الأهالي ينطلقون الى الجبال هرباً من الحرارة والأسعار 2024.

شهدت الأيام الماضية انطلاقة تدريجية لموسم العودة الى الجبال في رأس الخيمة من قبل شريحة واسعة من الأسر المواطنة من أبناء المناطق الجبلية، وهو ما يتزامن مع فصل الصيف سنويا والذي بدأ العد التنازلي له في ظل ارتفاع متصاعد لدرجات الحرارة والرطوبة، وتلجأ تلك الشريحة الاجتماعية للجبال احياء لتراثها وتقاليد آبائها ممن أمضوا حقباً طويلة في العيش على ذرا الجبال الشاهقة.

ربطت مصادر مختصة تسارع وتيرة ظاهرة العودة الى الجبال واحيائها خلال فصل الصيف الى عوامل عدة، أبرزها تزايد الضغوط المعيشية وارتفاع حدة الأعباء المادية على كاهل الأسر والأهالي في اطار الغلاء الضارب في الأسواق المحلية وارتفاع اسعار شتى السلع والخدمات الحيوية ما دفع تلك الشريحة الى البحث عن متنفس من الهموم والكبت والضغوط على كاهلها عبر الهرب من تلك الهموم ثقيلة الوطأة والغلاء الى احضان الجبال.

واعتبرت مصادر مختصة ومراقبون في رأس الخيمة ان من بين العوامل الرئيسية للتوجه الى الجبال لقضاء فصل الصيف والاجازة في ربوعها هو الارتفاع الحاد في درجات الحرارة والرطوبة شهدته الفترة الماضية في الدولة، فيما تنخفض درجات الحرارة والرطوبة في المناطق والمرتفعات الجبلية حيث تتراوح صيفا بين 25 إلى 30 درجة مئوية تقريبا وتصل خلال الليل الى 20 درجة تقريبا في بعض المرتفعات مقابل درجات مرتفعة وقياسية في المناطق السهلية والساحلية خلال هذا الفصل المشتعل ما يدفع العديد من الاشخاص والأسر الى اللجوء الى أعالي الجبال.

واعتبر سعيد عبدالله الظهوري من أبناء منطقة وادي شعم الجبلية في اقصى شمال امارة رأس الخيمة ان ظاهرة العودة الى الجبال تشكل تكريساً وترسيخاً للهوية الوطنية التي تعاني من تعديات وخلل ملموس خلال المرحلة الماضية، وهو ما يتصل بالخلل الفادح في التركيبة السكانية في الدولة في ظل اعلان العام الحالي عام الهوية الوطنية، مشيراً الى ان توجه المواطنين للعودة الى مناطقهم الجبلية القديمة جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية.

ورأى محمد احمد من أبناء منطقة غليلة في شمال الإمارة ان بعض الأفراد من المواطنين يتحملون مشقة وعناء الوصول الى المناطق الجبلية بوسائل شتى مشياً على الأقدام أو باستخدام بعض الوسائل القديمة على ظهور الدواب أو على متن بعض السيارات الخاصة الحديثة المملوكة لهم في سبيل قضاء أوقات سعيدة وممتعة في أقاصي الجبال بعيداً عن المدن وضجيجها.

وأشار عبدالله سالم الشميلي من منطقة شمل القريبة من احدى السلاسل الجبلية في الامارة الى ان بعض المواطنين يلجأون الى تسلق الجبال بصورة يومية وقضاء أوقات متفاوتة في نطاقها هربا من مظاهر المدنية الحديثة، فيما تنقطع خلال تلك الأوقات صلتهم بها بعيداً عن التلفزيون والقنوات الفضائية ووسائل الترفيه المعاصرة لكسر الجمود والروتين اليومي ومحاكاة الماضي الجميل الذي عاشه الآباء، فيما يبقون على اتصال مع أسرهم عبر هواتفهم المتحركة وهو الحلقة الوحيدة التي تربطهم بالحضارة في أعالي الجبال.

كما تجد شريحة اجتماعية المتعة الخالصة في رحلات البحث عن العسل الجبلي وخلايا النحل البلدي بقيمته الغذائية والمادية العالية وجودته المشهود لها في حين لا تشمل التكاليف البسيطة ل”رحلات الجبال” القيمة المرتفعة جداً للاقامة في الفنادق في مختلف المناطق السياحية.

مصادر قطاع السياحة والسفر اشارت الى ان موسم الصيف والسفر الجديد شهد ارتفاعا حاداً في اسعار التذاكر وصل الى 25% تقريبا في حين شمل غلاء تذاكر السفر مختلف الوجهات الاقليمية والعالمية على متن مختلف رحلات شركات الطيران المحلية والعربية والعالمية.