تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الثبات على السنة .0الحب خالدkh.

الثبات على السنة .0الحب خالدkh. 2024.

يتقلب الإنسان في هذه الحياة غالباً على حالات من الخير والشر والنشاط والفتور ولكن العبرة عند الله تعالى إنما هي بالخواتيم كما قال صلى الله عليه وسلم (وإنما الأعمال بالخواتيم) أخرجه البخاري.
فإذا كان آخر العمل حسناً كانت العاقبة في الآخرة حسنة وإذا كان آخر العمل سيئاً كانت العاقبة في الآخرة سيئة والعياذ بالله ولهذا كان حسن الخاتمة مما يؤرق الصالحين ويهمهم لأن أحدهم لا يدري بم يختم له ومن ذلك أن سفيان الثوري ـ ت161هـ _ بكى ثم قال (إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت) سير أعلام النبلاء (7/258)

الإلحاح على الله تعالى بالدعاء الصادق أن يثبتك الله وأن لا يزيغ قلبك بعد أن هداه وقد علّمنا الله عز وجل وأمرنا أن ندعوه قائلين (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) كما علمنا سبحانه وتعالى أن نقول (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) حكاه الله تعالى عن الراسخين في العلم. وإذا كانوا بهذه المثابة من الخوف من الزيغ فما ظنك بمن ليس منهم. وكان صلى الله عليه وسلم إذا سافر استعاذ بالله من ( وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور ودعوة المظلوم ..الخ ) كما في صحيح مسلم.
وعن أنس قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول « يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ». فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال " نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" أخرجه الترمذي.
وعن شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة رضي الله عنها : يا أم المؤمنين ، ما كان أكثر دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان عندك ؟ قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، قالت: فقلت له: يا رسول الله ، ما أكثر دعاءك بهذا ؟ قال : يا أم سلمة ، إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ».أخرجه الترمذي وحسنه.

التذكر الصادق الدائم للمعاد واستحضار الوقوف بين يدي الله تعالى قال عز وجل بعد أن علمنا أن نستعيذ به من الزيغ بعد الهدى (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إنك لا تخلف الميعاد) وقال تعالى (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) فقرن بين الاستعاذة من الزيغ وذكر المعاد في الأولى ، وقرن بين التحذير بأنه يحول بين القلب وبين الإيمان وذكر الحشر والمعاد إليه حتى يكون ذكر المعاد إلى الله سبباً في الاستقامة والثبات عليها والتسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

طلب العلم الشرعي ومعرفة الحق بأدلته من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، فإن القلب إذا رسخ فيه الإيمان وخالطته بشاشته لا يخرج منه ولا ينزع عنه _ إن شاء الله _ كما قال هرقل لأبي سفيان ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم تكذيبه له.
ومما يلتحق بهذا الحرص على إبطال الشبهات التي ينفثها أهل الباطل لَبْساً وتشويشاً على أهل السنة فإن الإصغاء إلى الشبه وعدم معرفة الإجابة عنها قد ينتج عنه ضعف اليقين والتردد والانتكاس والعياذ بالله فإن الشبه خلابة والقلوب ضعيفة.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ويكون إبطال الشبهات بالرجوع إلى أهل الرسوخ الذين يحسنون القضاء على كل شبهة بسلطان القرآن والسنة قال يزيد الفقير كنت قد شغفني رأي من رأى الخوارج فخرجنا في عصابة ذوى عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس – قال – فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم – جالس إلى سارية – عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فإذا هو قد ذكر الجهنميين – قال – فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) و (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها) فما هذا الذي تقولون قال فقال أتقرأ القرآن قلت نعم. قال فهل سمعت بمقام محمد – عليه السلام – يعنى الذي يبعثه الله فيه قلت نعم. قال فإنه مقام محمد -صلى الله عليه وسلم- المحمود الذى يخرج الله به من يخرج. – قال – ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه – قال – وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك – قال – غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها – قال – يعنى فيخرجون كأنهم عيدان السماسم. قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس. فرجعنا قلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد.
وفي صحيح مسلم أيضاً عن يحيى بن يعمر أنه قال لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم – وذكر من شأنهم – وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف. قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .. ثم ساق له حديث جبريل المشهور

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.