خالد طفل سوري فاقد للبصر نزح إلى طرابلس (شمال لبنان) قبل ثمانية أشهر. واضطرت عائلته إلى عزله عن العالم الخارجي بعد تدهور حالته النفسية بسبب الحرب في سوريا، وعبثاً تحاول الوالدة تهدئته لكنه لا يتوانى عن الصراخ تعبيراً عن ألم وحزن وغضب عجزت حتى والدته عن استيعابه في ظل غياب العلاج النفسي الضروري لحالته.
وتقول والدته إن حالة ابنها بدأت بالتدهور تزامناً مع بدء القصف، إذ إنها تحسّنت كثيراً بعد أن وجدوا له مدرسة في دمشق، إلا أن القصف والرصاص منعها من إلحاقه بالمدرسة خوفاً على حياته، عدا عن تلك الأصوات التي تفقده هدوءه بشكل كامل.
خالد هو واحد من 110 آلاف نازح سوري سجّلوا في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان. وعلى الرغم من لجوئه إلى المفوضية إلا أنه مُهدّد مع عائلته بالتشرّد بسبب قلة المساعدات وغلاء الإيجارات.
وتزداد الأزمات المعيشية صعوبة مع ازدياد عدد النازحين, إذ شهد الأسبوع الماضي تسجيل 20 ألف نازح إضافي. وخلف الأرقام المعلنة يختبئ نازحون آخرون لم يجرؤوا بعد على التوجه إلى المفوضية.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وتحدث أبوطه، من تنسيقية اللاجئين السوريين في طرابلس، عن وصول المزيد من النازحين الذين يخافون من اللجوء إلى المفوضية كي لا ترسل أسماؤهم إلى الحدود.
وتؤكد دانا سليمان، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أنهم يطمئنون النازحين بأن أرقامهم تبقى سرية.
ولكن نازحين آخرين يشتكون من عدم تجاوب المفوضية مع مطالبهم.
خديجة وصلت قبل شهرين إلى لبنان ولم تتمكن حتى الآن من التواصل مع ممثلي المفوضية، كما تقول.
وعلى الرغم من خطر التعرّض إلى إطلاق الرصاص خلال مشوار الهروب من سوريا, إلا أن السوريين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن الأمان لعائلاتهم.