الاتحاد
«المخدرات ألم يشوه الحياة» تغريدة كلماتها بسيطة تحمل كثيراً من المعاني نشرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وأطلقت وزارة الداخلية بالتعاون مع المركز الوطني للتأهيل حملة «قصّوا علي»، وهي حملة توعوية بمخاطر وأضرار المخدرات، للتجنب الوقوع بكمين الإدمان وللوقاية من السموم القاتلة وحماية الشباب من هذه الآفة الخطيرة، كما تهدف إلى فتح أبواب الأمل أمام المتعاطين للإقلاع عن المخدرات بتهيئة بيئة الاندماج مجدداً في المجتمع.
استطلاع: منى الحمودي
تؤمن الداخلية بضرورة إيجاد فكر واقٍ وواعٍ ورافض لتجربة تعاطي المخدرات لدى المجتمع، خاصة بعد التقارير التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة، والتي تشير إلى أن دولاراً واحداً يُنفق في الوقاية يوفر 10 دولارات في التكاليف اللاحقة، ومن هذا المنطلق أرادت وزارة الداخلية أن تعزز دور الوقاية في خفض الجريمة، خاصة في ما يتعلق بالمخدرات.
وتولي وزارة الداخلية اهتماماً كبيراً بمكافحة هذه الآفة، وبالمتابعة الدائمة والمستمرة وتوفير كل الإمكانات الفنية والمادية للتصدي لهذه المشكلة، إضافة إلى القيام بأنشطة توعية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
رفاق السوء
ويقول ناجي الحوسني: إن الأهداف المنظمة تحقق نتائج إيجابية وبداية القضاء على المخدرات وضع خطط وأهداف شاملة للوقاية منها، مع ضرورة تضامن جميع الجهات المسؤولة والأسر حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة، مع التوعية الدينية وزيادة التشريعات الوقائية، ودور المؤسسات التربوية والأسرية.
وقال: رفاق السوء هم السبب في دفع الضحايا إلى إدمان هذه الآفة من خلال كذبهم وإغراءاتهم بالتجربة الأولى والتي تتوالى بعدها التجارب لأنواع مختلفة، لتنتهي هذه التجارب بالوقوع في مستنقع الإدمان، مشيراً إلى أهمية الحملات التي ترمي إلى حماية الشباب وتوعيتهم خصوصاً مع الإجازة الصيفية، لأن بداية التجربة هي نهاية الحياة الجميلة بالنسبة للمتعاطي. وطالب الحوسني بالتركيز على الحملة من خلال وسائل الإعلام المختلفة للوصول لكل الشرائح، خصوصاً أولياء الأمور وتوعيتهم حول التغيرات التي تحدث لأبنائهم في حال تعاطيهم للمخدرات. وثمَّن جهود وزارة الداخلية في توعية المجتمع بمختلف قضاياه وخصوصاً التوعية بمكافحة المخدرات والتي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر.
آفة مدمرة
ويرى خالد النعيمي أن المخدرات آفة تدمر كل ما هو جميل في حياة الإنسان وحياة من حوله، وأن التشريعات الوقائية في الدولة بإمكانها أن تحمي الكثير من الشباب من الوقوع ضحية لآفة المخدرات، موضحاً أن انطلاق حملة «قصوا علي» تحمي أبناء الوطن وتجنب شبابه مخاطر الإدمان، والوصول بالتوعية لأقصى حد.
وأشار إلى أن الضوابط الأمنية التي وضعتها الدولة في حظر تداول العقاقير وأنواع المخدرات، لم تنته عند هذا الأمر، بل يحُسب للدولة جهودها المبذولة في الرقابة على كل الطرق والمداخل البرية والبحرية والجوية لملاحقة المروجين والتجار وتطهير المجتمع منهم، ومحاولة إيجاد نشاطات ومراكز صيفية للشباب للحد من السلبيات التي تحدث في الإجازات الصيفية، موضحاً أن السبب الرئيسي لانجراف الشباب لمستنقع المخدرات هم رفقاء السوء، وإهمال الأهالي والذين عليهم مراقبة أبنائهم، وعدم الإنفاق عليهم بترف.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مسؤولية الجميع
وقال سيف أحمد: إن مسؤولية توعية أفراد المجتمع حول آفة المخدرات هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وأن كل فرد مسؤول عن توعية أقاربه وأصدقائه ونصحهم حول المخاطر والنتائج الوخيمة التي تنتج من السير في هذا الطريق، وعدم تجربة هذه الآفة مهما كانت المغريات والشعارات حولها، إضافة إلى توجيه من وقع ضحية لهذه الآفة إلى طريق العلاج، وتذليل الصعوبات التي تواجهه في تقدمه للعلاج. ومن ثم يأتي دور التشريعات الوقائية التي تتعاون فيها جهات مختصة في الدولة من أجل القضاء على هذه الآفة.
وأضاف: إن مخاطبة أفراد المجتمع بكل شرائحه أصبحت مهمة سهلة، بفضل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، كونها سبباً في جر البعض منهم، عن طريق التعرف على بعض رفاق السوء. كما يجب على الأهالي تقوية الإيمان لدى أبنائهم، وبناء شخصية مستقلة عن طريق التربية الصحيحة حتى لا يكون الابن مُقلداً، مع إرساء المبادئ الأخلاقية وضبط سلوكه، مقترحاً استغلال منابر المساجد في أيام الجمعة لتكون الخطبة حول مضار المخدرات ومخاطرها على المجتمعات، وتقديم نصائح دينية تبين جرم تعاطي المخدرات وترويجها.
الصاحب ساحب
وذكر سعيد سيف أن أكبر دليل على أن «الصاحب ساحب» هو ما حدث لصديق له منذ مدة قصيرة، حيث تم القبض عليه بعد أن كان في مركبة مع صديق آخر كانت معه مخدرات من دون علمه، مشيراً إلى أن الصداقات لها أثر عميق في النفس والعقل، لذلك يجب اختيار الرفقة الحسنة، وعلى الأهالي التدخل في هذه الأمور، ومحاولة التعرف على أصدقاء أبنائهم عن قرب، ومراقبة أبنائهم باستمرار وأن تكون العائلة قدوة للشاب.
واقترح سعيد تعاون حملة «قصوا علي» مع المؤسسات التربوية مثل المدارس والجامعات وباقي المؤسسات التعليمية، لما تلعبه من دور مهم وتأثير فعال في مكافحة المخدرات والوقاية منها، كما أن المدرسة يمكنها أن تؤدي دوراً تعاونياً مع الأسرة لمعالجة أي حالة وتوصيلها للجهات المختصة، وتدريب المعلمين حول أبرز التغيرات التي تطرأ على الطالب المتعاطي، حتى يتسنى له تدارك الأمر.
ورأى سعيد أنه يجب فرض رقابة صارمة على الأفلام والمسلسلات التي تعرض مشاهد خاصة بالمخدرات وطرق تخبئتها، مع المتعة التي يشعر بها متعاطيها بطريقة شيقة ومغرية، وهي أمور تجعل بعض المتابعين لها يفكرون بخوض تجربة التعاطي، لذا يجب على وسائل الإعلام التركيز على نوعية البرامج وعرض المناسب منها مع محاولة استغلال هذه الوسائل في التوجيه والنصح ومخاطبة العقول بصورة سليمة.