قالت باحثة أمريكية إن تناول النساء السمك خلال فترة الحمل وإرضاع الاطفال من الثدي لفترة أطول يساعد على تنمية الادراك والقوة البدنية للمواليد الجدد. وأجرت الباحثة أميلي أوكين من مدرسة هارفارد الطبية ومركز بيلغريم للرعاية الصحية في هارفارد دراسة شملت 25446 طفلاً ولدوا لأمهات شاركن في دراسة اجريت مؤخراً حول هذا الموضوع.
ووجدت الدراسة – التي نشرت في المجلة الامريكية للتغذية السريرية – ان الاطفال الذين تتناول امهاتهم السمك خلال الحمل تزداد لديهم قوة الادراك والبدن مقارنة بنظيراتهن اللواتي يتناولن كمية أقل من هذه المادة.
ونصحت الباحثة ان تتناول الحوامل ثلاث حصص من السمك او اكثر اسبوعياً لأن ذلك يسوف يساعدهن على تطور ونمو الأطفال من الناحيتين الذهنية والجسدية.
وكانت نتائج عدة دراسات قد أظهرت فوائد تناول الحوامل للأسماك اثناء فترة الحمل، فقد وجدت نتائج دراسة امريكية قادتها الدكتورة اوكين ايضاً الى ان الاطفال في المرحلة السابقة على المدرسة الذين كانت أمهاتهم تتناول بانتظام أنواعاً من السمك ينخفض فيها الزئبق اثناء فترة الحمل ربما يحظون بذهن اكثر حدة من نظرائهم.
ووجد الباحثون انه بين 341 طفلاً في عمر 3 سنوات أظهر الاطفال الذين كانت أمهاتهم يتناولن السمك اكثر من مرتين اسبوعياً اثناء فترة الحمل اداء افضل في الاختبارات الشفوية والبصرية والأداء الحركي.
وكانت نتائج الاختبارات اقل بين الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين كانت لدى أمهاتهم مستويات عالية نسبياً من الزئبق في الدم أثناء الحمل. وكتب الباحثون في الدورية الأمريكية لعلم الأوبئة قائلين ان الأمهات اللائي تناولن الأسماك بانتظام اثناء الحمل كن أكثر احتمالاً لأن يكون لديهن مثل هذه المستويات من الزئبق من الأمهات اللاتي لم يتناولن السمك.
وعززت هذه النتائج الأدلة على ان السمك يمكن ان يكون غذاء للمخ، لكنها تبرز اهمية اختيار الأسماك المنخفضة الزئبق اثناء الحمل.
وكتب الباحثون قائلين ان التوصيات لتناول الاسماك اثناء الحمل يتعين ان تأخذ في الاعتبار الفوائد الغذائية للسمك وايضاً الاضرار المحتملة للتعرض للزئبق. وتحتوي الأسماك الزيتية مثل التونة والسلمون والسردين على الأحماض الدهنية (أوميغا3) وهي مهمة لنمو المخ في الأجنة والأطفال، لكن المشكلة هي ان الأسماك الدهنية اكثر احتمالاً للتلوث بالزئبق وهو معدن سام لخلايا المخ خاصة لدى الأجنة والأطفال الصغار.
ولهذا السبب تنصح الحوامل عامة بتجنب أسماك معينة هي سمك القرش وسمك أبو سيف والأسقمري (كينج ماكريل) وسمك التلفيش نظراً لأن هذه الأسماك غنية بالزئبق خاصة لأنها تتغذى على أسماك اخرى وتعيش لفترة طويلة، ما يؤدي بمرور الوقت الى تراكم الزئبق في انسجتها الدهنية.
وقالت اوكين ان من بين السمك الآمن التونة الخفيفة والسلمون.
واشارت الى ان الاسماك ذات اللحم الابيض مثل القد فيها نسبة زئبق قليلة ولكن فيها نسبة اقل من حمض اوميغا 3 المفيد.
كما أجري الدكتور جوزف هيبلن من معهد الصحة الوطني الامريكي وزملاؤه في جامعة بريستول البريطانية دراسة في بريطانيا تناولت العادات الغذائية ل11875 امرأة حاملاً اتبعتها بدراسة نمو الجهاز العصبي وتطور سلوك اطفالهن حتى سن الثامنة.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت نتائجها الجمعة في مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية، منافع تناول الاسماك بالنسبة للطفل في المستقبل ولو ان الباحثين لم ينفوا مخاطر الزئبق.
وافاد الباحثون ان الدراسة لم تقدم اثباتاً على ان تناول اكثر من ثلاث وجبات سمك في الاسبوع اثناء الحمل له تأثير سلبي على نمو الطفل او سلوكه.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وفي المقابل، اظهرت الدراسة ان تناول الحامل اكثر من 340 غراماً من السمك في الاسبوع له تأثير ايجابي على نمو الجهاز العصبي لدى الطفل، ولم يورد واضعو الدراسة معلومات حول انواع السمك المستهلكة.
وفي فرنسا توصي السلطات الصحية على الدوام بتناول ما لا يقل عن وجبتي سمك في الاسبوع، غير ان وكالة الامن الغذائي الفرنسية تنصح الحوامل والمرضعات وكذلك الاطفال ب”تجنب تناول الاسماك الخاتلة (مثل سمك السيف..) من باب الحيطة”.
ومن جهة اخرى قال باحثون امريكيون ان المرأة التي تكون كثيرة الحركة والنشاط خلال الحمل وتهتم بشكلها الخارجي تصبح اقل عرضة للاصابة بالكآبة من غيرها خلال هذه الفترة وبعدها.
واجرت دانيال سايمونز داونز من جامعة بنسيليفينيا ورفاقها دراسة شملت 230 امرأة في الولاية خلال مرحلة الحمل وبعدها من أجل الاطلاع على الاحوال النفسية التي تمر بها هؤلاء النسوة مثل الشعور بالكآبة ومدى نشاطهن وأشكالهن الخارجية ورضاهن عن أنفسهن بشكل عام.
وقالت داونز “إن دراستنا تؤكد على ان النساء يحصلن على فوائد نفسية كثيرة من خلال كثرة الحركة والنشاط وهذا ينعكس ايجاباً على اشكالهن الخارجية ويقلل شعورهن بالكآبة”.
ولفتت الباحثة الى ان المرأة التي تعاني من الكآبة في مراحل الحمل الأولى يمكن ان تشكو من العوارض نفسها في المراحل الاخيرة منها. ونشرت نتيجة هذه الدراسة في العدد الاخير من مجلة “أنالز أو بيهافيورال مديسين”.
الخليج