الخليج
يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بحرائق الصيف، التي تعد من الحرائق الموسمية، التي تطل برأسها في مثل هذا الوقت من كل عام، وتتنوع بين حوادث التماس الكهربائي الناجمة عن زيادة الحمل والضغط على بعض الأجهزة الكهربائية، وفي مقدمتها أجهزة التكييف، وحرائق المخلفات، وحرائق السيارات وغيرها، التي يقف الإهمال وارتفاع درجات الحرارة وضعف الوعي الوقائي لدى شريحة من الأهالي وراء وقوعها .
عبدالله إبراهيم، موظف، أرجع سبب حرائق الصيف إلى أسباب عدة، أهمها تشغيل شريحة واسعة من الأهالي جميع أجهزة التكييف في وقت واحد لفترات طويلة من دون الالتفات لخطورة ذلك في زيادة الأحمال على الأجهزة التي لها قدرة معينة على التحمل، وهو ما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي يكون الشرارة الأولى في اندلاع النيران .
وأشار إلى نوع آخر من أنواع الحرائق، التي تظهر خلال أشهر الصيف يتمثل في احتراق إطارات المركبات، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الكوابح بعد السير بالمركبة لمسافات طويلة، ونتيجة زيادة الحمولة فيها ما يؤدي إلى الضغط على المكابح وارتفاع حرارتها، مؤكداً أهمية الدور الواقع على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في نشر الوعي الوقائي بين الجمهور .
ويرى ياسر الحبسي، رب أسرة، أن ضعف التسليكات والتمديدات الكهربائية في بعض المنازل، القديمة منها على وجه التحديد، يقلل من قدرتها على تحمل الاستخدام المتزايد وأحياناً المفرط في تشغيل أجهزة التكييف أو أية أجهزة تتطلب جهداً كهربائياً عالياً كالغسالات والسخانات، في الوقت الذي يعمد فيه البعض لشراء موزع كهربائي من النوعية الرديئة لتشغيل الأجهزة، ما يؤدي إلى سرعة تلفها وحدوث تماس كهربائي يؤدي لاشتعال النيران في المنزل أو المنشأة .
ولفت إلى أن حرارة الجو في الإمارات خلال أشهر الصيف الحارة تتسبب في نوعية أخرى من الحرائق تتمثل في حرائق المركبات التي ترتفع درجة حرارتها لخلو أجهزة التبريد الخاصة بها من الكميات المطلوبة من المياه نتيجة إهمال صاحبها، ما يؤدي لاشتعال النيران فيها، مؤكداً أن إجراء الفحص الدوري على الأجهزة الكهربائية من شأنه الحد من وقوع حرائق الصيف .
محمد المالكي، رب أسرة، أوضح أن بعض الأهالي وربات البيوت يعتمدون اعتماداً كاملاً على الخادمات في تدبير شؤون المنزل، من دون أية متابعة، ما يعتبر مسبباً آخر لوقوع الحرائق من خلال قيام الخادمات بإلقاء بقايا مواد مشتعلة في مكبات النفايات أو بالقرب من مخلفات الأشجار والأخشاب، ما يؤدي إلى اشتعال النار فيها وتلويث البيئة المحيطة بالأدخنة المتصاعدة، فضلاً عن استنزاف وقت وجهد رجال الإطفاء في التعامل مع مثل هذه الحرائق والخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عنها، وهذا ما يتطلب من ربات البيوت توجيه خادماتهن ومتابعتهن، في ظل تباين ثقافاتهن وعاداتهن، تفادياً للتسبب في وقوع الحرائق وما ينتج عنها من خسائر .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأشار إلى إلزام الدفاع المدني برأس الخيمة لأصحاب المجمعات السكنية بتوفير طفايات مختلفة الأنواع فيها لإتاحة المجال أمام ساكنيها لاستخدامها في حال اندلاع أي حريق أثناء وجودهم فيها، وهو ما يحد من الخسائر البشرية والمادية .
العقيد محمد عبدالله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، أكد أن مواجهة أنواع الحرائق تأتي عبر اتباع الخطوات الوقائية وتطبيق معايير الوقاية والسلامة، لاسيما خلال أشهر الصيف الحارة، التي تكثر فيها بعض أنواع الحرائق التي يكون في معظم الأحيان السبب في وقوعها حدوث تماس كهربائي وعدم إحكام إغلاق اسطوانات الغاز وفصل التيار الكهربائي عن المنزل من قبل الأهالي الذين يتوجهون للسفر خارج الدولة، مؤكداً استعداد الإدارة الكامل لمواجهة حرائق الصيف .
ولفت إلى الدور الفاعل الذي تقوم به إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة في نشر مفهوم الثقافة الوقائية بين الجمهور، وتعريفهم بالاشتراطات الواجب اتباعها للمحافظة على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم من الحرائق، من خلال الزيارات الميدانية لمنازل المواطنين والمقيمين، وتنظيم محاضرات توعوية في المدارس والدوائر والمعاهد، فضلاً عن إصدار نشرات إرشادية وتوزيعها على الجمهور الذي تقع على عاتقه مسؤولية مهمة في التعاون مع الدفاع المدني للوصول إلى الأهداف المنشودة .
وأشار العقيد جاسم الخراز رئيس قسم الحماية المدنية والسلامة في إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، إلى تنوع حرائق الصيف بين حرائق السيارات والمنازل بسبب الإهمال من قبل الأهالي وبعض ربات البيوت والخادمات، في الوقت الذي يتسبب سوء حالة الإطارات وقدمها في المركبات الثقيلة على وجه التحديد وتحميلها بأوزان كبيرة تفوق قدرتها، فضلاً عن استعراضات بعض الشبان بمركباتهم في اشتعال النيران فيها.