سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
عاشوا 5 أيام من دون كهرباء ومياه
تشرّد 210 أشخاص هرباً من الحر والاختناق
*جريدة الخليج
الشارقة – عايدة عبد الحميد:
عاشت 18 أسرة يفوق عدد أفرادها 210 أشخاص في إحدى البنايات بميدان دوار الساعة في الشارقة من دون كهرباء ومياه لمدة 5 أيام، ما دفع معظمهم لهجر منازلهم واللجوء إلى السكن في الفنادق أو مع أقاربهم، بسبب ضرر جراء تسرب من خزان المياه على المحول الكهربائي بالبناية المكونة من تسعة طوابق، بسبب عدم الصيانة لأنها تحت وصاية الحارس القضائي وظروف بقاء مالكها في السجن منذ سنتين.
شكا السكان لـ"الخليج" مأساتهم بقولهم إنهم عاشوا في الظلام خلال شهر رمضان المعظم وبلا نجاة من الحر الشديد بعد انقطاع الكهرباء، وأضافوا أن معاناتهم مضاعفة بسبب تكاليف الفنادق التي يقطنوها، بينما تجاوزت الخسائر المادية لأحد المطاعم في البناية عشرات الآلاف درهم من جراء فساد الأطعمة بالثلاجات.
ومع مرور الأيام لم يعد الأمر محتملاً لقاطني البناية فهجروها جميعاً، بعد أن تكررت نداءاتهم لهيئة كهرباء ومياه الشارقة، ولجوؤهم إلى جمعية حقوق الإنسان لحل مأساتهم التي طال أمدها.
وأجمع السكان أنهم تواصلوا كثيراً مع الحارس القضائي، ولكن هاتفه مغلق دائماً، كما أكدوا أن هناك فرق عمل من كهرباء الشارقة جاءت إلى البناية أكثر من مرة طوال الأيام الماضية، وحاولوا إصلاح الخلل لكن العطل لم يبارح مكانه، وناشدوا الجهات المختصة بسرعة حل قضيتهم، وإنهاء معاناتهم.
وخلف الظلام قصصاً وحكايات، أغربها امرأة حامل تصعد على الدرج للطابق السابع، وأطفال يصرخون من شدة الحر، وخسائر مادية تفوق الخيال ألقت بظلالها على أصحاب المحال التجارية والمطاعم، وعانى السكان حمل أبنائهم على أكتافهم، والصعود بهم إلى الطوابق العليا، بعد أن توقفت المصاعد عن العمل، وهناك من بات يخشى على حياة أطفاله، بعد الاختناقات التي تصيبهم وقت الانقطاع.
وأشار عبد الرزاق كردي أحد قاطني البناية إلى أن عدم الصيانة الدورية كان سبباً رئيسياً في حريق المحول الكهربائي والذي تكرر أكثر من مرة، وتعاني البناية إهمالاً شديداً لعدم الصيانة، فالمصعد به مشكلات يومية، ومرافق العمارة بأكملها تحتاج إلى إعادة تأهيل.
ويصف هشام توفيق حاله بالمأساوي، إذ يسكن الطابق الثامن، وقال: اضطررت للانتقال مع زوجتي وأبنائي الثلاثة عند أقاربنا، ولكن نسبة لضيق المكان لديهم، سأنتقل لأحد الفنادق.
وتساءلت أم مريم وهي صاحبة محل تجاري: هل يعقل في مثل هذا الوقت من العام، في درجة حرارة تصل إلى 45 درجة، وفي شهر رمضان المعظم، أن تتوقف الكهرباء وأجهزة التكييف، لقد تضررنا كثيراً من جراء فساد الأغذية التي كانت بالثلاجات، ونضطر لإغلاق المحل قبل موعد الإفطار.
وقالت أم محمود التي يعاني ابنها الربو: "ابني بسبب توقف أجهزة الهواء، يصاب بنوبات توقف نفس، وأخاف عليه، لذلك سكنت في فندق وهذا الأمر يفوق مقدرتي المالية".
وأشار محمد عوض إلى أنه لجأ للسكن بأسرته في أحد الفنادق بالقرب من البناية، ونفقات الإقامة فيه باهظة، ويناشد الجهات المختصة بالإسراع لحل مشكلتهم.
ووصف نصحي عطاني راشد، صاحب محل تجاري حالته بأنها مأساوية، لأنه تضرر كثيراً من انقطاع التيار الكهربائي، وأضاف: شهر رمضان يعتبر موسماً للمحل، وبكل أسف أضراري المادية تجاورت عشرات الآلاف خلال الأيام الخمسة الماضية، وآمل من الجهات المختصة البت في قضيتنا بأسرع وقت.
وأشار ماجد أحمد وطفة، صاحب مطعم، إلى أن خسارته فاقت 50 ألف درهم، وتزداد يومياً بسبب الكساد الذي سببه انقطاع الكهرباء.
من جانبه، قال عبيد الشامسي عضو جمعية الإمارات لحقوق الإنسان إنهم تلقوا شكوى من السكان بانقطاع التيار الكهربائي والمياه منذ الاثنين الماضي، مضيفاً أن البناية تخضع للحارس القضائي، وقد عانت الإهمال كثيراً، وتم التواصل مع هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وهناك فرق أتت أكثر من مرة لإصلاح العطل، وسنبذل قصارى جهدنا مع الجهات المختصة لحل هذه القضية في القريب العاجل.