سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
«خديجة» ترفض البطالة وتعمل في بيئة شاقة
الإمارات اليوم
تنافس خديجة راشد (أم حمد) الرجال في الأعمال الشاقة، وتعد نموذجاً للمرأة الحريصة على كسب قوتها من عرق جبينها، خصوصاً أنها رفضت الجلوس في البيت وراحت تبحث عن وظيفة تخدم من خلالها المجتمع وتستفيد من مردودها المالي في سد احتياجات الأسرة، ولم تتردد في قبول العمل مراقبة لأوزان الشاحنات الثقيلة المحملة بالأحجار والكنكريت، وهي وظيفة شاقة على الرجال، خصوصاً أنها تعمل وسط الصحراء في بيئة شديدة الصعوبة.
وتفصيلاً، قالت خديجة لـ«الإمارات اليوم» بعد استكمال دراستها الثانوية، لم تتمكن من مواصلة دراستها الجامعية بسبب ظروفها الأسرية، ومضت تبحث عن وظيفة تتواءم مع مؤهلها الدراسي، وتستطيع من خلالها تحقيق تطلعاتها الشخصية المتمثلة في الوفاء بالتزامات زوجها وأبنائها.
وأوضحت أنها «في الآونة الأخيرة باتت حاجتي للعمل أكثر إلحاحاً، خصوصاً بعد تقاعد زوجي عن العمل نتيجة اصابته ببعض المتاعب الصحية التي منعته من العمل، وبدأت في البحث عن وظيفة تمكنني من خدمة وطني وإثبات ذاتي وأستفيد من الراتب في تصريف أمور الحياة ومساعدة زوجي في مصروفات المنزل، وطرقت العديد من الأبواب في القطاعين العام والخاص وقدمت طلبات توظيف تناسب مؤهلاتي الدراسية، ولم أتلق ردوداً إيجابية على طلباتي المتكررة.
وتابعت «قبل سنتين تلقيت عرضاً لشغل وظيفة عندما طرحت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية قسم الكسارات وظائف للمواطنين، وحصلت على وظيفة (مراقب ميزان كسارة) في منطقة الطويين براتب 5000 درهم، وفي البداية ساورني شك بأن خيار الوظيفة غير مريح لامرأة، خصوصاً أن مكان العمل وسط الجبال والوظيفة تعتمد على التعامل مع الشاحنات الثقيلة».
وأشارت خديجة إلى أنها قبلت خوض التجربة وخلال فترة وجيزة اعتادت العمل وسط البيئة الصعبة، لافتة إلى أنها تجربة مهمة ومفيدة لأي شخص يبحث عن تحقيق ذاته، مطالبة المواطنات بعدم التردد في الالتحاق بالوظائف وعدم الخوف من العمل في أي مكان.
وذكرت أن الدوام يبدأ في المناوبة الأولى الساعة الثامنة صباحاً، وقبل أن تغادر بيتها تحرص على القيام بجميع التزامات أسرتها كاملة، ومن ثم تتجه بسيارتها إلى مقر عملها وسط الجبال، والطريق الذي تسلكه تسيطر عليه الشاحنات الثقيلة المحملة بالأحجار والكنكريت، ما يجعل رحلتها محفوفة بكثير من المخاطر، وفي كثير من الأحيان تجد نفسها محشورة بين عدد من الشاحنات المحملة بالأحجار، ما يجعلها تعاني من أجل الوصول إلى عملها.
وأوضحت أن بلدية الفجيرة وفرت وظائف للمواطنين وهيأت مقر العمل عبارة عن غرفة مزودة بالكهرباء والتكييف وتلفاز وحاسوب ومرافق خدمية أخرى، وفي الغرفة تباشر وزميلتاها (أم عبدالله) و(أم سالم) واجباتهن الوظيفية، والتأكد من نوعية الحمولة وزنتها واستلام الايصالات الصادرة عن الكسارات والمحاجر من سائقي الشاحنات، وإدخال بياناتها في الحاسوب، ثم طباعتها على ايصالات تحمل شعار البلدية، ما يكسبها الصفة الرسمية.
وقالت خديجة إن بيئة عملها خطرة، إذ إن إحدى الشاحنات كادت تدهم المكتب، ما أثار الرعب في قلوب زميلتيها فسقطت إحداهما أرضاً وأصيبت في قدمها، هذا بالإضافة إلى المشكلات البيئية بسبب الغبار الناجم عن الكسارات وحركة الشاحنات، متابعة «نعمل في بيئة خلوية، فلا توجد كافتيريات نحصل منها على الأكل والشراب، لذا نحضر الطعام من بيوتنا».


وطنهم بدل هذي الأعمال الشاقة