سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
تراجع عدد الصيادين المسجلين في رأس الخيمة إلى أقل من 1000 بعد أن فاق 1500 قبل أقل من 10 سنوات، حيث إن المشكلات التي تعاني منها أقدم المهن في الإمارة باتت تهدد آلاف العائلات التي اعتمدت على عوائدها خلال السنوات الماضية•
ويمكن تعداد الكثير من هذه المشكلات ولعل أبرزها تلوث البيئة البحرية نتيجة السفن التي تتسبب أيضاً تحركاتها العشوائية بضياع العديد من القراقير في الأعماق، كما ارتفاع سعر الوقود، وذلك بالإضافة إلى عمليات الصيد الجائر التي يقوم بها الصيادون أنفسهم وتؤدي إلى انقراض العديد من الأصناف الجيدة من الأسماك•
وتسبب الواقع الذي تعيشه مهنة الصيد برأس الخيمة اليوم في انصراف الآلاف من أبناء المدينة عن البحر، حيث بات الصيد مهنة غير مربحة، وخلال السنوات القليلة الماضية شهدت المهنة تغييرات كثيرة اضطر معها المئات من صيادي رأس الخيمة لترك البحر والاعتماد على الراتب الذي تخصصه لكل منهم وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث تراجع عدد الصيادين المسجلين لأقل من 1000 صياد بعد أن فاق عددهم 1500 صياد قبل أقل من 10 سنوات، كما تؤكد مصادر الصيادين•
لكن هناك ممن تعودوا الخروج إلى البحر فجر كل يوم على مدى عشرات السنين، والذين لا يمكنهم الانصراف إلى مهنة أخرى مهما كانت مغرياتها•
تجربة حية ”الاتحاد” ارتادت البحر الأسبوع الماضي مع أحد أقدم صيادي الإمارة، راشد عبدالله، الـــذي عمل في البحــــر على مدى الـ 50 عاماً الماضية، وولده محمد من شاطئ الجزيرة الحمراء إلى عمق 45 كيلومتراً، حيث أنه من بداية الرحلة إلى نهايتها مع الصيد التقليدي وطرق الشباب الحديثة في الصيد، رصدت ”الاتحاد” على الطبيعة عشرات المشاكل التي يعاني منها كل العاملين في هذا القطاع الحيوي•
يبدأ يوم أي صياد مع ساعات الصباح الأولى، حيث أن الاستعدادات التي تسبق رحلة الصيد اليومية تبدأ في مساء اليوم السابق للرحلة حيث يقوم العمال بتنظيف القراقير إلى جانب إعداد طعم الأسماك من الخبز وسمكة العقلة الصغيرة، وإعداد الشاي والقهوة والعصائر والماء وكل ما يلزم الرحلة التي تبدأ في الرابعة صباحاً ولا تنتهي إلا بانجاز المهمة مهما استغرق الوقت•
وعلى بعد 10 كيلومترات من الشاطئ توقف الطراد، هنا موضع قراقير راشد عبدالله حيث وضعت قبل ثلاثة أيام وبداخلها ”الطعم” من سمكة العقلة الصغيرة والخبز وغيرها من المواد التي تستخدم كغذاء لجذب الأسماك الكبيرة وبدأت عملية استخراج القراقير من المياه•
وأوضح العم راشد أن ”القراقير” في قاع البحر مربوطة بحبال في نهاية كل منها قطعة من الفلين تطفو على سطح الماء وعن طريقها يتم تحديد مكان ”القرقور”، حيث تبدأ عملية استخراجه عن طريق ربط طرف الحبل بماكينة الطراد التي تدور بسرعة لتسحب معها ”القرقور” من قاع البحر إلى السطح وفتحه وإخراج الأسماك منه وتنظيفه فبل إعادته للبحر مرة أخرى•
خرج ”القرقور” الأول من قاع البحر لكنه كان خالياً من الأسماك، ابتسم العم راشد وقال ”هذا طبيعي في ظل التلوث وحركة السفن الكبيرة قريباً من المنطقة، ما يؤدي إلى هروب الأسماك إلى أماكن أخرى”•
ومع توالي عملية استخراج القراقير من قاع البحر، حيث ترك راشد العشرات منها قبل الرحلة بثلاثة أيام، انفرجت أسارير كل من كان على الطراد: ها هي أسماك الشعري والصافي والجش استقرت أخيراً فى القراقير على الرغم من ضآلة الكمية لكن ذلك يبشر بحصيلة معقولة تعادل الجهد والمال المبذولين في الرحلة•
لا إجازة من البحر قال العم راشد إنه ”طوال الخمسين عاما الماضية لا أذكر مرة حصلت فيها على إجازة من البحر•
حتى في الأيام التي يكون فيها البحر هائجاً وتصدر التعليمات من خفر السواحل بعدم الإبحار آتي إلى ”العشة” (المكان الذي يحتفظ فيه الصيادون بأدوات الصيد من القراقير والحبال وغيرها)”•
وأضاف العم راشد أنه ”في الخمسينات كنا صغاراً وكانت تربطنا بالبحر علاقة حب لا توصف•
كان كل صيادي رأس الخيمة معروفين بالاسم وتربطهم علاقات جيدة، فنحن جيران في البحر••
ومع أن الوسائل الآن تطورت من خلال المعدات الحديثة والأجهزة إلا أن المهنة في السابق كانت ممتعة”، موضحاً ”كنا نتحرك في الصباح بالقوارب البدائية ذات المجاديف كنا نستخدم الشباك ”الألياخ” وكنا نعيد كل الأسماك الصغيرة إلى البحر مرة أخرى، لم تكن معنا الأجهزة الحديثة و كنا نحدد أماكن وجودنا في البحر عن طريق موقع الجبل وحركة الشمس”•
الصيادون الشباب انتهت عملية إعادة القراقير إلى قاع البحر بسرعة وبدأ الطراد في الحركة نحو عمق البحر مرة أخرى، وقال ابن العم راشد، محمد، ”الآن ننتقل إلى مكان آخر وطريقة أخرى في الصيد يتبعها الصيادون الشباب•
هناك على بعد 40 كيلومتراً عن الشاطئ أحيانا نضع معداتنا وكلما بعدنا عن الشاطئ كانت احتمالات زيادة الحصيلة أكبر وهذا طبيعي في ظل التلوث الذي أصاب الشواطئ وحركة السفن الكبيرة التي تنقل الرمال من قاع البحر إلى الشاطئ، كما تؤدي حركة هذه السفن بشكل عشوائي إلى تقطيع الحبال التي تدل الصيادين على مواضع القراقير في قاع البحر”•
وبعد الوصول إلى المكان الذي أشار إليه محمد وتم تحديده عن طريق الجهاز المرتبط بالأقمار الصناعية، أوقف محمد راشد محرك الطراد بعد الدوران في المكان المحدد حيث أكثر من عشرة قراقير مربوطة مع بعضها بحبل كبير ومستقرة في قاع البحر على عمق أكثر من 30 متراً•
قال محمد ”هذه هي طريقة الشباب في الصيد لأن قدرتنا على العمل والتوغل فى الأعماق أكبر من الكبار في السن، وهنا ألقيت عشرات القراقير قبل أيام واليوم هو موعد حصد ما بها من أسماك عمق البحر”، وهكذا تم إلقاء خطاف كبير مربوط بحبل في البحر وصل إلى مكان القراقير بعد دقائق، وبعد التأكد من وصوله إلى مكان القراقير تم ربط الجبل في ماكينة الطراد ليبدأ استخراج القراقير واحدا تلو الآخر، وبطبيعة الحال كانت الحصيلة لدى محمد راشد أكبر من والده•
وبعد الانتهاء من تنظيف القراقير تمت إعادتها إلى البحر مرة ثانية وقام العمال بغسل الطراد وتجميع الأسماك في السلال المخصصة لذلك قبل بدء رحلة العودة إلى الشاطئ•
خراب المشدات بسبب السفن عبدالله علي غيث، صديق العم راشد ويبلغ من العمر 65 عاماً ومازال يمارس الصيد، مهنته المحببة إلى قلبه، قال ”أبنائي علي وسلطان يعملان معي في المهنة نفسها”، مضيفاً أن كل المشدات فى عرض البحر والتي هي عبارة عن بيوت داخل البحر نقوم ببنائها من قطع الحديد والأشجار وغيرها بما يغري الأسماك الكبيرة بالإقامة فيها، خربت خلال الشهور الماضية بسبب حركة السفن العشوائية في المنطقة التي ظلت لسنوات حكراً على صيادي الجزيرة الحمراء•
ولفت غيث إلى أن هذه السفن هي السبب الرئيسي في قص القــــراقير حــــيث تقطع الحبال التي تدل عليها وبالتالي تضيع هذه القــــراقير في البحـــر وبداخلها الأسماك التي تموت بعد فـترة وتؤدي روائحها الكريهة إلى هـــروب كل أنواع الأســـماك من المنطقـــة التي يســتقر فيها القرقور، بالإضافة إلى تلوث البيئة البحرية•
أسعار الوقود والتسويق داخل مجلس الصيادين في رأس الخيمة، لخص علي عبد الله، صياد، المشاكل التي تعاني منها المهنة، مشيراً إلى أهمية أن تتولى الدولة دعم الوقود الذي شهدت أسعاره ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية ولأن يكون هناك دور للجهات الرسمية فى عمليات التسويق الذي تسيطر عليه العمالة الآسيوية•
وقال عبدالله إن الجزء الأكبر من العائد يذهب إلى التجار الذين يحددون السعر ولا يجد الصيادون من وسيلة للبيع إلا عن طريق هؤلاء الذين يحددون هم أيضاً أسعار البيع للجمهور بحسب الظروف، أي أن أكثر المستفيدين من الصيد هم التجار الآسيويون•
تدخل الدولة ضروري وأضاف صياد آخر رفض نشر اسمه أن مشاكل الصيادين ستستمر ما لم تتدخل الدولة لإنصاف الصيادين باعتبار أن مهنة الصيد تراثية ويجب الحفاظ عليها من الاندثار شأنها شأن العديد من المهن، موضحاً أنه كان هناك مشروع قرار لتوطين مهنة تجارة الأسماك حيث أبدى العديد من الشباب العاطلين عن العمل استعدادهم للعمل فى هذه المهنة المربحة لكن لم ينفذ حتى الآن•
وأشار إلى أن قرار صاحب الســــمو الشــــيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” بإنشاء موانئ للصيادين في رأس الخيمة جاء لينقذ ما تبقى من هذه المهنة، حيث أن العشرات من صيادي رأس الخيمة يتركون طراداتهم في خور رأس الخيمة ويضطرون لترك القراقير فى الشارع نتيجة لعدم وجود موانئ تخصص لهذا الغرض•
جريدة الاتحاد
[IMG]http://i269.photobucket.com/albums/jj46/almw3od/Nrtyrty.jpg[/IMG]
[SIZE=3][COLOR=red][IMG]http://up-00.com/uploads/4e50843ea1.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE]
[IMG]http://img34.exs.cx/img34/4171/zayed.gif[/IMG]
[IMG]http://design2.jeeran.com/t-1.jpg[/IMG]
[SIZE=4][COLOR=#4169e1]"تذكر أنك في الرمس.نت دائما أول من يعلم"[/COLOR][/SIZE]
تسلم ع الخبر