أم تفقد ابنها «المدمن» وتسلّم شقيقه إلى الشرطة
«أم علي»: الخلافات الزوجية سبب إدمان ولديّ
الإمارات اليوم
فقدت المواطنة (أم علي)، وهي من سكان إمارة رأس الخيمة، ابنها (بدر)، وهو في الـ15 عاماً من العمر، حين قضى بجرعة زائدة من المخدرات، فيما تعاني تبعات إدمان ابنها الثاني (علي) المخدرات، وعمره 18 سنة، وقامت بتسليمه إلى الشرطة لعلاجه من الإدمان في محاولة لإنقاذه.
وتقول (أم علي)، لـ«الإمارات اليوم»: إن «أصدقاء السوء والظروف الأسرية هما المسؤولان عن وفاة ابنها الأول وضياع الثاني»، ونصحت كل أب وأم بألا يتهاونوا في مراقبة الأبناء، والتدقيق في هوية وصفات أصدقائهم، وألا يدعوا الخلافات الأسرية تنعكس على حياتهم.
وأوضحت أن« (بدر) و(علي) تأثرا سلباً بالخلافات الزوجية التي كانت تقع أمامهما بيني وبين والدهما في المنزل، ونتيجة لتطور الخلافات، أصبحا يقضيان معظم أوقاتهما في الشوارع مع أصدقاء السوء».
وأضافت أن ابنها (بدر) تعرّف، قبل عامين، إلى مجموعة من أصدقاء السوء، وصار يقضي جلّ وقته معهم، ويأتي إلى المنزل للنوم والأكل فقط، لكن لم يَدُر في خلدها أن (بدر) يتعاطى المواد المخدرة، وأن «هذه الآفة ستقوده إلى حتفه، إذ توفي جراء تعاطيه جرعة زائدة من المواد المخدرة، وعثر عليه جثة هامدة أمام المنزل». وشرحت أن «الأسرة أصيبت بالصدمة بعدما أثبت تقرير الطب الشرعي، أنه توفي نتيجة تعاطيه المواد المخدرة»، وقالت: «أصبت بصدمة وحزن كبير، لأن (بدر) كان أصغر أبنائي».
وأوضحت أن «(علي) تأثر كثيراً بوفاة شقيقه، وبدأ التغيب عن المنزل، وأصبح يأتي متأخراً، وينام لساعات طويلة، ولا يذهب إلى عمله»، متابعة أنها شكّت في أمره وبدأت مراقبة تصرفاته، إذ كان خاملاً بشكل لافت، ولا يتكلم مع أحد في المنزل، ويمضي كامل الوقت برفقة أصدقائه، وشعرت أن تصرفاته «غير طبيعية»، فاتصلت بشرطة رأس الخيمة، وطلبت إنقاذ ابنها من الإدمان، وإدخاله أحد مراكز التأهيل لعلاجه.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وتابعت «حضر أفراد من الشرطة، وأخذوا (علي)، وتمت إحالته إلى مركز التأهيل الوطني في أبوظبي، ومكث فيه مدة ثلاثة أشهر للعلاج من إدمان المواد المخدرة، إذ كان يتعاطى حبوب (ترامادول)، وكان يحصل عليها من أصدقائه الذين لديهم وصفات طبية، ومصرح لهم بتناولها للعلاج».
وأضافت «بعد انتهاء فترة العلاج في مركز التأهيل الوطني، أحيل (علي) إلى النيابة العامة، ثم محكمة رأس الخيمة، لمحاكمته بتهمة حيازة عقار (ترامادول) تم ضبطه في مركبته أثناء التفتيش»، مشيرة إلى أنها تعلمت من وفاة (بدر)، فحاولت إنقاذ (علي) من الوقوع في خطر المخدرات، فكان قرارها تسليمه إلى الجهات المعنية، وهو قرار تصفه بالصائب لحمايته من أصدقاء السوء، والحفاظ على صحته وسلامته من المواد المخدرة. ورأت أن «السبب الرئيس في إدمان ابنيها، نشوب الخلافات الزوجية أمامهما، الأمر الذي انتهى بالطلاق، وفقدان الابن الأول، وسجن الابن الثاني جراء تعاطيهما المواد المخدرة».
ونصحت (أم علي) جميع الأسر بالنأي بالأبناء عن الخلافات الزوجية، خصوصاً الأبناء المراهقين، ومراقبتهم، وإبلاغ الجهات المعنية حال اكتشاف تعاطيهم المواد المخدرة، مؤكدة أن سهر الأبناء لساعات طويلة خارج المنزل في الليل، ونومهم طوال فترة النهار، وانخفاض وزنهم، وقلة شهية الأكل لديهم، أدلة على تعاطيهم مواد مخدرة.