العلماء يؤكدون.."جين البدانة" يؤثر على الخصوبة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
البدانة أو ما يطلق عليها باللغة الإنجليزية "Obesity" ، هي زيادة وزن الشخص عن المعدل الطبيعي المحدد له، حيث يوصف الشخص بالسمنة أو البدانة إذا زاد وزنه بحوالي 20% عن الوزن الطبيعي المحدد له، ويتوقف معرفة الوزن المثالي لجسم أي إنسان حسب المعايير التالية : الطول – النوع – السن – حجم الجسم.
وحسب التعريفات العالمية للصحة فإن السمنة تعني أيضاً زيادة الجسم حوالي 30 كجم عن الوزن الطبيعي المحدد له، ويقيم بواسطة مؤشر حسابات حجم الجسم "بي . إم . آي" (BMI) الذي يمثل العلاقة بين وزن الجسم والطول والذي يتم فيه حساب وزن الشخص بالكيلو جرامات مقسوماً علي الطول بالأمتار المربعة، وتضاهي هذه المعادلة في البالغين كمية الدهون في الجسم.
ورغم مخاطر السمنة المتعارف عليها ، ورغم محاولات الباحثين المستمرة للحد من هذه الظاهرة ، إلا أن هناك ندرة نسبية في الدراسات المتعلقة بالمسئول عن سبب البدانة ، وقد توصل باحثون بريطانيون إلى أ ن النساء اللاتي ينتقل إليهن جين وراثي مسئول عن زيادة الوزن قد يسبب لهن أيضاً مشاكل الإنجاب الناتجة عن تعدد أكياس المبيض.
وتحمل أكثر من نصف النساء البيضاوات الأوروبيات نسخة عن جين "FTO " وهو ما يعطي أوضح فكرة عن الأسباب التي تجعل البعض يملن إلى البدانة دون غيرهن.
وأوضح الباحثون أن الجين نفسه قد يسبب متلازمة تعدد أكياس المبيض، وقد حلل الدكتور توم باربار وفريق البحث جين" FTO" عند 463 مريضة يعانين من متلازمة تعدد أكياس المبيض وقارنوا حالتهن بحالة 1336 امرأة أخرى حيث تبين لهم أن نسخة هذا الجين والتي أطلق عليها "جين البدانة" أكثر شيوعاً عند اللاتي يعانين من هذه الحالة وبخاصة عند البدينات منهن.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور باربار "إن فقدان كمية خفيفة من الوزن قد تؤثر على هذه الحالة"، مضيفاً أن هذه الحالة تترافق دائما مع البدانة وهي وراثية وشائعة وتؤثر على امرأة من بين عشرة في سن الإنجاب وقد تسبب الكثير من مشاكل الإنجاب.
ومن عوارض هذه الحالة عدم انتظام العادة الشهرية عند المرأة أو فقدانها تماماً، وظهور حبوب الشباب على الوجه وزيادة كبيرة في شعر الجسم وزيادة الوزن ومشاكل الإنجاب عند النساء بشكل عام.
البدانة شئ وراثي
وحول علاقة الوراثة بالإصابة بالبدانة، توصلت دراسة علمية أجرتها جامعة كوليدج بلندن، أن المعاناة من السمنة يمكن أن تكون بسبب الجينات وليس بسبب أسلوب المعيشة، مؤكدين أن الجينات تتحكم في الفوارق بين كتلة الجسم ومحيط الخصر بنسبة 77 في المائة.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة، سيعانون منهما عند البلوغ، مما سيرفع من مخاطر إصابتهم ببعض أنواع السرطان، والجلطات و السكري، لكن على الرغم من احتمال أن تكون السمنة والوزن الزائد نتيجة لبعض الجينات، فالجدل حول مدى صحة هذا الارتباط لا يزال محتدماً.
وترى الدراسة التي قام بها باحثون من خلية بحوث السرطان بمركز بحوث السلوك الصحي البريطاني، أن إخضاع توائم للتجربة أتاح فرصة مقارنة العوامل الوراثية بالعوامل "الثقافية" والسلوكية، وتبين لهؤلاء العلماء أن تأثير المحيط على وزن الجسم أضعف بكثير من تأثير الجينات.
ومن جانبه، أوضح البروفيسور جين واردل التي رأست فريق البحث أنه من الخطأ إلقاء اللوم على الآباء فيما يخص زيادة وزن أبنائهم، إذا يبدو أن للمسألة خلفيات وراثية، لكن هذا لا يعني أن السمنة حتمية، بل يعني أن بعض الأشخاص لهم استعداد لأن يزيد وزنهم.
البدانة تؤثر على الخصوبة
أما عن بعض الأخطار المتعلقة بالسمنة، توصل فريق من الباحثين الاسكتلنديين إلي دليل علمي يؤكد علاقة زيادة الوزن بتأخر الإخصاب، مؤكدين أن ارتفاع قيم معامل الكتلة للجسم، ارتبط بتراجع حجم السائل المنوي عند الرجال وزيادة إنتاج الجسم لحيوانات منوية غير طبيعية، تعاني من خلل ما.
وأشار الدكتور أغياث الشايب المختص من جامعة أبردين الاسكتلندية، إلى أنه يوجد فروق واضحة في نتائج تركيز الحيوانات المنوية بين المجموعات المشاركة، كما اتضح أن نتائج التحليل عند الرجال في المجموعة الثانية، والذين تمتعوا بأوزان مثالية، أظهرت أن حجم السائل المنوي كان لديهم أكبر، مقارنة مع المشاركين الآخرين.
وأوضحت الدراسة أنه قد يتوجب على الرجال البدناء الذين يرغبون بإنجاب الأطفال، خفض أوزانهم قبيل السعي إلى ذلك بهدف زيادة فرص حدوث الحمل عند الزوجات، ليحققوا بذلك حلمهم في أن يصبحوا آباء.
وخلصت الدراسة إلى أن خطر البدانة لا يقتصر فقط علي الأوعية الدموية للقلب، ولكن الضرر يصيب أيضاً الأوعية الدموية للعضو الذكري، ويتسبب بضعف الانتصاب والخلل في نشاط القناة البولية.
وفي نفس الصدد، كان هناك الاعتقاد السائد بين الأطباء أن البدانة سبب أساسي في عدم قدرة الزوجين علي حدوث الإخصاب وتأخر الحمل, إلا أن هذا الاعتقاد كان ينقصه الإثبات, وتقدم الدراسة الجديدة أول دليل علمي يؤكد تأثير البدانة علي نوعية البويضات.
وأشارت الدكتورة كادينس مينج أستاذ الصحة الانجابية بمركز أبحاث جامعة أديليد، إلى أنها توصلت من خلال تجاربها إلي طريقة لمقاومة التأثيرات السلبية للبدانة علي البويضات وتمكينها من الاستمرار في النمو وتكوين أجنة صحيحة, حيث أكدت نتائج أبحاثهاعلي الفئران أن الإكثار من تناول الوجبات المشبعة بالدهن يدمر البويضات المخزنة في مبيض الأنثي ويجعلها عند إخصابها غير قادرة علي تحمل التطور والنمو الطبيعي إلي أجنة أصحاء.
واكتشفت مينج أنه يوجد بروتين في الخلايا المحيطة بالبويضات يسمي "بيروكسي سوم بروليفيريتور المحفز بمستقبل جاما" يقوم بدعم وتغذية البويضات, وأنه يلعب دوراً رئيسياً في العقم بسبب نوعية الغذاء، كما أنها وجدت أن سلوك هذا البروتين هو الذي يحدد طريقة استجابة البويضات للدهون، ولذلك يساعد التحكم فيه والسيطرة عليه في مقاومة العقم الناتج عن زيادة محتوي الغذاء من الدهن.
وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعد بداية حقيقية للفهم العلمي الذي يؤدي فيما بعد لحل علمي لمشكلة ضعف التبويض لدي البدينات, كما إنها يمكن أن تسمح للمرأة بتعظيم احتمالات حدوث الإخصاب والحمل الصحي.
أما عن علاقة السمنة في الجماع، يؤكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد الصماء والسكر والسمنة بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، أن السمنة لا تؤثر على الجماع إلا في بعض الحالات التي تكون فيها السمنة مصاحبة لتأثيرات على هرمون الذكورة ، وفي هذه الحالة يمكن أن تؤثر على الجماع ولكنها في حالات خاصة جداً.
اعتقادات خاطئة
أثبتت الدراسات أن عدم تناول الفطور يمنع استجابة الجسم بالشكل المطلوب لمادة "الأنزولين" الموجودة فيه وبالتالي ترتفع نسبة الكولسترول، وأن هذه الوجبة مهمة جداً من أجل إمداد الجسم بربع الطاقة أي 20 إلى 25% من الطاقة اللازمة، وأنه على العكس من ذلك يمنح الفطور الصباحي للجسم الطاقة المناسبة من أجل الانطلاق في نهار عمل منظم وحيوي مما يعطي الإنسان الراحة النفسية المطلوبة طوال اليوم.
وقالت الطبيبة ريناتا مارتينكوفا المشرفة على الدراسة، أن اَلية سير عمل الجسم تحتاج إلى تفسير من أجل وضع خطة تناسب هذه الآلية، لذلك تبين أنه لا بد من الانتباه إلى أمور عديدة في مجال مراعاة تنظيم إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها من أجل قضاء يوم عمل طبيعي دون أي إشكالات.
وأشارت إلى أنه من الخطأ الاكتفاء بتناول وجببتين كبيرتين خلال النهار بل يجب توزيع كمية الطعام بالشكل المناسب، لذا من الضروري إعطاء الجسم خلال النصف الأول من النهار طاقة يومية يحتاجها وتصل إلى 60% ويصرفها لأنه يكون في كامل نشاطه، أما مدة ما بعد الظهيرة والمساء فلا يحتاج لنفس الطاقة فيقوم الجسم بتحويل الطعام إلى فائض يتكدس في الجسم مسببا البدانة.
وكشفت نتائج دراسة أخرى أن تناول وجبة إفطار خفيفة في الصباح يمنع تنشيط صفائح الدم التي قد تسبب نوبات قلبية.
ومن خلال الدراسة التي أجراها فريق بحث من جامعة ميموريال في كندا، ثبت أن النوبات القلبية والتجلّطات الدموية تتكون من الساعة السادسة صباحاً حتى وقت الظهيرة, وهي أعلى نسبة لها تحدث بين الثامنة والعاشرة صباحاً، لذا يرى الباحثون أهمية أن تكون الوجبة في الصباح الباكر وإلا تتأخر إلى وقت الظهيرة.
وأشار الباحثون إلي أن الإفطار الخفيف وقليل الدهون يلعب دوراً هاماً في تعديل نشاط الصفائح الدموية، حيث أن عدم تناول وجبة الإفطار يؤدي إلى انخفاض معدل سكر الدم، والذي يقود إلى عدم وصول غذاء كاف لخلايا المخ مما يعيق نشاطها.
معلومات تهم صحتك
أول خطوة في العلاج هي تعليم المصاب العادات الصحيحة في الأكل، ومن ثم تحديد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، وهذه السعرات تختلف باختلاف الجنس والعمر والحالة الصحية والنشاط.
فاحتياجات الرجل الغذائية مثلاً تزيد على احتياجات المرأة، وهي للصغير أكثر من الكبير وللعامل أكثر من الكاتب، وتزيد في حالات الحمل والإرضاع لدى المرأة، ثم تأتي مرحلة التنفيذ، ويتم ذلك بوضع جدول للغذاء موزع على الوجبات الرئيسة، وما بين الوجبات، وإيضاح جدول للبدائل الغذائية.
وحرصاً على صحتك، وحفاظاً على حياتك، ينصحك الأطباء بعدم تناول الأكل بصورة سريعة لأنه يؤدي إلي أعراض مزعجة، مثل تكون الغازات وعسر الهضم واضطرابات المعدة والتعب.
ويذكر الأطباء أن ممارسة هذه العادة علي المدي الطويل يؤدي إلي زيادة تدريجية في الوزن نظراً لأنه يجعلك تتناولين كميات أكبر من الطعام دون أن تشعري.
ويؤدي الأكل بسرعة إلي اختلال في حركة المعدة، ويعتقد أن هذه الحالة منتشرة بنسبة واحد بين كل أربعة أشخاص ، ونتيجة لسرعة الأكل والبلع السريع ودخول كميات كبيرة من الهواء إلي المعدة تصاب المعدة بهبوط في الحركة فيشعر الإنسان بأن وجبة الطعام تبقي في معدته وثقيلة، فيبدأ بـ إخراج الغازات، وقد يستعين بحبوب الهضم ولكنها قد لا تنفع.
ولمنع هذه الحالة، ينبغي الحرص علي احترام أوقات الطعام والتفرغ ذهنياً ونفسياً للوجبة الغذائية وتناول الغذاء ببطء ومضغه جيداً وعدم دفع كميات كبيرة منه مرة واحدة، كما ينصح بأن تكون الوجبات صغيرة ومتعددة.