سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
عندي سؤال واايد محتاره فيه
هل الروح بعد الموت تذهب الى اين ما تشاء او تكون في القبر ؟؟؟
اتمنى الاجابه على سؤالي
سؤال يكرر نفسه أمامي عندما أكون في جنازة بالقرب من القبر الذي سندفن فيه الميت ودائما أسعى أن أكون أحد الذين يلتفون حول القبر ملاصقين لأطرافه حتى أشاهد تفاصيل الثواني الأخيرة لوداع الانسان قبل أن يوارى تحت التراب في تلك الغرفة الضيقة التي تسمى اللحد
لم أجد جوابا شافيا حول الروح ففي الكتب الاسلامية ذكر " ابن القيم " في كتابه الروح
المسألة الخامسة عشرة: وهي: أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟
الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا اختلافاً كثيراً، ولكل واحد حجته، فمنهم من قال: هي في الجنة ، ومنهم من قال: هي عند باب الجنة، ومنهم من قال: هي على أفنية قبورها، ومنهم من قال: هي مرسلة تذهب حيث شاءت، ومنهم من قال: هي عند الله ، ومنهم من قال: أرواح المؤمنين عن يمين آدم عليه السلام وأرواح الكفار عن شماله.
والصواب: أن الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت
فمنها: أرواح في أعلى علِّيين في الملأ الأعلى وهي أرواحُ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي في ليلة الإِسراء.
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواحُ بعض الشهداء لا جميعهم
ومنهم: من يكون محبوساً على باب الجنة
ومنهم: من يكون محبوساً في قبره
ومنهم: من يكون مقره باب الجنة
ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض ، لم تَعْلُ روحُه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت رُوحاً سفلية أرضية، فإنَّ الأنفسَ الأرضيَّةَ لا تجامعُ الأنفس السماوية ، كما لا تجامعها في الدنيا
مختصر كتاب الروح لإبن القيم
وسئل عالم الدين بن باز نفس السؤال فقال
روح المؤمن ترفع إلى الجنة، ثم ترد إلى الله -سبحانه وتعالى-، ثم ترد إلى جسدها للسؤال، ثم بعد ذلك جاء الحديث أنها تكون في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة، روح المؤمن ويردها الله إلى جسدها إذا شاء -سبحانه وتعالى-، أما روح الكافر تغلق عنها أبواب السماء، وتطرح طرحاً إلى الأرض وترجع إلى جسدها للسؤال، وتعذب في قبرها مع الجسد، أما روح المؤمن فإنها تنعم في الجنة، وترجع إلى جسدها إذا شاء الله، وترجع إليه أول ما يوضع في القبر حتى يسأل .
أما ما علماء غير المسلمين فقالوا كلاما مختلفا ومغايرا
فقال أرسطو أن الروح ليس شيئا منفصلا عن الجسد وشبهها بالسكين فقال اذا كان للسكين روحا فإن عملية القطع هي الروح وعليه فإن الغرض الرئيسي للكائن هو الروح وبذلك فالروح ليست شيئا خالدا فمع تدمير السكين تنعدم عملية القطع
البوذية عندها " الكارما " وبعد الموت تبحث الروح عن جسد لتسكنه للوصول الى النيرفانا
وكلام عن تناسخ الأرواح بعد الموت .. الخ
البحث يطول بلا جواب شافي كافي يطفيء نار فضول السؤال وتبقى هذه الأسئلة من الغيبيات التي لم يستطع الانسان اجابتها على مر العصور
غير أننا كمسلمين لدينا هذه الآية
يقول الله تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )[الإسراء: 85].والمعنى العلمي لهذه الآية أن الروح أمر يصعب على البشر أن يفهموه ومهما أوتي الإنسان من العلم لن يفهم حقيقة الروح
[/align]
" هنا "
على الجواب على سؤالي
واتمنى اعضاء المنتدى يستفادون منج
ويسلموووووووووووو
والله لا يحرمنا منج
" هنا "
أختي سؤال جميل لكن الاهم ماذا اعددت لذلك اليوم (( الموت )) عن أنس بن مالك أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعددت لها قال حب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت رواه مسلم . وكانوا اذا قالوا فعلوا وليس مثل ما يفعل البعض الان يدعي الحب لله ورسول ثم ….. .
إن تذكر الموت من انجح الادوية لمعالجة النفس العاصية وللجم جماح الشهوة ولكن السؤال الاهم ماذا نفعل بعد ان جائت التذكره.
بارك الله فيك وقدس روحك ورفعها منزلة المتقين .
ثالثاُ أين تذهب الروح بعد الموت ؟
اولاً (
من كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
كلمة (روح) في القرآن يريد بِها جبرائيل ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم (فَأرْسَلْنا إلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيّاً)يعني فأرسلنا إليها جبرائيل فتمثّل لها بصورة بشر . وقال تعالى في سورة الشعراء ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) يعني نزّل القرآن عليك يا محمّد جبرائيل فهو الروح الأمين . وقال تعالى في سورة الإسراء (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، فالروح الذي سألوا عنه هو جبرائيل ، ولذلك جاء ذكره على الإفراد فقال تعالى (عَنِ الرُّوح} ولم يقل عن الأرواح ، وكلّ كلمة روح تأتي في القرآن يراد بها جبرائيل .
ثانياً _
إنّ النفس هي التي نسمّيها (روح)
ولكن الفرق كبير بين الروح والنفس ، فالروح هي مجموعة من ذرّات أثيرية لا شكل لَها ولا هيكل بل هي كالهواء ، والروح لا تعقل ولا تبصر ولا تسمع ولا تتكلّم ولا تفهم . أمّا النفس فلَها هيكل كهيكل الجسم ؛ فهي نسخة طبق الأصل منه لأنّها تتكوّن داخل الجسم فتأخذ شكله : فإنْ كان الجسم طويلاً فالنفس تكون طويلة أيضاً ، وإنْ كان الجسم قصيراً كذلك النفس تكون قصيرة ، وهكذا تكون أعضاؤها وحواسّها تشبه الجسم : فإنْ كان فم الجسم واسعاً فإنّ النفس يكون فاها واسعاً أيضاً ، وإنْ كانت عين الجسم صغيرة فإنّ النفس تكون عينها صغيرة أيضاً ؛ فإذا انفصلت النفس عن الجسم عند الموت فإنّها تبقى على هيكلِها لا تكبر ولا تصغر ، فالطفل يبقى طفلاً لا يكبر مدى الزمان والشاب يبقى شاباً لا يهرم مدى الزمان .
فالروح يطلق عليها لفظة (روح) قبل دخولها الجسم لأنّها مجموعة من ذرّات أثيرية ، ولكن إذا دخلت في الجسم وتألّفت تلك الذرّات اثيرية داخل الجسم فكوّنت هيكلاً أثيرياً يسمع ويبصر ويتكلّم ويعقل فلا يصحّ حينئذٍ أن تسمّى (روحاً) بل يكون اسمها (نفساً) . كما لا يصحّ أن تسمّى روح الجنين الذي في بطن أمّه (نفساً) لأنّه لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ، ولكن بعد ولادنه بأربعين يوماً يصحّ أن نسمّي روحه نفساً .
إذاً نطلق كلمة روح على الذرّات الأثيرية حين دخولِها للجسم أو بعد دخولِها بشهرٍ واحد ، والشاهد على ذلك قول عنترة :
فهنا سمّاها روحاً ، وذلك حين دخولها جسمه .
وقال الله تعالى في سورة السجدة في قصّة آدم {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} فإنّ الله تعالى سمّاها هنا روحاً وذلك قبل دخولِها الجسم . وقال تعالى في سورة ص {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} .
فالروح إذا نشأت في الجسم وكان لَها هيكل أثيري و أخذت تسمع وتبصر وتعقل فلا يصحّ حينئذٍ أن تسمّى (روحاً) بل يكون اسمها (نفساً) ، والشاهد على ذلك قول عنترة :
وقال أيضاً :
وقال أيضاً :
وقال أيضاً :
وقال لبيد :
وقال الله تعالى في سورة الشمس {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} ، فقوله تعالى {وَمَا سَوَّاهَا} أي ومَنْ كوّنَها وألّفها من ذرّات أثيرية ، وذلك لأنّه تعالى لم يقل : وما خلقها ، بل قال{وَمَا سَوَّاهَا} فالخلقة تطلق على خلقة الأجسام وهذه اللفظة تطلق على تكوين النفوس . وقال تعالى في سورة الزمر{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا الخ} فهنا سمّاها سبحانه (نفساً) وذلك عند خروجها من الجسم ، وسمّاها نفساً أيضاً وهي داخل الجسم وذلك قوله تعالى في سورة يوسف {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ الخ} ، وقال تعالى{ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} .
والخلاصة أنّ النفس هي الروح لأنّها مجموعة من ذرّات أثيرية وكذلك الروح هي ذرّات أثيرية إلاّ أنّ الروح ليس لَها هيكل ولا تسمع ولا تبصر ولا تعقل ، ولكنّ النفس تبصر وتسمع وتتكلّم وتعقل ، وبعبارة أخرى أقول إنَ النفس هي الإنسان الحقيقي ( من كتاب الإنسان بعد الموت بقلم محمد علي حسن الحلي رحمه الله )
ثالثاُ _
قلنا فيما سبق أنّ الموت كالولادة ، فكما يخرج الجنين من بطن أمه ويرى أنه انتزع جسماً كان يغلّفه ، كذلك النفس عند الموت ترى أنّها انتزعت جسماً كان يغلّفها وخرجت منه ، ولَمّا كانت النفس تعوّدت هذا الجسم وكان يقيها من المؤثّرات الخارجية وكان ملجئاً لَها أخذت تتبعه في بادئ الأمر إلى حيث نقلوه ، ولكنّها في ذلك الوقت تكون متفكّرة ومتعجّبة إذْ ترى أنّها صارت في عالمٍ آخر ، فبعد أن كان الإنسان ذا جسمٍ مادي ثقيل ، أصبح أثيرياً خفيفاً ، وكان لا يسمع إلاّ القريب فصار يسمع البعيد والقريب ، وكان لا يرى المخلوقات الروحانية فصار يرى الروحانية والمادية ، وكان ضعيف النظر فصار قويّ البصر ، وكان يمشي على الأرض فصار يمكنه أن يطير في الفضاء بلا جناح .
فإذا رأى ذلك من نفسه أخذته الدهشة ، ثمّ يزيد عجبه إذا رأى أهله وأقاربه يبكون عليه ويقولون مات فلان ، فيأتي إليهم ويقول لَهم : "إنّي لم أمت فما بالكم تبكون عليّ وتقولون مات فلان ألا ترونني واقفاً أمامكم ؟" ولكن لا يسمعه أحدٌ منهم ولا يراه أحد لأنه أصبح مخلوقاً أثيرياً والأثيريات لا تراها الماديات ، ولا يزال يكرّر عليهم الكلام حتّى يعلم أنّهم لا يرونه ولا يسمعونه فحينئذٍ يتركهم إلى ما شاؤوا أن يفعلوا ولِما أرادوا أن يتكلّموا ، فحينئذٍ تأتي إليه أقاربه الأموات ويأخذونه معهم إلى أماكنهم فيتحدّثون ويتزاورون ويأكلون ويشربون ، ويتنزّهون في الحدائق هذا في الليل ، فإذا أصبح الصباح وطلعت الشمس رجعوا إلى أماكنهم ولا يخرجون إلاّ وقت غروب الشمس ، وقد يخرج بعضهم في النهار ويتجوّلون في بعض الأماكن ولكن لا يرتاحون في جولتهم ولا يأنسون بل تؤذيهم الشمس وتخطفهم الطير وتزعجهم أصوات الناس والضوضاء وتهوي بهم الريح في مكانٍ سحيق فيرجعون إلى أماكنهم ، وإنّما يكون خروجهم بالليل ورجوعهم بالنهار لأنّ الشمس تؤذيهم فلا يستطيعون النظر إليها ولا الجلوس في أشعتها ولا يطيب لهم العيش إلاّ في الظلام ، وذلك لحدّة بصرهم وقوته ، يكتفون بالضياء القليل كضياء المصباح أو ضياء القمر أو بلا ضياء ، فهم من هذه الوجهة كالخفّاش يطير بالليل ويختفي بالنهار ، ولذلك يسكنون السراديب أو المحلاّت المنعزلة عن الناس التي لا تنزل عليها أشعة الشمس أو الكهوف أو الخرائب أو البيوت المتروكة التي لا تسكنها الناس . قال الله تعالى في سورة الدهر في وصف أهل الجنة {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} ، أبعدهم الله تعالى عن الشمس لأنّها تؤذيهم .
[الملابس]
واعلم أنّك حين موتك وانفصالك عن جسمك ترى نفسك عرياناً فتستحي مِمّا أنت فيه فتلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن ثوبٍ تلبسه وتستر به عورتك فلا تجد غير الثياب المادية التي كنت تلبسها في الدنيا ، فإذا جئت لتأخذها وتلبسها فلا تقدر على حملها من مكانِها لأنّك أصبحتَ مخلوقاً روحانياً أثيرياً فتتركها وتفتّش عن غيرها حتّى تيأس مِنها و تبقى عرياناً .
أمّا إذا كنت من الصالحين ومن الموحّدين فإنّ الملَكين رقيب عتيد اللذَين كانا بصحبتِك في دار الدنيا يأتيانك بثوب جديد أثيري فتلبسه و تستر به عورتك ، وإلى ذلك أشار الله تعالى في كتابه المجيد بقوله {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} .
أو أنّك أعطيت في حياتك الدنيا رداءً للفقير في سبيل الله ، فإنّ الملائكة تأتيك به فتلبسه وتستر به عورتك ، قال تعالى في سورة آل عمران {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} ، و قال تعالى في سورة الأنفال {وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}
[العطش]
ثانياً إنّك بعد موتك تشعر بالعطش فتذهب تفتّش عن الماء لتشرب وتروي عطشك ، فإذا أتيت آنية الماء لتحملها وتشرب فلا تستطيع حملها لأنّك أصبحت مخلوقاً أثيرياً فتتركها وتذهب تفتّش عن غيرها فتأتي إلى النهر فتبسط يديك إلى الماء لترفعه وتشرب منه فلا يمكنك فتتركه وتذهب تفتّش عن غيره لعلّك تجد ماءً تشربه ، وإلى ذلك أشار الله تعالى في كتابه المجيد في سورة الرعد {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ …الخ} . أمّا إذا كنتَ من الصالحين فإنّ الملكين يأتيانك بكأسٍ من ماء الجنة فتشربه فترتوي ولا تظمأ بعده أبداً ، وبذلك تعرف نفسك هل أنت من السعداء أم من الأشقياء .
[الجوع]
ثمّ إنك تشعر بالجوع فتفتّش عن طعامٍ تأكله فلا تجد فتبقى جائعاً ، فإنْ كنت من الصالحين فإنّ الملَكين يأتيانك بفواكه أثيرية فتأكل وتشبع .
وإنْ كنت قد أعطيت لرجل فقير طعاماً : خبزاً أو فاكهةً في سبيل الله ، فإنّ الملَكين يأتيانك به فتأكل ، قال تعالى في سورة البقرة {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، والمعنى إذا أنفقت شيئاً مادياً للفقير في سبيل الله ، كعنقود عنب مثلاً ، فإنّك تجد نسخته الأثيرية في الآخرة ، لأنّ كلّ شيء مادي له روح أثيرية ، فتأكله ويعود عنقوداً [على شجرته في الجنة] كما كان .
[تواجد الأرواح]
واعلم أنّ الأرواح معنا في بيوتنا ومحلاّتنا وسراديبنا ، فهي مزدحمة في كلّ مكان ترى أعمالنا وتسمع أقوالنا ، وقد جاء ذلك على ألسن الناس أيضاً وحتّى في أغانيهم ، وهو قوله :
ولكنّنا لا نراهم ولا نسمع كلامهم وحتّى أنّنا لا نسمع وقع خطواتهم على الأرض ، قال الله تعالى في سورة مريم {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}.
[تأثير الرياح والأمطار على الأرواح]
فإذا خرجتَ ليلاً وكانت رياح شديدة أو أمطار فلا تذهب إلى مكانٍ ما ، بل انتظر في إيوانك حتّى تسكن الرياح والأمطار لأنّ الريح ترفعك وتلقي بك في مكان سحيق فتتألّم ، أمّا الأمطار فتسقط على رأسك فتثقب جسمك الأثيري وتنزل إلى الأرض فتعمل بك كما يعمل الرصاص (صچم) في الأحياء .
[الفرار من عالم المادة إلى جوار ربّك]
والأحسن من هذا وذاك أن تنهزم من الأرض وتصعد إلى السماء وتنجو من المادة وتكون في جوار ربّك ، فقد قال تعالى في سورةالذاريات{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} يعني تخلّصوا من المادة بأعمالكم الصالحة وتقواكم وبرّكم وبذلك تكونون في الجنان الأثيرية عند ربكم ، وقال تعالى في سورة الأعراففي قصة بلعام بن باعور{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} ، والمعنى : لو ترك بلعام المادة والطمع لرفعناه إلى الجنان الأثيرية ولكنه طمع في المال وأخلد إلى الأرض ، يعني أحبّ الخلود في الأرض دون السماء .
واعلم أنّ الإنسان ضعيف عاجز تعجزه البقة وتقتله الشرقة ، وكذلك في حياته الأثيرية الشمس تزعجه والطير تخطفه والرياح تنقله والحشرات تؤذيه والنفوس الشرّيرة تبتليه ؛ فمن أراد الراحة والسعادة والحياة الأبدية فليترك الدنيا ويعمل للآخرة ويكون من المتقين فإذا مات أخذته الملائكة إلى الجنان يعني إلى السماوات الأثيرية فهناك الحياة الأبدية وهناك ظلٌّ ممدود وماءٌ مسكوب وفاكهةٌ كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرُشٌ مرفوعة ؛ فلا شمس هناك تزعجه ولا رياح تنقله ولا حشرات تؤذيه ولا طير مادّي يخطفه ؛ ولا يوصلك إلى ذلك النعيم إلا عمل البِرّ وترك الطمع والله يحبّ المحسنين . ( من كتاب الإنسان بعد الموت بقلم محمد علي حسن الحلي رحمه الله )