الرؤية
يشكو سكان إمارة «رأس الخيمة» بطء تنفيذ مشاريع تطويرية للمدينة القديمة التي تم الإعلان عنها خلال العامين المنصرمين.
وحمل مواطنون دائرة الأشغال العامة في المدينة وهيئة السياحة والآثار والبلدية المسؤولية عن حالات الغرق المتكررة في أماكن متعددة في الإمارة وإهمال المدينة الأثرية القديمة وتركها مرتعاً للنفايات ولأعمال مخالفة تقضي على هيبتها من قبل عمال آسيويين.
وتهيب القوارب المركونة على جانبي الطريق بالجهات المعنية زيادة وتيرة العمل في مشروع الميناء للمدينة القديمة للتخلص من مشهد القوارب الجاثية على براميل حديدية.
تكرار حالات الغرق واستخدام الشواطئ لاستعراض مهارات القيادة دون رقيب تستفز أهالي المدينة، ومشروع صيانة الكورنيش القديم تحت التنفيذ وما يزال بانتظار كواسر الأمواج واللوحات الإرشادية بلغات متعددة لتحذر من السباحة أو وقوف السيارات في الأماكن غير المخصصة تجنباً للسقوط أو انتهاك حرمة الشاطئ الجمالي.
وما يزال ملاك قوارب الصيد يستخدمون الرصيفين المطلين على الشارع العام لمشروع ميناء رأس الخيمة القديم.
إذ تستند القوارب على براميل حديدية فارغة استخدمت بديلاً عن قواعد ثقيلة بعجلات غطى بعضها الأشجار، وأعلن عن بيع بعضها عبر لوحات صغيرة. وخلف القوارب وعلى تلة صغيرة تراكمت القراقير في أكوام لعدم وجود مخازن أو مكان مخصص للقوارب وأدوات الصيد.
وتناثرت بالقرب من البيوت القديمة المبنية من الطوب والتي يزيد عمرها عن 100 عام، النفايات ومخلفات عمال تلاصق سكنهم بالبيوت الأثرية.
ويثير مساكن العمال حفيظة أهالي مدينة رأس الخيمة، إذ تعتبر أوكاراً لممارسات خاطئة، مطالبين بنقل العمال إلى مناطق أخرى حفاظاً على آثار وتاريخ المدينة.
يوضح المواطن عبدالله أحمد الزعابي: «غياب اللوحات الإرشادية باللغات العربية والإنجليزية والأوردية تسبب في العديد من الحوادث من جراء سقوط سيارة أو حالات غرق فردية وجماعية، بسبب ارتفاع الأمواج والتيارات المائية والدوامات في بعض الأماكن.
ويأمل أن يتم تطوير الشواطئ وتوفير الخدمات فيها من مظلات وكراسي إضافة إلى مدربي سباحة ومنقذين لمنع ارتياد البحر في ساعات معينة وبحسب الأحوال الجوية، إلى جانب منع السيارات من الوقوف على الشاطئ وبشكل محاذ لمياه البحر للحفاظ على البيئة.
ويرى الزعابي أن تسخير الشواطئ لاستقطاب الزوار ضرورة وينبغي ألا تقتصر على الفنادق والمنتجعات، خصوصاً أن شواطئ رأس الخيمة تطل على طبيعة جميلة.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ولكنه ينبه إلى أن العديد من الشواطئ غير صالحة للاستخدام العائلي وخصوصاً للمواطنين، متفائلاً بسرعة الانتهاء من مشروع تطوير وصيانة الكورنيش القديم لمنع تسرب المياه والحد من وصول الأمواج إلى الشارع، لأن الكواسر والألسنة الصناعية مصدات واقية ولا يمكن للسواتر الصغيرة مقاومة ضغط المياه وتدفقها.
وأشار الزعابي إلى تمادي بعض المتهورين في استخدام الشاطئ، إذ يستغلون الرمال الناعمة والأمواج المتلاطمة في استعراض حركات بهلوانية خطرة في القيادة تاركين آثار العجلات التي غرست في الرمال.
وأشار مواطن، رفض الإفصاح عن اسمه أو تصويره، إلى أن البلدية تتراخى في أداء مهامها، خصوصاً ما يتعلق بإزالة النفايات في العديد من مناطق المدينة، لافتاً إلى أن المد العمراني بدأ في القضاء على أشجار «سمرة» على الرغم من التحذيرات بقطعها.
ولم يملك المواطن خالد السعدي سوى التنهد وهو يتحدث عن جلفار مدينة رأس الخيمة وتاريخها مشيراً إلى أنها تقع على ساحل الخليج العربي ويقسمها لسان مائي إلى شطرين، القسم الغربي يعرف برأس الخيمة، أما القسم الشرقي المطل على الجانب الآخر من اللسان المائي فيطلق عليه المعيريض وتحيط به أحياء مثل العريبي والنخيل والحديبة والمعمورة والجولان والرمس.
وأضاف ، تم حجز البيوت القديمة الأثرية في المدينة القديمة من قبل هيئة الأثار، والتنويه بعدم ردمها غير أن تلك المنطقة تحتاج إلى حالة استنفار للعمل على ترميمها وإخراج العمال منها ونقلهم إلى مكان آخر لتحويلها إلى مدينة أثرية سياحية.
وذكر السعدي، أن البيوت ملاصقة لسكن عمال، لذلك لا يمكن التنبؤ بالمخالفات التي يرتكبها بعضهم في الأماكن المهجورة.
وتكفي جولة صغيرة لمشاهدة النفايات في الأزقة الفاصلة بين سكنهم والبيوت الأثرية، كما أن إطالة مدة بقاء العمال الآسيويين يعرض تلك المنطقة إلى التخريب إذ يجهلون أهميتها التاريخية لأبناء المنطقة.
وبينما كان السعدي يتحدث عن أهمية الإسراع في ترميم المدينة وتحويلها إلى مشروع سياحي للحفاظ على هوية المكان الذي يزيد تاريخه على مئة عام، خرج عامل من باب مسكنه ليرمي عبوة مياه بلاستيكية بالقرب من بيت تم توثيقه «أثرياً».