إسلام أون لاين.نت – مصطفي الصواف
وكانت سلطات الاحتلال ببلدية القدس المحتلة قد أعلنت يوم الإثنين 12-2-2007 أنها علقت أعمال الحفر والهدم لبناء الجسر الجديد المؤدي إلى باحة المسجد الأقصى؛ بزعم منح الوقت إلى الجمهور للإدلاء بتحفظاته عبر لجان البلدية المحلية، وأعلنت سلطات بلدية القدس أن عمليات التنقيب عن الآثار التي بوشرت في الموقع تمهيدًا لبناء الجسر ستتواصل رغم تجميد المشروع، وهو ما رفضته الهيئات الفلسطينية بوصفه أنه "تلاعب بالكلام"، وطالبت بوقف كافة أشكال العمل الإسرائيلي قرب ثالث الحرمين الشريفين.
وبدأ الاحتلال الإسرائيلي منذ 19 يوما هدم طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى المبارك تقعان تحت التلة الموجود فوقها الطريق، فيما يواصل الشيخ رائد صلاح ومئات الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ووفود من القدس وأبناء الحركة الإسلامية اعتصامهم في منطقة وادي الجوز المطلة على الحرم القدسي لنصرة للمسجد الأقصى المبارك وتضامنا مع الشيخ رائد صلاح الممنوع بقرار قضائي إسرائيلي من الاقتراب من المسجد الأقصى وأسوار القدس القديمة لمسافة 150 مترًا.
وفي خطاب للشيخ رائد صلاح أمام المعتصمين والمتضامنين في وادي الجوز قال: "إننا رصدنا تحركات المؤسسة الإسرائيلية في منطقة باب المغاربة لنكشف وبشهود عيان كُثر أن المؤسسة الإسرائيلية باتت تُدخل في بعض الليالي الجرافات الكبيرة التي تهدم وتدمّر طريق باب المغاربة في الليل ثم تنسحب قبيل ساعات الفجر، كما حدث ليلة أمس السبت حيث دخلت جرافة كبيرة وشاركت في هدم طريق باب المغاربة في ساعات الليل وانسحبت قبيل الفجر، إنهم يعملون كخفافيش الليل، ويضيفون دمارًا على دمار".
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
بدوره عقب المحامي زاهي نجيدات المتحدث باسم الحركة الإسلامية على تصريح الشيخ رائد صلاح قائلا: "منذ اللحظة الأولى أكدنا أنها جريمة بغض النظر عن الأدوات المستعملة فيها؛ فهذه الجهات القائمة على هدم جزء عزيز لا يستبعد عنها أي شيء من أكاذيب وتضليل وكل شي وارد، ونبقى نحن على موقفنا القائل ارفعوا أيديكم عن الأقصى الأسير".
وكان المئات من الرجال والنساء من أهل الداخل الفلسطيني قد شاركوا في مسيرة حاشدة انطلقت من داخل المسجد الأقصى بعد صلاة الظهر اليوم الأحد وانتهت في موقع الاعتصام في وادي الجوز.
[bimg]http://www.wa6n.net/upload/uploads/images/wa6n-a2056c93a6.gif[/bimg]

هذا وقد أعيد البناء الحالي لهذا الباب في الفترة المملوكية، في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 713 هجرية/ 1313 ميلادية.
باب المغاربة هو اقرب الأبواب إلى حائط البراق، كان في البداية باب صغير ثم تم توسيعه. عمليا اسم الباب الحالي هو إحياء لاسم بوابة سابقة من أيام التوراة: "وسيخرج نحو باب القمامة" "نحميا" الفصل الثاني آية 13 . يصل الباب إلى مدينة داود، نبع الجيحون، بركة سلوان والى قرية سلوان. في العهد البيزنطي مر بالجوار شارع الكاردو الفرعي الذي وصل بين باب العمود في الشمال لبركة سلوان في الجنوب. في الغالب كان الباب مقفلاً وفتح فقط عند الحاجة, مثلا في أيام المحل لتمكين سكان سلوان من إدخال قرب الماء إلى سكان القدس. أيام الحكم الأردني (1948- 1967)، تم توسيع الباب لتمكين العربات من الدخول. من على الباب من الخارج قوس يشبه الوسائد الحجرية وفوقه زخرفه مستديرة بشكل ورده.
حينما سئِل صلاح الدين من قبل حاشيته عن سبب إسكان المغاربة بهذه المنطقة، أي عند السور الغربي للمسجد الأقصى، وهي منطقة سهلية يمكن أن يعود منها الصليبيون مجددًا، كون الجهات الثلاث الأخرى وعرة، أجاب بقوله: "أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة".
والباب هو جزء من حارة المغاربة، وهي من أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس، ويرجع جزء من شهرة الحارة إلى إقدام إسرائيل على تسويتها بالأرض بعيد احتلال القدس عام 1967م، حيث حوَّلتها إلى ساحة سمتها "ساحة المبكى" لخدمة الحجاج والمصلين اليهود عند حائط البراق.
ويتدفق من باب المغاربة 7% من ساكني القدس المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى. وشرعت إسرائيل منذ الثلاثاء 6-2-2007 في هدم الطريق المؤدي لهذا الباب، وهو ما تسبب في وقوع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى من الفلسطينيين.
جانب من أعمال الحفريات و التخريب حول باب المغاربة