تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرمس: مدينة اللؤلؤ والقلاع الحصينة

الرمس: مدينة اللؤلؤ والقلاع الحصينة











بين الموج وبولو.. الرمس شاهدة

مدينة اللؤلؤ والقلاع الحصينة

*جريدة الرؤية

خليجية



محمد شاهين ـ رأس الخيمة:

«الرمس» مدينة تغفو بسلام وودّ على شاطئ الخليج العربي، تحتضنها الجبال من الشمال والشرق، ويعانقها البحر من الجنوب والغرب، تتوسط أراضيها ووديانها الفسيحة بساتين النخيل الباسقة.


عُرف أهلها منذ عُرفت المنطقة بالطيب، فكانت طيبتهم كأمواج بحرهم لا تنتهي، وشموخهم كشموخ القلاع الحصينة التي بناها أجدادهم.


مدينة الرمس الأثرية القديمة، لا تزال تعانق الماضي بجدرانها ومنازلها العتيقة، حيث الطرقات الضيقة والمحال التجارية بأبوابها الخشبية القديمة، التي تعكس عراقتها وأصالتها.


«الرؤية» شدت رحالها إلى مدينة الرمس، والتقت الوالد عبدالله عبدالرحمن بن نصيب الشحي (85 عاماً) من معمّري المنطقة وأقدم صياديها، فكان مدعوماً بذاكرته الغنية خير دليل في الرحلة الحافلة بعبق الماضي وزهو الحاضر.


ويروي دليلنا لنا أن معظم الأهالي من الصيادين كانوا يقطنون جزيرة محاذية لسواحل الرمس، قبل غرقها مطلع القرن الماضي، حيث كانوا يزاولون، آنذاك، مهنة الصيد وجمع اللؤلؤ، بينما زاول أهالي الرمس في جانبها الآخر من اليابسة والجبال، مهنة زراعة المحاصيل الزراعية المختلفة وتربية نحل العسل.


تزخر المنطقة بالمعالم الأثرية والتاريخية والقديمة، وتضم عدة قلاع وحصون منيعة، منها القلعة الدائرية عند مدخل المنطقة، وقلعة المربعة عن الشاطئ، وكذلك قلعة ضاية التي تجاورها قبور قديمة جداً، يعود تاريخها إلى نحو سبعة آلاف عام تقريباً.


ويصحبنا دليلنا إلى ثلاثة مساجد قديمة تعود إلى أكثر من 100 عام تقريباً، إضافة إلى مساكن ومحال تجارية قديمة جداً، باتت تحتاج الآن إلى عمليات صيانة وترميم، لتتيح للأجيال الجديدة والمقبلة، التعرف على تاريخ أجدادهم الأولين.


ويتذكر الشحي يوم كانت منطقة الرمس، في السابق، مركزاً تجارياً مهماً يطلق عليه تسمية «الكاعة»، يشهد بيع الحطب والخضرة والعسل والمنسوجات والجلود الحيوانية، إلى جانب الأسماك البحرية التي يصطادها النواخذة والبحارة، مستخدمين في ذلك الحين قاربين خشبيين يعملان بالتجديف اليدوي، من دون استخدام المحركات أو المكائن بطبيعة الأحوال.


ويضيف ابن نصيب أن للمنطقة سوقاً قديماً مازال بعض محاله ماثلة للعيان حتى اللحظة، وترجع نشأتها إلى عشرينيات القرن الماضي.


وكانت لتجار السوق علاقات تجارية مباشرة مع الدول الآسيوية كالهند وباكستان وإيران، إلى جانب الدول العربية كالكويت والبصرة، تستهدف المواد الغذائية، كالشاي والقهوة والأرز والسكر والتمور.


ويكمل مستذكراً أن تجار اللؤلؤ من الدول الآسيوية والعربية كانوا يزورون سواحل الرمس بين الحين والآخر، لشراء اللؤلؤ الذي يجمعه النواخذة أثناء الغوص.


ويضيف ابن نصيب أن روح التعاون والإخاء والتعاضد كانت تسود حياة الأهالي في الماضي، ففي موسم الشتاء ترى المُزارع يساعد الصياد، ويمده بالتمور والمزروعات الأخرى، وفي الصيف يرد الصياد الجميل للأهل من المزارعين، ويقدم لهم مختلف أنواع السمك.


وعن الفنون الشعبية يروي دليلنا أن المدينة كانت تشهد طقوس العيالة والآهل المحببة، والعيالة فن شعبي معروف يؤدى في المناسبات الاجتماعية كالأفراح والأعياد والأعراس.


بعض أهالي المنطقة، الذين التقيناهم، لاسيما في الأحياء السكنية الجديدية، طالبوا باستكمال الطرق الداخلية، وإنارتها، إضافة إلى إعادة إحلال الطرق الداخلية القديمة، ورصفها، ودعمها باللوحات الإرشادية.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر



ودعوا إلى استكمال أعمال كورنيش الرمس الجديد، وتزويده بالخدمات المختلفة، مثل الألعاب والكافتيريات ودورات المياه، كونه المتنفس الوحيد لأسرهم، خصوصاً النساء والأطفال منهم.


* * *

رفيق الترحال

عبدالله بن نصيب الشحي


وُلد عبدالله عبدالرحمن بن نصيب الشحي عام 1930م، متزوج وأب لسبعة من الذكور وخمس من الإناث. مارس مهنة الصيد في البحر مع والده، منذ أن كان بعمر 10 أعوام.


عمل موظفاً عند قيام الاتحاد في وزارة التربية والتعليم حتى بلوغ سن التقاعد، ليتفرغ مرة أخرى إلى متابعة شؤون الصيد والصيادين وأحوال البحر.


يحرص ابن نصيب الشحي حالياً على متابعة شؤون الصيد، وإبداء المشورة والنصح للصيادين الشباب حول أصول الصيد والطقس، والمناخ المناسب لإتمام الرحلات البحرية الخاصة بالصيد.


حرص في رحلة عطائه الطويلة على تربية أبنائه وتعليمهم، حتى تخرجوا وتقلدوا مختلف المناصب الحكومية العسكرية منها والمدنية.


يرى أن أفضل الأوقات التي يقضيها حالياً هي رؤية الأحفاد، وتفقد أحوال البحر والصيد، والاستمتاع بالحديث مع الصيادين والنواخذة من الشباب الإماراتيين، الذين تمسكوا بالمهنة، وكبار السن الذين رافقوه منذ أيام الطفولة والصبا.

خليجية

خليجية

خليجية



رعمة فكاعة فرمس



*جريدة الرؤية





محمد شاهين ـ رأس الخيمة:

تضرب الرمس بجذورها في التاريخ، ويقف تغير اسمها مرات عدة شاهداً على أحداث جسام سجلتها المدينة الرابضة على ساحل إمارة رأس الخيمة.


وأطلق على المدينة قديماً، بحسب الروايات التاريخية، اسم رعمة وورد ذكرها في «التوراة».


وسميت تالياً الكاعة، لكونها كانت مركزاً تجارياً مهماً، اشتهر بتجارة الحطب، الخضرة، العسل، المنسوجات، والجلود الحيوانية، إلى جانب الأسماك التي يصطادها النواخذة والبحارة، مستخدمين في ذلك الحين قاربين خشبيين يعملان بالتجديف اليدوي.


وحديثاً، أطلق البريطانيون عليها تسمية «رامس».


أما أهالي المنطقة فيُرجعون أصل تسميتها إلى المرامس باللهجة المحلية، أي المجالس التي يتبادل الناس فيها أحاديثهم اليومية، بعد أن يعبر الصيادون، آنذاك، من جانب المدينة الشمالي إلى جانبها الجنوبي، ويلتقون مع أقرانهم من الصيادين عند قلعة المربعة، ليتبادلوا أطراف الحديث حول أمور الحياة والصيد.

خليجية

خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.