وتحت عنوان " اتقوا الله " قالت الصحيفة في مقال لها اليوم .. منذ قرابة القرن من تاريخ الصراع العربي الصهيوني يواجه الشعب العربي الفلسطيني أنواعا متعددة من الحروب بدءا من حروب التهجير والاقتلاع والاستئصال مرورا بحروب التيئيس والتطبيع وصولا إلى حروب التجويع والتركيع.
وأضافت أن الفلسطينيين جربوا كل هذه الحروب وكل الأسلحة حتى المحظور قانونيا وأخلاقيا منها ولم يستسلموا وإنتهت بهم هذه الحروب إلى مزيد من التحصن بالهوية والالتصاق بالأرض والإصرار على الحياة.
وأوضحت أنه رغم هذا المناخ العربي السائد والملبد بالإحباط والعجز وتغليب الخاص والفردية ووصول المفارقة السوداء إلى ذروتها حينما يسوغ البعض حروب التجويع والحصار والعقاب الجماعي .. قدم الشعب الفلسطيني الصابر والمضحي عشرات الآلاف من الشهداء وعاش وما زال شقاء طويلا وكربا غير مسبوقين ولم تغسل ذاكرته ولم ينس مسقط رأسه وأسماء قراه ومدنه وسهوله ولم يعرف يوما نمط السايكولوجيا المذعورة من هذا العدو وقد جسدته مؤخرا فتاة في عمر الورود هي حنين الزعبي وهي تقف كالطود الشامخ في قلب الثكنة العسكرية الصهيونية " الكنيست " وتقول : " عودوا إلى بلادكم في روسيا ".
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني صاحب إرادة حولت كل هذه الحروب القذرة والعقبات إلى مرتكزات ورافعات للتحرير ولغد فلسطيني مستقل سيد نفسه ..
واليوم من حقنا كعرب وكمواطنين أن نتساءل ونحن نصحو على عجز موجع للقلب ومثير للاستغراب عن فشل قيادات الفصائل الفلسطينية في ترجمة هذا الصمود والتضحيات الشعبية إلى مصالحة حقيقية وإلى استراتيجية جامعة ترتقي إلى مستوى النضال وإلى قدسية هذه القضية .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأكدت أن القضية الفلسطينية بفضل هذا الفشل والعجز والرؤى الضيقة تتفكك وتتناثر وتتحول إلى مجرد مساعدات انسانية ومناشدات وبطالة سياسية توجع القلب .. مشددة على أن إنهاء الإنقسام يستحق مبادرة شجاعة ومواقف وطنية خلاقة فلا يجوز استمرار الدوران حول " ورقة مصالحة " كل طرف من أطرافها متشبث بموقفه .
ونبهت " الخليج " في ختام كلمتها إلى أنه لا مكان لما يسمى بأوهام " الهيبة " و" الكرامة " وغيرهما من المترادفات أمام تفكك القضية وتواصل أوجاع وتجويع الشعب وتعميق الشق بين توأم الوطن الواحد .. وقالت ألا يكفي ما لدينا من انشقاقات " اتقوا الله .. إن التاريخ لن يرحمكم ".