بلاغ ضد صحفي مصري طالب بتغيير دعاء السفر 2024.

مفكرة الاسلام: تقدم خالد فؤاد رئيس حزب الشعب الديمقراطي ببلاغ إلى النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود ضد صحيفة "المصري اليوم" والكاتب سليمان جودة لنشرهما مقالا يحوي ازدراءً للقرآن الكريم والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.
وكانت الصحيفة المذكورة قد نشرت مقالاً الاثنين الماضي حمل عنوان "يد الفريق شفيق" شجب خلاله دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر وازدرأ الآيات القرآنية مما يعد خروجا عن آداب وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسوءًا للفهم والقصد وعدم علم بمقاصد الشريعة الإسلامية وعدم توقير لرسول الله لا نقبله أبدا ويتنافي مع القانون والدستور المصري.
وأشار البلاغ، حسبما أوردت صحيفة الجمهورية المصرية، إلي قيام الكاتب بتكرار النقد لحديث ودعاء الرسول الكريم "وإنا إلى ربنا لمنقلبون" مرات عديدة بصورة تصل إلى الازدراء والشجب وقد صعد الأمر للدرجة الذي طالب فيه بإلغاء الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآية القرآنية المذكورة ووجه نداءً عاجلا ادعى فيه أنه لولا هذا الحديث وتلك الآية لأصاب الوزير أحمد شفيق النجاح والتطوير لمؤسسة مصر للطيران وأن حالة الفزع والرعب قد وصلت إلى تأبين كل واحد فيهم بمجرد الصعود إلى الطائرة.
وطالب صاحب البلاغ بالتحقيق القضائي مع المشكو في حقه لعمق الأثر الذي تركه في نفس كل من قرأه من المواطنين وما يحمله من تجرأ على سنة الرسول صلي الله عليه وسلم بما يشكل جريمة ازدراء الأديان المؤثمة وفقا لقانون العقوبات.
وأشارت "الجمهورية" إلى أنه تمت إحالة البلاغ لنيابة جنوب القاهرة للتحقيق.
المطالبة بتغيير دعاء السفر!!

ورصدت "مفكرة الإسلام" محاولة الصحافي سليمان جودة السخرية بدعاء السفر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومطالبته بتغيير الدعاء. حيث تهجم في مقال أول له -وهو الذي يتناوله البلاغ السابق- على حديث النبي صلى الله عليه وسلم المخرَّج في صحيح الإمام مسلم عن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ:{ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.

وزعم الكاتب الصحافي أن الدعاء الذي تستهل به شركةُ مصر للطيران رحلاتها قبيل الإقلاع يترك أثرًا نفسيًا يتسبب في تشاؤم الركاب، وخوفهم، وربما فزعهم!
وفي تناقض غير مفهوم ادعى جودة أنه لا يعترض على الآية والحديث وإنما يعترض على اختيارهما ليكون هو الدعاء الذي يرافق المسافرين، وطالب باختيار الدعاء الذي كان يردده عاهل المغرب السابق.

واختتم الصحافي جودة مقاله الذي حمل عنوان "يد الفريق شفيق" بمطالبة وزير الطيران المصري الفريق شفيق أن يغير دعاء السفر الذي يرى الكاتب أنه يبعث التشاؤم ولا يحض على التفاؤل – وفق كذبه – فقال :"وإذا كانت يد التطوير لدى الرجل (وزير الطيران) تمتد يومياً، فى كل اتجاه، من مواقع مسؤوليته، فأغلب الظن أن هذا التسجيل على طائرات مصر للطيران فى حاجة منه إلى إعادة نظر عاجلة، وإلى تطوير أيضاً، لأن القصد عند بداية كل رحلة، إنما هو طمأنة الناس إلى أنهم سوف يصلون إلى مقاصدهم، بسلامة الله، وليس القصد، ما هو حاصل حالياً، تأبين كل واحد فيهم، بمجرد صعوده إلى الطائرة!" على حد زعمه.
وغفل الكاتب أو تغافل عن أمر عظيم هو أحد ركائز دين الإسلام وأساسياته، بل هو من مُسلمات الشريعة والأمور المعلومة منها بالضرورة، ألا هو "اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-" الذي استفاضت النصوص الشرعية الصحيحة في بيانه والتأكيد عليه، ومن ذلك قوله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7]، وقوله -عز وجل-: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } [النساء: 80] … وغيرها كثير. إلا أن ذلك لم يمنع بعض منحرفي العقول والأفهام من أن يتجرأوا على هذا الأصل ويقدموا فهمهم الضيق وتفكيرهم المحدود على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

الصحافي يواصل حملته!
والذي لم يرد له ذلك في البلاغ المقدم للنائب العام المصري أن الصحافي نفسه عاد في مقال لاحق نشرته الصحيفة نفسها "المصري اليوم" وجدد سخريته بالآية الكريمة والحديث الشريف، مجددًا مطالبته بتغيير دعاء السفر.
فقد واصل سليمان جودة هجومه العنيف على آية من كتاب الله تعالى، وحديثٍ شريف صحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، كلاهما ورد في "دعاء السفر" الذي تستهل به شركةُ مصر للطيران رحلاتها قبيل الإقلاع.
وفي محاولة ساذجة من جانبه لاستغلال الدين الإسلامي في هجومه على هذا الدعاء الكريم ادعى الكاتب الصحافي أنه لا أهمية لهذا الدعاء من الناحية العملية، مستشهدًا بقصة نجاة العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني عندما أفلتت طائرته من هجوم بالصواريخ عندما دعا بدعاء "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، باسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض، ولا فى السماء، وهو السميع العليم".
وواصل الكاتب الصحافي في مقاله الجديد الاستخفاف بدعاء السفر زاعمًا أنه بصورته الحالية على الطائرات المصرية ينفر ولا يبشر، بسبب سوء اختيار.
وفي نهاية مقاله، حاول سليمان جودة تبرير حملته التي شنها ضد دعاء السفر، وذلك عندما أشار إلى أن الطائرات يركبها أجانب، ليسوا مصريين، ولا مسلمين، ويركبها مصريون غير مسلمين.