حذَّر خُبراء عمليات تجميل في الدولة من اللجوء إلى إجراء جراحات تجميلية بغرض التقليد فحسب، أو الوقوع في دهاليز عيادات غير مختصة أو أشخاص غير معروفين، أو مؤهلين في هذا المجال بدعوى تخفيض التكلفة، وذلك في ظل الإقبال المحموم على عمليات التجميل من الجنسين.
الاتحاد : تحقيق: تحرير الأمير، وفهد الأميري
أكد الخبراء أن العمليات الأكثر شيوعاً هي شفط الدهون وحقن التجاعيد وتقويم الأذن وتجميل الأنف وشد الجلد المترهل، وتجميل الشفاه، في حينحذَّر الأطباء من الاستجابة للإغراءات التي تقدمها بعض عيادات التجميل، مشددين على أهمية معرفة اسم الطبيب المعالج وتخصصه وخبرته، وحصول المنشأة الصحية على الترخيص اللازم. ويرى أطباء في قطاع جراحة التجميل أهمية قصوى في توعية حيال عمليات التجميل قبل الإقدام على هذه الخطوة.
السياحة الطبية
وقال الدكتور أنيل تبيرولا استشاري جراحة التجميل، أن دبي أصبحت مركزاً في هذا المجال حيث تستقطب جراحين من شتى بقاع الأرض، وإنه وفقاً لجمعية جراحة الإمارات، فقد قفزت عضوية الجراحين من 60 في 2024 إلى 150 في 2024.
وذكر أن التجميل لا يقتصر على النساء، إذ إن هناك ارتفاعاً في عدد الرجال وكذلك المراهقين الذين يختارون إجراءات الجراحة التجميلية. وفي عام 2024، كانت هناك زيادة بنسبة 25% في القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، متوقعاً تضاعف عدد السياح الدوليين القادمين إلى دبي فقط للعلاجات الجراحية، وغير الجراحية «التجميلية».
المخاطر
وقال: إن هناك مخاطر في أي عملية جراحية، إلا أن هذه المخاطر تتلاشى في حال اختيار الجراح المؤهل جيداً، والذي يقع على عاتقه إبلاغ المرضى حول إيجابيات وسلبيات أي إجراء بعد الحكم على الوضع، كما يجب أن يكون صادقاً مع المريض، مع ضرورة إيجاد علاقة متينة معه من خلال تقديم المشورة قبل إجراء أي عملية جراحية.
وأضاف: إن أبرز المخاطر هي توقعات غير منطقية وخيالية من المريض وصمت الجراح على هذا الأمر، حيث يوهم السيدة بأنها ستصبح أجمل الجميلات.
ومن المخاطر أيضاً، الإفراط في إجراء العمليات، حيث إن بعض المرضى يرغبون في الحصول على العلاجات، مثل شفط الدهون أربع أو خمس مرات في نفس المنطقة، وهذا لا يجوز، كما أن المرضى الذين يعانون بعض الأمراض، مثل السكري، وضغط الدم عرضة لمضاعفات، وأيضاً المدخنين، ومن يتناولون منشطات معرضون أيضاً للإصابة بمضاعفات.
النخر
أما الخطر الحقيقي الذي قد يتعرض له المريض أثناء عملية تجميل، فهو ما يسمى بـ «النخر»، ويعنى موت الأنسجة بسبب عدم كفاية إمدادات الأوكسجين إلى منطقة تشغيلها، وهذا الخطر نادر الحدوث في جراحات تجميلية طبيعية، ولكن في عمليات التجميل التي تنطوي على شد الوجه، ورفع الثدي، شد البطن، هناك إمكانية للنخر، لأنه يزيد مع الالتهاب المفاجئ لافتاً الى أن المدخنين هم أكثر عرضة لهذا الاحتمال وانقباض الأوعية الدموية وأقل نسبياً إمدادات الأوكسجين.
ومن المخاطر أيضاً أن تكون نتائج العملية من الناحية الجمالية غير مرضية «مما يؤدي إلى خيبة الشخص، لكن الشيء الأكثر سوءاً هو استمرار حالة الألم وتلف الأنسجة الحيوية أو تلف الأعصاب، وهناك الآثار النفسية والاجتماعية السلبية المحتملة لجراحة التجميل، لذا يجب على الجراح اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الشروع في الأمر.
العمر الأنسب
ويشأن العمر الأنسب قال: لا يوجد شرط للعمر في جراحة التجميل، ولكن لا بد أن يكون المريض لائقاً بدنياً، مشيرا الى أن أعمار معظم الذين يخضعون للجراحة التجميلية تتراوح بين 18 – 65 سنة.
وتقول الدكتورة سوسن الملا أخصائية أمراض جلدية وتجميل في أحد المراكز: «كل شخص جميل، ولكن بعض الناس لا يعرف كيف يبرز جماله ولا يحتاج إلى أي نوع من عمليات التجميل التي قد تشوه بدلاً من أن تجمل، فقط ما يحتاج إليه بعض الرتوش الخفيفة التي تظهر الجمال، وهناك من يتجه إلى عمليات تجميل لأسباب كثيرة، كمحاربة السن أو اتباع الموضة أو التقليد، وهناك من يقوم بعمليات بسبب التشوهات، وتكون تكلفتها مرتبطة بشهرة الطبيب أو الدولة التي تجري بها العمليات، وتبدأ من بضعة آلاف إلى مئات الآلاف من الدراهم، وبعض عمليات التجميل «تبدأ من 2000 درهم».
وحذَّرت من الذهاب إلى «أطباء غير متمكنين، وغير موثوق بهم لإجراء عمليات تجميليه.. فقد تؤدي الجراحة إلى عاهة أو تشوه، بالإضافة إلى آثارها الجانبية، كالتخدير العام الذي يصل بالمريض أحياناً إلى الغيبوبة الطويلة أو الموت، وأيضاً النزيف والالتهابات التي تحدث جراء العمليات الخاطئة».
ممارسة الرياضة
ودعت الملا إلى أهمية ممارسة الرياضة والحمية الغذائية قبل الخضوع للعمليات التجميلية خصوصاً «شد البطن»، لافتة إلى أن نسبة كبيرة من الرجال في السنوات الثلاث الأخيرة «أصبحوا يترددون على عيادات التجميل بهدف شد ترهلات الجلد، بعد عمليات قص المعدة أو ربطها، وأحياناً يرغبون في شد الجلد المحيط بالذقن. أو تحديد اللحية. ويقبل الرجال أيضاً على خدمات تحسين البشرة وعلاج تشوهات الأنف، وعلاج ترهلات الجلد وعلاج الميثوثيربي، المستخدم في إذابة الدهون وتجديد خلايا الجلد، وإزالة الشعر بالليزر، والتقشير بالليزر، وشفط الدهون، وتلميع البشرة».
وقالت: إن أكثر الوسائل التجميلية انتشاراً وشيوعاً حالياً، في أوساط النساء والرجال على السواء، هي حقن الـ«بوتكس»، وذلك في مجال تقليل التجاعيد، فيما تعتبر عمليات تجميل الأنف الأكثر شيوعاً بين الرجال، تليها عمليات الجفون، وكذلك معالجة ما يسمى «تثدي الصدر لدى الرجال»، إذ إن هذه الحالة تصيب 15% تقريباً من الذكور في فترة البلوغ.
15 ألف رجل
وقالت: إن 15 ألف رجل ترددوا إلى عيادات التجميل في العيادات والمراكز الخاصة في دبي، خلال العام المنصرم «2013» بينهم 6000 مواطن.
وعن أحدث عملية تجميلية غير جراحية قالت: تمكن جراحو التجميل من إجراء عملية لإعادة بناء عضلات الوجه الأساسية أو نفخها بالصدمات الخفيفة يتم فيها نحت الوجه، ولا توجد أي آثار جانبية لهذه العملية، ولكن قد تكون هناك فرصة ضئيلة لتهيج الأنسجة تختفي في غضون ساعات.
وذكرت أن المستشفيات الحكومية كانت تقوم بإجراء عمليات تجميلية عدة للمواطنات والمواطنين مجاناً، مثل عمليات شد البطن، وتكبير أو تصغير الصدر، وتجميل الأنف والأذن، وشد الوجه وشفط الدهون، إضافة إلى عمليات أخرى عدة، ولكن منذ فترة أصبحت غير مجانية.
وتستقبل العيادة في مستشفى راشد 40 إلى 50 مراجعاً أسبوعياً، وأكثر من 25 مراجعاً يأتون رغبة في عمليات تجميلية غير علاجية في القطاع الخاص.
الثقة بالنفس
وأشارت أنتوانتا بورشيفا مديرة أحد مراكز التجميل في دبي: «إلى أن الشكل الجميل والمظهر العام يعززان الثقة بالنفس، لافتة إلى أن العلاجات التجميلية تكاد تشمل كل ما يفكر فيه المرء، من شد الوجه والبطن، وتنحيف القوام وعلاج السيلوليت، إزالة وعلاج الوشم والوحمات، سنفرة الجلد وعلاج الندبات بالفراكشنال ليزر، حقن الفيللر والبوتوكس والميزوثيرابي، كما يقدم قسم جراحات التجميل خدمات «إذابة وشفط الدهون بالليزر، شد البطن، جراحات تجميل الثدي، تجميل الأنف، وعلاج التشوهات» وجراحات التجميل. وأكدت أنتوانتا بورشيفا على أهمية اختيار المركز الطبي الجيد لمن يرغب بإجراء عملية تجميلية، منوه بأن المركز التجميلي الجيد يقدم استشارات مجانية للشباب بغرض الاطلاع على المزايا والمخاطر المتعلقة بعمليات التجميل.
حمى التجميل تطال المراهقين وطلبة الجامعات
أظهرت تقارير حديثة ارتفاع الطلب على الجراحات التجميلية والإجراءات الطبية الأخرى ذات الصلة، حيث كانت نسبة المرضى الذين يسعون الى الخضوع لجراحة التجميل في عام 2024 من المراهقين وطلاب الجامعات 15%، مشيرة الى أن تصحيح الأذن هو أحد الإجراءات الأكثر شعبية بالنسبة للأطفال والمراهقين.
وقال الدكتور أنيل تبيرولا استشاري جراحة التجميل: إن أكثر العمليات المطلوبة بصفة عامة هي إعادة تشكيل الأنف ونحت الجسم «شد البطن وشفط الدهون» وتكبير الثدي، وكذلك إجراءات غير جراحية بما في ذلك البوتوكس، والحشو، أما الرجال فيختارون زرع الشعر وشفط الثدي.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ونصح الطبيب المتقدمين لإجراء عملية تجميلية، التحقق من أوراق اعتماد الأطباء قبل الخضوع لأي نوع من الجراحة، وتجنب إجراء أي عملية في أماكن غير المرخصة بحثاً عن السعر الأرخص. وقال ينبغي أن يلجأ المرضى الأصغر سناً إلى المشورة المهنية من الخبراء الطبيين قبل اختيار أي إجراء، كما يجب توعية الآباء والأبناء حول الفوائد والمخاطر التي تنطوي على ذلك. ونصح الأطفال والمراهقين بعدم إجراء العمليات لمجرد التقليد والمحاكاة، بل للضرورة القصوى فقط.
ترقيع «الجلد» قبل القرن الثامن قبل الميلاد
الأطباء في الهند القديمة، وتحديداً الطبيب الهندي سوسروثا، استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر.
وفي أميركا كان أول طبيب تجميل، هو الدكتور جون بيتر ميتاير، حيث أجرى أول عملية cleft palate عام 1827، بأدوات صممها بنفسه لإجراء تلك العملية.
نتائج كارثية
أكدت الدكتورة رحاب سطوف متخصصة في علاج الأمراض الجلدية في أحد مراكز التجميل في دبي، أن الإجراءات التجميلية غير الجراحية، مثل حقن البوتوكس والكولاجين والريستلان، غير خطرة وغير مكلفة، ولكن في حال استخدامها أو كانت عبر إبر صينية، فقد تكون النتائج كارثية، محذرة من خطورة الأشعة فوق البنفسجية داخل أجهزة التسمير على الصحة. ونوهت بأنها تضاهي أشعة الشمس وقت الظهيرة، وأن استخدامها بصورة دورية قد يؤدي إلى التعرض لعواقب وخيمة طويلة المدى، كالإصابة بسرطان الجلد.
وأشارت إلى أن أعداد الإصابة بهذا النوع من السرطان ازدادت بمقدار ثلاثة أضعاف في السنوات الثلاثين الأخيرة.
وأكدت أن التعرض لأشعة الشمس في الهواء الطلق فترة الصباح بصورة منتظمة، واتباع نظام غذائي متوازن يلبي احتياجات الجسم من فيتامين «د»، ويزوده كميات وافرة تكفيه أيضاً في فترات الشتاء، عندما لا تسطع خلالها أشعة الشمس.
باتت كما الذهاب الى الصالونات
أجمع عدد من الشباب والشابات على أن عمليات التجميل أصبحت مثلها مثل الذهاب إلى الصالونات، حيث إن المظهر الخارجي بات هو الفيصل في النجاح في الحياة المهنية والخاصة أيضاً.
وقال طلال النابودة: «إن الله جميل يحب الجمال»، ولا أعتقد أن من العيب أن يقوم الشاب ببعض الأمور للحفاظ على مظهره العام، فلا ضير بتحديد اللحية وإزالة الشعر الزائد من الوجه، وأيضاً تبييض الأسنان وتقويمها.
فيما يقول ماجد آل علي إنه لجأ إلى عملية لزرع الشعر كلفته نحو 10 آلاف دولار، والنتائج كانت رائعة، مؤكداً أن إجراء عمليات تجميلية ضرورية ليست أمراً سيئاً.
ويشاطره الرأي صديقة عيسى الملا الذي لجأ إلى عملية شفط دهون، وشد البطن كي يتمكن من السباحة دون خجل حسب تعبيره.
في المقابل ترى الفتيات أن عمليات التجميل المبالغ فيها كنفخ الشفاه والخدين، وغيرها تتحول فيها الفتاه إلى كائن بشع، ولكن لا ضير من إزالة التجاعيد الخفيفة كي تصبح أكثر إشراقاً وحيوية، مشيرة الى أن هناك عمليات ضرورية، مثل شد الجسم وغيره.
وتقول هناء حسين (37) العمليات التجميلية أحياناً تكون ضرورية للبعض، مثل إزالة النمش والبثور وصقل البشرة حيث إن الوجه أهم جزء في وجه الفتاة، ولا أعتقد أن عمليات التجميل أصبحت أمراً مخفياً، فالجميع يذهب إلى عيادات التجميل للشد والرفع وغيرها من العمليات، ولكنني ضد الفتيات اللواتي يعتقدن إن الجراح التجميلي سيحولها إلى فتاة جميلة.