الاتحاد – لمياء الهرمودي (الشارقة)
عبر مواطنون ومقيمون في الشارقة عن استهجانهم لظاهرة التسول الأنيقة التي باتت تنتشر مؤخراً في الإمارة، والتي يقوم بها أفراد من جنسيات متعددة آسيوية، وعربية، بهدف استعطاف الشخص واستدراجه لطلب المال. ويقوم الشخص بلا وعي بتقديم المساعدة، ظناً منه أن المتسول يمر بظروف مالية قاسية، ولكنه يفاجأ به في اليوم التالي يقوم بالعملية نفسها، واستغلال أشخاص آخرين، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المتسول الأنيق في إمارة الشارقة، حيث يأتي المتسول في زي مرتب وجذاب ويقترب من الضحية بصورة ودية، ومن ثم يقوم بعرض مشكلته التي قد تكون وهمية، ويطلب المال لحلها، وتخليصه من هذه الأزمة.
وقال عبد الواحد حسن من مواطني الإمارة: «انتشرت ظاهرة المتسول الأنيق بشكل كبير في الإمارة، حيث إنهم يوهمونك بأنهم يمرون بظروف قاهرة، أجبرتهم على طلب المساعدة منك، وتقع أنت فريسة سهلة أمامهم من باب (ارحموا عزيز قوم ذل)، ولكنك تجده يستخدم العذر نفسه مع شخص آخر، مما يثير الشكوك في النفس، فكيف لمثل هذه الفئة أن تقتات على أكتاف الناس، وتعيش في هذا البلد بلا حسيب ولا رقيب، خاصة أن جزءاً كبيراً من سكان الإمارة يجهل طريقة التعامل معهم أو كيفية التصرف حين تعرضه لمثل هذا الموقف».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأكدت آمنة عبد الله: «أن انتشار هذه الفئة أصبح ملحوظاً وكبيراً مؤخراً، حيث تجد نساء من جنسيات عربية (مهندمين)، وصورتهم جيدة، يحاولون التقرب من مركبتك بإلقاء التحية ومن ثم يقومون بالحديث معك عن ظروف قاهرة أصابتهم، ورغبتهم الشديدة في العودة إلى الوطن، ولذا يحتاجون إلى مبلغ مالي لدفع ثمن التذكرة، وبالتالي يستعطفون الناس ليقدموا لهم الأموال على طبق من ذهب، في أنهم يعاودون تكرار تلك (الموشحات) مع آخرين، ما يثير الشكوك حولهم». ومن جانبها أكدت لبنى عبد العزيز أنها تعرضت إلى موقف غريب أثناء مغادرتها لإحدى العيادات الطبية في الإمارة، ومعها أطفالها، وفوجئت باقتراب شخص آسيوي يلبس بدلة عمل رسمية، ويحمل حقيبة عمل بيده، يحاول إخبارها بأنه تم إنهاء عقد عمله، ويحتاج إلى مال حتى يعود إلى موطنه، مما أثار الرعب في أطفالها، فطلبت منه فوراً المغادرة أو أنها ستقوم بإبلاغ الشرطة، فأسرع الشخص مبتعداً، خوفاً من قيامها بذلك فعلاً.
هذا وتقوم الإدارة العامة لشرطة الشارقة بحملات تفتيشية دورية على الأماكن التي تكثر فيها الشكاوى حول وجود متسولين، حيث توجهت إدارة الإعلام والعلاقات العامة والإدارات الأمنية بشرطة الشارقة إلى مخاطبة الجمهور، ودعوة أفراد المجتمع إلى المساعدة للحد من هذه الظواهر، والكف عن مساعدة المتسولين والإبلاغ عنهم، فقد لوحظ تزايد البلاغات التي بدأت ترد من أفراد الجمهور حول نشاط المتسولين، على غير العادة في مثل هذه الحملات التي كانت تعتمد على جهود الشرطة وحدها في ضبط المتسولين، من خلال مراقبتها لأماكن وجودهم، كما لوحظ أن عدداً من البلاغات قد توجه بها أصحاب محال تجارية، تعرضوا إلى مضايقات المتسولين أو سكان شقق قام المتسولون بطرقها والتلصص عليها.
مخالفون
أكدت شرطة الشارقة أنه بالتدقيق على عدد من المتسولين والمتسولات الذين تم ضبطهم تبين أن عدداً منهم كانوا مخالفين لقوانين الدخول والإقامة، حيث مضى وقت طويل على انتهاء إقاماتهم أو الأذونات الخاصة بزيارتهم إلى الدولة دون تجديد للإقامات أو الزيارات، وبالتدقيق على متسولة من إحدى الجنسيات العربية، فقد تبين أن السجلات تشير إلى وجودها خارج الدولة بعد أن حكم بإبعادها في قضية ما. هذا ودعت شرطة الشارقة كافة أفراد المجتمع للتعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أية ظاهرة أو سلوك غير حضاري من خلال الاتصال الآمن بالقيادة العامة لشرطة الشارقة أو بقسم التحريات على الرقم 065631111 أو التواصل عبر البريد الإلكتروني www.shjpolice.gov.ae/najeed