شوارع داخلية ومنازل حديثة وروضة وحدائق
* دار الخليـج
“العيص” إحدى مناطق رأس الخيمة الجنوبية، تقع بعد قرية وادي كوب، للقادمين من مدينة رأس الخيمة، وتضم نحو 25 منزلاً بين قديم وحديث، وجغرافياً تتوسط وادي كوب ومنطقة أذن .
أكثر ما يؤرق أهالي المنطقة الطريق الرئيسي المؤدي إليها، بسبب وقوعه على منحدر شديد، وعدم وجود أي حواجز على جانبيه، تمنع وقوع الحوادث القاتلة، ومنها حادث ذهب ضحيته أربع نساء في مركبة واحدة، إثر تدهورها على المنحدر .
نساء المنطقة أخذن زمام المبادرة خلال زيارة “الخليج” للمنطقة، وتحدثن عن حاجتهن الملحة لناد أو متنزه، يقضين فيه أوقات فراغهن، ويعوضهن عن بعدهن عن مركز المدينة والحدائق والمراكز المختلفة فيها، ويكون مقراً للمحاضرات والندوات، وترسخت القناعة لديهن بضرورته بعد أن شهدن إحدى محاضرات إدارة التثقيف الصحي والإعلام الصحي في منطقة رأس الخيمة الطبية، التي أقيمت في وقت سابق، بهدف رفع وعي الأهالي بالأمراض المختلفة، وكيفية الوقاية منها .
“الخليج” استطلعت آراء الأهالي ومطالبهم التي تركزت على استكمال النواقص الفنية في البنية التحتية والمرافق العامة في العيص .
خديجة سيف حمد (50 عاماً)، تقول: نحتاج لمنارة للمسجد، وغرفة مخصصة لوضوء النساء، إذ تكثر الزيارات للمنطقة ولا تجد النساء مكاناً للوضوء، ونفتح منازلنا لنستضيفهن ومساعدتهن، لكن في بعض الأوقات لا تجد النساء أحداً في الجوار ليستضيفهن، ولا يجدن مكاناً للوضوء، ونتمنى أن نجد من يتطوع لإنشاء مكان لوضوء النساء، بالإضافة إلى موقف للسيارات أمام المسجد، الذي يستقطب الكثير من المصلين، لاسيما يوم الجمعة .
كليثم سعيد (40 عاماً)، تقول: لدي 12 ابناً وبنتاً، ومنزلي قديم جداً، بناه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، عام ،1982 وكان يتكون في الأصل من ثلاث غرف، لكننا بنينا لاحقاً أربع غرف أخرى، ليستوعب أفراد العائلة، وكل ما أتمناه أن يظل منزلي صالحاً للسكن بلا تهديد بسقوط سقفه على رؤوس أبنائي .
سعيد المزروعي (64 عاماً)، يقول: عدد أفراد أسرتي 36 فرداً وأنا معهم، وراتبي نحو 14 ألفاً، وقدمت لبرنامج الشيخ زايد للإسكان عام ،2008 وأنتظر حالياً الرد منهم، وفيما أسكن في منزلي الشعبي القديم بنيت منزلاً آخر ليضم أفراد أسرتي، بيد أن عوامل الزمن لم تتركه لي ليحتوي عائلتي بأمان، وتكاد جدرانه تتهاوى، ولا أملك من المال سوى ما أسد به رمق أبنائي، من مأكل ومشرب وملبس، والحمد الله على كل حال .
ويكمل: أملك 60 رأساً من المواشي، تكاد تشارك عيالي قوتهم بسبب تكاليفها العالية من حيث أسعار الأعلاف والاهتمام بها والأدوية التي أصرفها عليها، ولا تساعدني أي جهة حكومية في تطعيمها ضد الأمراض، التي تتسبب في معظم الأحيان بنفوقها، والأمراض التي تصيبها كثيرة، كالطاعون والملاريا والشلل، ورغم تلك المسؤولية والتكاليف لا أستطيع الاستغناء عنها، لأننا نقتات من لحومها وألبانها .
محمد راشد المزروعي (48 عاماً)، يقول: منطقتنا تحتاج إلى شوارع داخلية وإنارة وروضة للأطفال .
وأضاف: نحتاج كذلك إلى صالة أفراح، لبعد الصالات عن منطقتنا بنحو 60 كيلومتراً، وحجرة مخصصة لتغسيل الأموات تابعة للمسجد، واختتم حديثه عن كسارة الغيل، وما تسببه من تلوث وغبار وأتربة تصل إلى المنازل .
وأكد المزروعي أن مساحة الأراضي التي تقدمها دائرة الأراضي في رأس الخيمة لا تكفي لبناء مسكن لأسرة كبيرة، وتقدر ب 100 قدم، وتكاد لا تستوعب سوى منزل صغير يكفي للأسر الصغيرة فقط، في حين أن أسرنا في المناطق النائية كبيرة العدد .
محمد مسعود جمعة ضاحي (50 عاماً)، أكد أن منطقة العيص والعيم المجاورة لها تشكلان منطقة واحدة، ومطالب أبنائهما تتركز على روضة أطفال وناد للسيدات ومسجد جامع، يتسع لأكثر من 200 مصل، بالإضافة إلى بناء شعبيات جديدة، وما زال الأهالي في منطقة العيص يعيشون في جوف منازل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، التي بنيت في ،1981 وأكملت الثلاثين عاماً .
وأشار ابن ضاحي إلى أن منطقتهم رغم صغرها تضم بين جنباتها نحو 35 منزلاً، بينما تحتاج إلى منازل أكثر ومصلى للعيد، مؤكداً أن قيادة الدولة لم تقصر في تقديم خدماتها للأهالي، لكن المسؤولين غير عابئين بالمسؤولية التي تلقى على عاتقهم، ومقصرون في الاطمئنان على الأهالي، لاسيما في المناطق النائية، التي تحتاج إلى زيارات متوالية، لبعدها عن المدن والخدمات .
الجدة عائشة سعيد سالم (75 عاماً) تقول: أعتقد أني شهدت سنة الجوع، وفق تعبيرها، كان عمري آنذاك 7 سنوات، وكنت يتيمة، مات والدي منذ صغري، وتزوجت وأنجبت 6 أبناء، كلهم تزوجوا ولم يبق إلا واحد يسكن عندي في المنزل، وأستلم مساعدة من الشؤون الاجتماعية قيمتها 1500 درهم .
سيف عبدالله المزروعي (51 عاماً)، يشير إلى أن منطقة الكوب تنقصها عيادة صحية تتوفر فيها خدمات الطوارئ، والحوادث، مؤكداً أن الحوادث المسائية من الصعب توصيل الضحايا فيها إلى المستشفى بالسرعة المنشودة، إذ تبعد عن مستشفى صقر في مدينة رأس الخيمة نصف ساعة، وتحتاج المنطقة لنادي فتيات وآخر للشباب، بالإضافة إلى استكمال الشوارع الداخلية وتوسعتها، وتطوير مصلى العيد، الذي أنشىء بتكافل الأهالي سابقا، وهو لا يتناسب مع التطور الحالي في الدولة .
وقال إن توفير تلك الاحتياجات كفيل بتحويل المنطقة لمنطقة نموذجية تعج بالحياة، وبقاء الشباب فيها، بعد أن تحول الكثير منهم إلى المدن البعيدة في رأس الخيمة وبقية الإمارات، لقربها من مقار أعمالهم .
وأكد أن الطريق الممتد من منطقة وادي كوب إلى منطقة العيص التي تقع بعد المنطقة مباشرة خطير جداً ويقع على منحنيات مرتفعه المستوى عن سطح الارض بلا أسوار تحمي مستخدمي الطريق من الحوادث التي تعرض حياة مستخدمي الطريق للحوادث المميتة، مسترشداً بالحادث الذي أودى بحياة 3 نساء من المنطقة بعد أن حادت سائقة المركبة عن الطريق وانحدرت في الوادي السحيق .
عدد من ربات البيوت، من منطقتي العيص ووادي كوب، تجمعن في منزل محمد المزروعي في الثانية، وهي منطقة جبلية جنوب رأس الخيمة تبعد خمسة كيلومترات تقريباً عن العيص، نظرا لافتقار المنطقة برمتها لأي قاعة أو مرفق عام، وأكدن أن احتياجاتهن ماسة إلى مركز اجتماعي تعقد فيه المحاضرات والندوات ودورات تحفيظ القرآن الكريم، وهن يتعطشن للمعلومة والمعرفة، أياً كان نوعها، في ظل شح الفعاليات والمرافق الثقافية، وبعد منطقتهن عن المدينة، في حين يجدن في المحاضرات والندوات نوعاً من تطوير الذات، ومحاولة لتطوير المكان وقاطنيه وخلق متنفس لبناته .
الأمهات اقترحن أن تخصص الجهات المعنية قطعه أرض في المنطقة لإنشاء حديقة وتسويرها وزراعتها ببساط أخضر، وما يتبقى يتكفلن به، على حد قولهن، إذ يجمعن المبالغ المالية الكفيلة بتحويلها إلى حديقة صغيرة تضم أطفالهن، بأراجيحها وألعابها، لتسع فرحة الأطفال، ما يعوضهن عن البحث عن مرافق ترفيهية أو الانتقال إلى مناطق تبعد أكثر من 50 كليومتراً لأقرب حديقة يستمتعن بها، وطالبت الأمهات أيضا بمركز لتحفيظ القرآن الكريم، يشرف عليه مكتب الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية .
وأوضحت الأمهات أن الخدمات الأساسية متوفرة في المنطقة، لكن ما يؤرقهن بشدة بعد روضة الأطفال عن منطقتهن أكثر من 25 كليو مترا، وموقعها في منطقة الغيل جنوبا، مشيرات إلى أن الأطفال يصلون إلى المنطقة الساعة الواحدة ظهراً، منهكين من مسافة الطريق .
مساحة كافية للسكن
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
أكد مصدر مسؤول في دائرة بلدية رأس الخيمة أن مساحة 100 × 100 قدم تكفي لبناء منزل تستقر فيه الأسر أياً كان عدد أفرادها، موضحاً أن المساحات المخصصة للمنازل السكنية في رأس الخيمة في تناقص تدريجي مقارنه بأعداد السكان .
علي الخنبولي، مدير مكتب هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف، أكد أن الهئية على استعداد لتوفير محفظة قرآن في المنطقة شرط أن تكون مستعدة للعمل في تلك المنطقة بعد اجتياز لجنة الاختبار المخصصة للمحفظين .
وحول مطلب غرفة تغسيل الموتى قال إن الهيئة مستعدة لإنشائها، وهو ما تسعى لتنفيذه في جميع مساجد الإمارة بتجهيزها بكل المرافق، مؤكداً أن على أهالي المنطقة تقديم طلبهم في الهيئة ليسجل ضمن المساجد التي تحتاج إلى استكمال المرافق، أما عن مصليات العيد فأكد أن إنشاءها لا يدخل ضمن اختصاص الهيئة .
عبدالله يوسف، رئيس دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة، أكد أن مهندسي الطرق والمختصين سيزورون المنطقة وتحديدا شارع منطقتي العيص وكوب ذي الانحدار، ليقفوا على متطلبات الشارع وتقييم مدى خطورته واحتياجه للأسوار الحديدية .
أما عن مطلب الأهالي بمطبات اصطناعية، فأكد أن الدائرة تدرس إنشاءها بحجم كبير، لأن الشارع يعتبر شارعاً عاماً، ويتطلب وضع تلك المطبات السهلة المرور عليها، وفي الوقت نفسه تجبر مستخدمي المركبات لتقليل سرعتهم .
خطة للاحتياجات التعليمية
آمنة السكب، رئيسة قسم البيئة والأنشطة المدرسية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، أكدت حول مطلب أهالي وادي كوب والعيص ان إدارة المنطقة بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة وضعت خطة مستقبلية لاحتياجات المنطقة التعليمية من إحلال لمدارس أو استحداث إلى عام ،2015 فيما رفع مقترح بناء روضة أطفال في منطقة أذن لتخدم المناطق القريبة منها، كوادي كوب والعيص وغيرهما .
وأشارت إلى أن المنطقة التعليمية حرصت على اختيار المناطق ذات الأولوية لبناء مدارس فيها وإحلال أخرى، خاصة في المناطق البعيدة نسبياً عن مركز المدينة، التي توليها وزارة الأشغال العامة اهتماماً خاصاً، تنفيذاً لمكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتوفير البنية التحتية لتلك المناطق .
الدكتور ياسر النعيمي، مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، قال: في ظل وجود شبكة الطرق الحديثة، قربت الكثير من المسافات بين المناطق والخدمات المقدمة للأهالي، وأقرب مركز صحي على سبيل المثال لمنطقة وادي كوب هو مركز أذن الصحي، الذي تتوفر فيه الخدمات الصحية الأولية، أما المستشفيات التي تخدم المنطقة فهي كل من مستشفى صقر ومستشفى الذيد .
وأوضح أن المستشفيات الجديدة التي بنيت مؤخراً ستخفف الضغط على القديمة منها لا سيما وقوع الأولى في مناطق تعد قريبة لجميع الأهالي في الإمارة .

بحفظ الرحمن


تحياتي
سفير برتبة وزير
[flash=http://www.dmuae.com/up//uploads/files/Dmuae.com-da3f493666.swf]WIDTH=600 HEIGHT=304[/flash]
شكراا لـ إمـرأه لا تُنسـى على التوقيع
