمجمة، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى الصداع، وفي حالات خطرة، إلى نقص صوديوم الدم أو تسمم المياه وهو أمر خطر.
ويشرح مؤسس علم الماكروبايوتيك الحديث، الياباني جورج أوشاوا تأثير هذا الفكر الخاطئ بضرورة تناول سوائل كثيرة أو شرب ماء كثير بدون داع من منطلق أن ذلك مفيد للجسم ومُنظف للكلى قائلاً: "لا بد أن نعرف أن الكلى ليست أنبوبة صماء يتم صرف الماء منها بشكل ميكانيكي عن طريق إدخال سوائل كثيرة جديدة لكي تقوم هي بالصرف الكامل لها وتنظيف نفسها بذلك. والحقيقة أن الكلى ليست صماء، ولكنها عبارة عن أنسجة مرنة ومسامية، وهذه المرونة والمسامية تمكنها من ترشيح وطرد السوائل وإعادة الامتصاص مرة أخرى مثل الإسفنجة، فإذا أدخلنا إليها سوائل كثيرة تنتفخ لتمتصها، وهنا تضيق المسام الدقيقة الموجودة بها وتنكمش، ما يؤدي إلى عدم مرور كل السوائل التي تم تناولها إلى الخارج، ولكن يمر فقط جزء من هذه السوائل، والجزء الآخر الفائض يتم تخزينه في الجسم خاصة في الساقين".
وأضاف: "إذا حدث لا قدر الله انسداد لهذه المسام لأي سبب مثل زيادة الكرياتينين في الكلى من كثرة الإفراط في تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى، عندئذ يحدث انسداد في الكلى فلا تسمح بمرور السوائل وتتدهور بشكل كبير وقد تصل للفشل الكلوي، هذا فضلاً عن أن زيادة السوائل في الجسم وعدم القدرة على التخلص منها يؤدي إلى إجهاد القلب. ويكون السبب في حدوث كل التضخمات لأعضاء الجسم من تضخم للقلب أو الكلى أو الرئة. كما يؤدي إلى معظم أمراض العظام والأمراض الجلدية وذلك بتطبيق مبدأ الأنثى والذكر الخاص بنظام الكون، لذلك يجب تقليل كمية المشروبات وحجم السوائل المستهلكة في اليوم على كافة أنواعها".
وأكد الدكتور أوشاوا ان أن من السهل تقليل كمية الطعام عن طريق تقليل كمية المشروبات وحجم السوائل التي يستهلكها الإنسان لأن جزءاً منها يتم تناوله بسبب العادة مثل تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والعصائر أو بسبب إجهاد وقصور في طاقة الكلى، ويتم الشرب فقط عند الشعور بالعطش، ولكن إذا كان الشعور بالعطش مستمراً ودائماً فيجب مراجعة حالة الكلى.
وهذا من وجهة نظر الماكروبيوتيك بخصوص الإفراط في شرب الماء، أما من وجهة نظر الدراسات والأبحاث المعملية الأخرى فقد وجد الباحثون أن الإكثار من شرب الماء لا يُحسن الصحة.
وفي دراسة صادرة عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية خرجت لتنصح كل إنسان بشرب الماء فقط عندما يشعر بالعطش وألا يشعر بأي قلق على صحته إذا لم يشرب لترين أو أكثر من الماء يومياً وذلك وحده كاف للحفاظ على صحة جيدة.
واعتبر الباحثون الذين قاموا بالدراسة أن ثمة نقصاً في الأدلة العلمية حول منافع الإكثار من شرب الماء، ولا يوجد أي سبب علمي لتبرير النصيحة الشهيرة حول ضرورة شرب لتر ونصف اللتر من الماء يومياً.
وقال ستانلي جولدفارب الذي قاد فريق البحث أنه ليس صحيحاً أن الإكثار من الماء مفيد للكلى ويزيد من كفاءة أدائها لوظائفها الطبيعية. والواقع أنه قد يؤدي إلى خفض قدرتها على القيام بوظيفتها الطبيعية.
أما بالنسبة لفائدة الماء في الإقلال من الوزن فأشار جولدفارب إلى أن التجارب لم تثبت ما يشير إلى ذلك.
وكذلك الأمر فيما يتعلق بتحسين البشرة وكل ما خرجت به الدراسة هي نصيحة مؤداها "اشربوا الماء عند الشعور بالعطش… وليس أكثر".
وينصح الباحثون بشرب الماء وفقاً لحاجة الجسم فقط، فكل جسم يحتاج إلى كمية ماء تختلف عن غيره حسب الظروف والبيئة المحيطة، والأمر ببساطة هو "عندما تشعر بالعطش تناول الماء". كما يمكن أيضاً الحصول على السوائل من مصادر أخرى مثل المشروبات الساخنة وعصير الفواكه.
كما ينصح الباحثون أيضاً برؤية لون البول لمعرفة ما إذا كانت السوائل التي يتناولها الإنسان كافية من عدمه، فالبول الطبيعي يجب أن يكون لونه أصفر فاتحاً، وإذا ظهر بلون أغمق فإن ذلك يعني الحاجة لشرب المزيد من الماء، أما إذا ظهر فاتحاً جداً عن لونه الطبيعي فسيعني ذلك أن الإنسان يفرط في شرب الماء وعليه أن يتناوله باعتدال أكثر.
* * *
*المصدر: جريدة الخليج، ملحق "صحة وطب".