حرائق المخلفات تلويث للبيئة وإضرار بالصحة العامة واستنزاف لجهود الإطفائيين 2024.

عادت إلى الظهور مجددا ظاهرة تزايد حرائق المخلفات في مناطق متفرقة من إمارة رأس الخيمة سواء كانت مخلفات أشجار أو كراتين أو نفايات أو بيوتاً مهجورة أو غيرها وتكون أسبابها في الغالب مجهولة مما يربك عمل رجال الدفاع المدني ويبدد وقتهم وجهدهم في الوقت الذي قد يقع فيه حادث يتطلب تضافر جميع جهود العاملين في الدفاع المدني بينما تتسبب هذه الحرائق في تلويث البيئة والتأثير سلبا في الصحة العامة إلى جانب إمكانية امتدادها إلى ممتلكات مجاورة .

وتؤكد إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة أنها تتلقى بلاغات يومية أو شبه يومية تفيد بوجود حرائق مخلفات في مناطق متفرقة من الإمارة في صورة تعكس مدى اللامسؤولية التي يتصف بها من يقومون بإشعال مثل هذه الحرائق التي قد تؤدي إلى نتائج وخيمة على الصعيدين البشري والمادي وعدم إدراكهم خطورة هذه الأفعال والممارسات غير القانونية مما يتوجب معه تشديد الرقابة في مختلف المناطق التي تحدث فيها مع وضع آليات عمل منهجية يتم بموجبها التوصل إلى من يقومون بهذا الفعل واستصدار القوانين والعقوبات التي من شأنها الحد من تنامي هذه الظاهرة التي تحدث في بعض الأحيان في مناطق سكنية أو صناعية مما يضاعف من حجم الخطر الناجم عنها .

المواطن إبراهيم بوصبيع يشير إلى خطورة حرائق المخلفات وسلبياتها المتعددة خاصة في ظل وقوع بعضها وسط الأحياء السكنية أو بالقرب من المناطق والورش الصناعية في ظل غياب الوعي والإدراك من قبل من يقومون بإشعالها بخطورة ما تقترفه أيديهم، لافتا إلى وجود بعض حرائق المخلفات التي يتم فيها إحراق كميات كبيرة من الإطارات ما يؤدي إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود الذي يلوث البيئة المحيطة ويضر بالصحة العامة إلى جانب تهديدها لممتلكات الأفراد .

ويرى أن عودة هذه الظاهرة إلى البروز مجددا على السطح تدعو الجهات المختصة في الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة ودائرة الأشغال والخدمات العامة وإدارة الدفاع المدني في الإمارة إلى إتباع آلية معينة يتم من خلالها تحديد الأماكن التي تشهد تكرارا في وقوع حرائق المخلفات فيها وبالتالي تشديد الرقابة عليها لمحاولة ضبط من يقومون بإشعالها مع اتخاذ عقوبات صارمة بحقهم لمنع تكرار ذلك وللحيلولة دون إقدام أي شخص على ارتكاب مثل هذه الأفعال غير القانونية مجدداً، لافتاً إلى أهمية تعاون الأهالي من مواطنين ومقيمين مع الجهات المختصة في الإمارة من خلال الإبلاغ عمن يقومون بإشعال حرائق المخلفات تحقيقا للمصلحة العامة ومن منطلق مسؤولية الجميع في الحفاظ على امن الوطن وسلامة بيئته وممتلكاته العامة وممتلكات أفراده الخاصة .

محمد الشميلي يؤكد أن حرائق المخلفات تعكس محدودية ثقافة ووعي من يقومون بإشعالها في ظل النتائج الوخيمة التي قد تسببها مثل هذه الحرائق وتهديدها لسلامة الأهالي ولممتلكاتهم إلى جانب تأثيراتها السلبية في البيئة والصحة العامة مما يتطلب الوقوف جديا من جميع الجهات المعنية في الإمارة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة .

وفي السياق ذاته يلفت الشاب محمد ميرزا إلى ضرورة تكثيف البرامج والفعاليات التوعوية الموجهة للجمهور بشكل عام ولخدم المنازل والشرائح العمالية على وجه الخصوص لتوعيتهم بمخاطر حرائق المخلفات وتأثيراتها السلبية في البيئة والصحة العامة وفي ممتلكات الأهالي وسلامتهم مع تعزيز هذا الجانب لدى طلبة المدارس من خلال تنظيم المحاضرات والزيارات الميدانية للمدارس وإقامة المعارض المستمرة الهادفة لهم .

العقيد محمد عبد الله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة بالإنابة أكد أن حرائق المخلفات باتت هاجسا مقلقا للجهات الأمنية في الإمارة ولرجال الدفاع المدني بالتحديد خاصة مع تزايدها في الآونة الأخيرة من خلال ورود بلاغات يومية أو شبه يومية إلى الإدارة تتعلق بوجود حريق في مخلفات في مكان ما من الإمارة .

ويضيف أن بعض الأيام تشهد تلقي أكثر من بلاغ يفيد باشتعال النيران في مخلفات إلا أن ما يزيد من خطورتها وقوع بعضها في مناطق سكنية مأهولة بالإضافة إلى عدم معرفة من يقومون بإشعالها وعدم معرفة الأسباب التي تدفعهم للقيام بمثل هذه السلوكيات المرفوضة التي تنتج عنها خسائر مادية وقد تصل في بعض الأحيان إلى خسائر بشرية .

وأوضح أن هذه النوعية من الحرائق تستنفد وقت وجهد الاطفائيين في الوقت الذي قد يندلع فيه حريق كبير في مكان حيوي يتطلب وجود فرق من رجال الإطفاء للسيطرة عليه إلى جانب تأثيراتها في نظافة البيئة المحيطة وفي السلامة العامة خاصة مع وجود بعض أنواع هذه الحرائق التي تتصاعد منها سحب كثيفة من الدخان الذي يلف سماء منطقة الحريق، لافتا إلى أهمية نشر الثقافة بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم لتبين خطورة حرائق المخلفات والعمل مع مختلف الجهات المعنية للحد من انتشارها خاصة أن بعض هذه الحرائق تكون ناجمة عن ضعف الإدراك أو الوعي من قبل مرتكبيها الذين يجهلون خطورة ذلك .

من جانبه أشار المقدم الدكتور جاسم محمد المظرب رئيس قسم العمليات في إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة إلى أن حرائق المخلفات تعتبر مصدر تلويث للبيئة والتأثير بالسلب في الصحة العامة وأكثر الحوادث التي يتعامل معها دفاع مدني رأس الخيمة كونها تحدث بشكل شبه يومي مما يجعل منها تحديا يواجه جميع منتسبي جهاز الدفاع المدني .

ويلفت إلى الدور المنوط بوسائل الإعلام المختلفة في توعية الجمهور من مخاطر حرائق المخلفات وآثارها السلبية في الفرد والمجتمع والبيئة والصحة العامة بما يحقق المصلحة العامة ويحمي المجتمع وأفراده وممتلكاتهم الخاصة والعامة من مخاطر هذه النوعية من الحرائق، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة في محاولة القضاء على هذه النوعية من الحرائق التي تشكل تهديدا كبيرا يحدق بالجميع .

جريدة الخليج