سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
التدخين يحدّ من سريان الدم إلى العصب البصري
السمك والعنب والبصل لغذاء النظر
*جريدة الاتحاد
رنا سرحان:
من الأقوال السائدة بأن الجزر يقوي النظر، وهو أكثر أنواع الخضراوات شهرة بفائدته للنظر، كونه يحتوي على كميات كبيرة من الكاروتين التي يتشكل منها في الجسم الفيتامين a الذي يحمي البصر من العمى الليلي، لكن هذا الاعتقاد الذي تمّ توارثه من جيل إلى جيل منذ فترة طويلة بأنه أفضل شيء بالنسبة لتقوية العيون هو تناول الجزر، غير أن هذه المقولة حسب المختصين بالتغذية هي ناقصة مشيرين إلى وجود العديد من الأطعمة الأخرى التي لها تأثير إيجابي ممتاز على صحة العيون ونوعية البصر.
ويقول الاختصاصي في طب العيون الدكتور عبدالله الغالي: تعدّ الخضار والفواكه أساس للطعام الصحي ولذلك يتوجب أن توجد في كل الوجبات الغذائية لأنها تتضمن كميات كبيرة من فيتامينات أ وسي إي، ولذلك كلما زادت كميتها في الطعام كان ذلك جيداً.
ويمكن وصف العين أنها تتشكل من خلايا تحتاج إلى عناصر غذائية خاصة، كالأوكسجين والجلوكوز والحوامض الدهنية والحوامض الأمينية والفيتامينات. ويعتبر التوازن الغذائي عاملاً أساسيًا في صيانة بنية العين المعقدة، وهذا الأمر صحيح أساساً بالنسبة للشبكية، وهي الجزء الأكثر دقة من العين. وهناك مواد محددة تساهم في الحفاظ على صحة الشبكية وعلى تجديد خلاياها، وهي الفيتامين أ الذي يشكل الملونات في الشبكية.
ويوجد هذا الفيتامين أساساً في زيوت كبد السمك، والكبد والطحال والمقادم أي الكوارع. أما في العالم النباتي، فإن المواد السابقة لفيتامين أ، هي البيتا كاروتين والجزريات الأخرى التي مهما تناولنا منها لا تشكل خطراً في الجسم. وهذه المواد موجودة في الجزر والطماطم وفي بعض الأعشاب البحرية”.
مكونات أساسية
ويتابع: هناك مادة أخرى تسمى الفوسفوليبيد تركيبها طويل وصعب، وربما غير موجود، وهي المكونات الأساسية لكل أغشية خلايا الشبكية، من الصعب الحصول عليها عبر الغذاء، نظراً إلى أن قدرة تحويلها ناقصة، فإنه بالإمكان إيجادها على شكل إضافة غذائية مركبة من البيض أوفوفوسفوليبيد. كما يعتقد أن صفار البيض الكولسترولي يساعد العيون حقيقة لأنه يحتوي على كمية كبيرة من مادة اللوتين المضادة للأكسدة، إضافة إلى مواد أخرى مثل الليسيتين والسيستين، وغيرها من الأحماض الأمينية والمركبات التي تحتوي على الكبريت، وهذه جميعها تحمي البصر من مرض الماء الأزرق أو الجلاوكوما، كما أن حامض دوكسايكز اينوييك DHA وهو حامض دهني صاحب سلسلة طويلة جداً، يوجد بكثرة في الخلايا العصبية للشبكية، تحتويه زيوت أسماك البحار الباردة وبعض الأعشاب البحرية. كما يحتويه سمك السردين وسمك القد وسمك الماكريل.
وينصح بتناول هذه الأنواع من الأسماك ولاسيما من قبل الناس الذين لديهم جفاف في العين أو تشوهات تنشأ مع التقدم في العمر، كذلك يعتبر الفلافونييد والأنتيوسيان من الأحماض التي تحمي الأوعية الدموية في العين، خاصة الشعيرات منها، فيحولان دون النزيف في داخل العين وهما موجودان في العديد من النباتات والفواكه، خاصة في الثمار البرية وفي قشرة العنب وبذوره وفي قشرة الصنوبر، حيث يحتوي العنب والتوت والكرز على مادة الأنتوسيانين التي تحسن النظر خلال أوقات الليل والغسق.
محاربة التأكسد
وتفيد الدراسات أن الحبوب الكاملة وخميرة البيرة تشكلان المصدر الأساسي للزنك، وهو موجود في الشبكية مع العديد من الأنزيمات، كما يشكل الفيتامين د، والذي لا يختص بالشبكية وحدها بل يشكل أحد أفضل المواد لمحاربة التأكسد ودوره الأساسي في حماية الدهنيات من التأكسد.
وبما أن الشبكية غنية بالحوامض الدهنية غير المشبعة فإن هذا الفيتامين ضروري لحسن عملها ،كما المغذيات المذكورة سابقاً، وتحتوي البراعم الأولى من الجوز والبذور للنباتات المستقبلية أفضل شيء فيها لأنها تكون مركزة، وتوجد في بذر الكتان على سبيل المثال كميات جيدة من الحموض الأمينية أوميغا 3، المهمة للعين، كما ويحتوي السبانخ والملفوف والخضار الورقية على الحديد المهم لصحة البصر، إضافة إلى مواد اللوتين والزياكسانتين المفيدة التي تحمي شبكية العين من الضرر الناجم مثلا عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، في حين يعدّ الثوم والبصل ونبات الكبر أو القبار نباتات على غرار البيض تحتوي على كميات غنية من الكبريت، وهذه ضرورية لتشكل مادة الجلوتاثيون التي تعتبر من المواد المضادة للأكسدة المفيدة ليس فقط بالنسبة للعيون وإنما للجسم كله.
إضاءة
لوقاية العين من الأمراض، شددت الرابطة الألمانية على ضرورة الإقلاع عن التدخين، فإلى جانب مخاطره الصحية المعروفة، يتسبب التدخين في الحد من سريان الدم إلى العصب البصري. وعلى العكس من ذلك تعمل ممارسة الأنشطة الحركية على تحسين سريان الدم داخل الجسم بأكمله، وكذلك بالعين، مما يزيد من شعور الإنسان بالراحة، ويؤثر على الحالة الصحية للعين بصورة إيجابية.
شهادة ألمانية
تؤكد الرابطة الألمانية لأطباء العيون أن اتباع نظام غذائي صحي يعمل على تحسين الحالة الصحية لجميع أعضاء الجسم، ومن بينها العيون، موضحة أنه يُمكن الحصول على الفيتامينات المهمة للعين من خلال تناول الفلفل والجزر والشمندر الأحمر والبروكلي والخس والفواكه الحمضية، لافتةً إلى أن الخضراوات الخضراء كالسبانخ أو البازلاء أو الملفوف لا تتمتع فقط باحتوائها على كميات كبيرة من الفيتامينات، بل تحتوي أيضاً على مادة الليوتين، التي ثبت أنها تتمتع بتأثير وقائي معيّن لشبكية العين.
وتحذر الرابطة الألمانية من عدم إمداد الجسم بهذه الفيتامينات بكميات وفيرة، حيث يُمكن أن يتسبب ذلك في حدوث ظواهر النقص الغذائي، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على الإبصار مثلاً أو حدوث اضطرابات في خلايا العين.
وعلى الرغم من أنه ثبت أن إمداد الجسم بالفيتامينات وعناصر اليود والمنغنيز والزنك، يعمل على تقوية حاسة البصر، فإن الرابطة الألمانية تشير إلى أن هناك أنواعاً من العيوب البصرية لا يُمكن تحسين حالتها من خلال الأطعمة الصحية، كقصر النظر وطوله مثلاً.