صورة من قوقل
البيان
لم يدركا أن حيلهما في إخفاء زواجهما السري كلها ستتلاشى وسيفتضح الأمر، كلما مر الوقت وبدت علامات الحمل على الفتاة بسرعة لم تكن في الحسبان، حينما قررا أن يخوضا تجربتهما الآثمة بعيداً عن أعين الأهل، الذين أوصدوا كافة الأبواب أمام الشاب الذي أراد الزواج بابنتهم، إلا أنهما قررا كسر كل قيد أمام رغبتهما الجامحة في الزواج، حتى وإن كلفهما ذلك الكثير.
حسم منفرد
لم يترك الشاب طريقاً إلا سلكه، كما قال، لإثناء والد الفتاة عن رفضه ونيل رضاه والقبول به زوجاً لابنته، وهو ما لم يستطع نيله قط، ليقرر حسم أمره بطريقته الخاصة، حيث كف عن إثناء الرجل عن موقفه، وزين له الشيطان حيلة ماكرة في لحظة غفا فيها العقل، أن يضع والد الفتاة أمام الأمر الواقع، بالزواج السري بالفتاة، والذي قبلته على الفور.
لكن الفتاة اشترطت أن يكون الزواج ورقة ضغط فقط على الأب، وبعد الاتفاق على ذلك، حدث ما لم يكن في الحسبان حينما زين لهما الشيطان أنهما زوجان، ليدخلا في علاقة زوجية حقيقية في الأوقات التي كانا يلتقيان فيها خلسة، بعيداً عن أعين الأهل في بعض الليالي، انقلبت الأمور رأساً على عقب مع حمل الفتاة، ولم يستطع كلاهما مصارحة أقرب المقربين بما حدث.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وظلا فترة كبيرة منقطعين عن بعضهما، كل يحاول إيجاد مخرج من الموقف الذي صنعته مشاعر جامحة منفلتة من عقال التعاليم الدينية والعادات والتقاليد المجتمعية. وجدت الفتاة نفسها في موقف صعب، فكرت في بادئ الأمر أن تخبر والدها، إلا أنها تراجعت مرات ومرات أمام خوفها من ردة الفعل العنيفة التي قد تقابل بها، ظلت على حالها هكذا، مستغلة عدم وجود الأم التي توفيت منذ سنوات، وغياب والدها مع زوجته الأخرى، التي قرر أن يكون لها مسكن آخر، وانتقلت هي للعيش مع أختها الكبرى المطلقة والتي تعيش مع أولادها، والتي كانت على علم بتفاصيل الواقعة.
فصل جديد
استمر الوضع وباءت محاولات الأخت الكبرى بالفشل في إتمام هذا الزواج بالطريقة الشرعية، حتى موعد الولادة بأحد المستشفيات، وهنا بدأ فصل جديد في القصة، حيث طلبت إدارة المستشفى عقد الزواج واسم والد الطفل، وهو ما عجزت أن تبوح به الفتاة، وتم إبلاغ النيابة العامة التي أسندت إلى الفتاة تهمة الزنا، ولم تأخذ المحكمة بأقوال الشاب والفتاة، وبالحجج التي ساقاها لتبرير زواجهما السري، والذي لم يستطيعا إقامة الدليل عليه، فقررت جلد كل واحد منهما مائة جلدة، والاكتفاء بمدة حبس الشاب كونهما غير محصنين، إلى جانب أنهما لا يحملان أوراقاً ثبوتية.
الله يستر علينا يا رب العالمين!!