«بدر الكيبالي » دفع حياته ثمناً للاستعراض بالـــسيارة في حلبة منطقة عوافي 2024.

وأضاف سلطان: «أسرعنا نحو المركبة، وحاولنا إخراجه من تحتها، إلا أن دوريات الشرطة التي وصلت لاحقاً منعتنا من ذلك، حتى لا نتسبب في وقوع إصابات جديدة لبدر وزميليه المحصورين داخل المركبة».

وأكد أن بدر نزف نحو ‬35 دقيقة وهو ملقى على الارض، حتى وصلت سيارات الاسعاف والإنقاذ، ونقلته الى مستشفى صقر الحكومي، حيث علمنا أنه توفي متأثرا بإصابة في الرأس.

ويروي راشد، وهو شقيق المتوفى، أن افراد الأسرة يجتمعون كل يوم جمعة في منزل الوالد في منطقة سهيلة قرب منطقة عوافي السياحية لتناول الغداء، والتحدث في شؤون الأسرة، مضيفاً أن بدر كان الأكثر ابتساماً في المجلس. وفي الجمعة الأخيرة، كان يتكلم مع جميع أشقائه حول نتائج الامتحانات التي حصل عليها، وعن استعداده لبذل كل جهده في الامتحانات الفصل المقبل، للحصول على درجات أعلى.

وأعرب عن استغرابه من المصير الذي آل إليه شقيقه، مؤكداً أن بدر ذو خلق وملتزم ولم يرتكب مخالفات مرورية متهورة خلال فترة قيادته للمركبة، وكان يحلم بدخول كلية الشرطة بعد تخرجه في الثانوية العامة – القسم الأدبي، العام الجاري، مرجحاً أن يكون وجود المنافسة هو ما أغراه بالاستعرض أمام زملائه.

من جهته، قال مدير فرع المرور والدوريات في مركز شرطة الدقداقة في رأس الخيمة، النقيب سالم محمد بورقيبة، إن التحقيقات أثبتت أن سبب وقوع الحادث قيادة المركبة بطيش بطريقة استعراضية، ما تسبب في تدهور المركبة ووفاة سائقها. وأوضح أن السائق وزملاءه دخلوا الحلبة بطريقة غير قانونية «لأنها كانت مغلقة، ولا يسمح لأحد بدخولها»، شارحاً أن هناك سائقين يفتحون باب الحلبة، أو يكسرونه، من أجل الاستعراض بمركباتهم.

وأشار بورقيبة إلى أن وجود دوريات الشرطة يحدّ من دخول المركبات الى الحلبة المغلقة، لكنه لا يمنع وقوع الحوادث المرورية، مضيفاً أن «تأخر سيارة الاسعاف عن مكان الحادث هو أمر طبيعي، بسبب بعد المسافة بين نقطة الإسعاف ومكان الحادث».

وأوضح سلطان العوبد، صديق الكيبالي، أن المتوفى عندما قذف خارج المركبة سقط على بطنه، وكانت ساقه اليمنى مكسورة، وممتدة لمستوى ظهره، وكان أنفه ورأسه في حالة نزيف مستمر.

وأضاف: «حاولنا التحدث معه لتشجيعه، لكن حالته الصحية كانت متدهورة، وعند وصول سيارات الإسعاف والانقاذ تم انتشال المتوفى من أسفل المركبة، وإخراج زميلنا الذي كان برفقته من داخل المركبة، وكان قد تعرض لإصابات بسيطة».

وأشار إلى أن «الحادث منذ بدايته كان مروعاً، وكان المصاب قد تقلب داخل المركبة خلال تدهورها وهو يصرخ بشدة، وبعد استقرار المركبة بدأت التحدث معه للتأكد من بقائه على قيد الحياة، إلا أنه فقد الوعي ونزف من فمه بشكل بسيط».

وقال رئيس قسم الحوادث والطوارئ ومدير إدارة الخدمات الطبية المساندة في مستشفى صقر الحكومي، الدكتور يوسف الطير، إن المتوفى كان يعاني كسوراً في الرقبة والجمجمة ونزيفاً شديداً في الرأس، وإنه توفي بعد نحو ساعة من وصوله إلى المستشفى، لأن حالته الصحية كانت بالغة الخطورة.

وأوضح أن المواطن المصاب الذي وصل برفقه المتوفى كان يعاني إصابات متوسطة في مختلف أنحاء جسده، وتم إدخاله العناية المركزة، وإجراء الأشعة اللازمة للرأس، وبقية الجسم للتأكد من عدم إصابته بكسور وإصابات بليغة.

وأضاف أن المصاب مازال في المستشفى يتلقى العلاج وتحت المتابعة الطبية، وسيتم السماح له بالخروج خلال يومين، بعد التأكد من تحسن حالته الصحية وعدم اصابته بأي إصابات داخلية.

ونشرت «الإمارات اليوم» الشهر الماضي تحذيراً من قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى صقر في رأس الخيمة من وقوع حوادث وإصابات بليغة نتيجة قيادة المركبات والدراجات النارية بطيش وتهور، إذ استقبل القسم في ديسمبر الماضي ‬12 إصابة لمواطنين، أصيبوا بكسور في الساقين والأيدي، وإصابات في الوجه ونزيف بالرأس.

وطالب راشد الكيبالي، شقيق المتوفى، بضرورة وضع نقاط إسعاف وإنقاذ في منطقة عوافي، لإنقاذ الحالات المصابة بأسرع وقت ممكن.

وطالب مواطنون التقتهم «الإمارات اليوم» في بيت العزاء، أول من أمس، الجهات المعنية بإنشاء حلبة لسباق السيارات، وتوفير المرافق الصحية والطبية في مكان الحلبة، حتى لا يضطر السائقون الشباب الى استعراض مركباتهم في حلبات غير مخصصة لسباق السيارات، ما يؤدي إلى وفاتهم وتعرضهم للخطر.