دبي : سيارات متهالكة ومتروكة تخالف القوانين والاشتراطات وتعطل حركة المرور وتشوه المنظر العام
الخليج – تحقيق – سومية سعد:
أظهرت الإحصاءات الرسمية في بلدية دبي، أن إدارة النفايات قامت بنقل وإزالة 1280 مركبة مهملة خلال 5 أشهر فيما بلغ عدد إشعارات السيارات المخالفة 10140 للاشتراطات البيئية والصحة العامة وتم نقل 8304 مخالفة بواسطة المالك خلال الفترة ذاتها .
وأكدت البلدية أن السيارات المهملة تعطل حركة المرور، وتشّوه المظهر العام، ولذا لا بد من إزالتها للحفاظ على المظهر العام، والالتزام بالقوانين، خاصة من قبل أصحاب السيارات المهملة على وجه الخصوص ممن يسافرون خلال الصيف تاركين سياراتهم أمام المنازل وفي وسط الأحياء السكنية لفترات طويلة، ما يعرضها لتراكم الغبار ويشوه جماليات المنظر العام .
طالب عدد كبير من المواطنين والمقيمين في دبي القضاء على ظاهرة ترك السيارات وإهمالها لدى الكراجات وورش التصليح، وفي الشوارع حتى لا يتم رفعها وحجزها من قبل البلدية .
ودعوا الجهات المختصة النظر بعين الاعتبار إلى تزايد هذه الظاهرة السلبية، من خلال الاستفادة من تلك السيارات وحسن استغلالها .
منى العميل سيدة أعمال تقول: إن مقابل بناياتها سيارات مهجورة منذ نحو عام يعلوها الغبار والأتربة، كما أنها تحتل موقفاً مجانياً، ولكن لم تسحبها البلدية حتى الآن، لذا لابد من توعية أفراد المجتمع بأهمية الالتزام بالقوانين وتجنيبهم المخالفات القانونية وما يترتب عليها من مشكلات .
وذكرت أنها تمر يومياً وهي تري سيارات متهالكة متروكة في منطقة جبل علي والقوز ومزهر، وفي مناطق متفرقة ولم يتم سحبها برغم اتصالها بالجهات المعنية .
وأكدت أن السيارات المهملة بالمنطقة الصناعية من أكثر الظواهر سوءًا وسلبية، حيث تكتظ بصورة غير حضارية، وتأتي هذه الظاهرة نتيجة ارتفاع أسعار تكاليف إصلاح تلك السيارات مقارنة بسعرها الحقيقي في السوق، الأمر الذي يدفع أصحابها لتركها في العراء أمام الكراجات أو على قارعة الطرق، كما أن العديد منها تكون تعرضت لتلف في مقوماتها الأساسية نتيجة لحوادث مرورية .
وقالت عبير صفوت متولي موظفة إن ظاهرة ترك السيارات وإهمال سياراتهم في شوارع دبي لا يليق بالمدينة الجميلة التي يزورها السياح من دول العالم قاطبة .
وطالبت البلدية برفع وحجز السيارات المهملة في الساحات والشوارع والميادين، لتطبيق قوانين وأنظمة البلدية على المخالفين في مختلف المجالات التي تقع ضمن اختصاصات بلدية دبي، ومن ضمنها رفع السيارات والمركبات المهملة والمعروضة للبيع .
ويقول داوود علي صيدلي، إن بعض السيارات أمام منزله ظلت متروكة في المواقف والشوارع العامة لفترات زاد بعضها على ستة شهور رغم قيام مفتشي البلدية بتنبيه أصحابها مرات عدة، وذلك باعتبارها من مشوهات المنظر العام، إضافة إلى ما تشكله من إعاقة لحركة السير وحرمان الجمهور من الاستفادة من مواقف السيارات المجانية، والأهم من ذلك الخطر البيئي لتراكم الغبار والبكتيريا الضارة بالصحة على هذه السيارات .
وطالب محمد إبراهيم موظف بلدية دبي النظر بعين الاعتبار إلى تزايد هذه الظاهرة من خلال الاستفادة من تلك السيارات وحسن استغلالها، مشيراً إلى أن السيارات المُهملة تُعد ثروة مُهدرة، ويجب الاستفادة من كل قطعة في أي سيارة من السيارات المُهملة، وإعادة تدوير ما تبقى منها، حيث لا يمكن أن تستخدم كقطع غيار، ويمكن الاستفادة من هذه السيارات المُهملة، عن طريق إنشاء مصنع لاستخراج ما يمكن استخراجه منها .
وقالت ليلى مسعود محامية: لماذا لا يتم التفكير في الاستفادة من الكم الهائل من هذه السيارات واستخدامها في صناعة منتجات مهمة مثل ما تقوم به الدول المتقدمة وصنع الساعات من أجزاء مختلفة من السيارة، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطاولات التي تصنع من إطارات وأجهزة التبريد ومحركات السيارات وأجهزة ناقل السرعة ومجموعة أخرى متنوعة من الكراسي التي تم صنعها من الإطارات والبراميل وأجزاء مختلفة من قطع غيار السيارات المستخدمة .
ويقول فؤاد حامد العوادي موظف، إن بعض تلك السيارات قد يكون تركها ملاكها وسافروا، أو أنهم أسقطوا عنها رخصها وباعوها لأصحاب تلك الكراجات ليستفيدوا منها كقطع غيار لسيارات زبائنهم، ومما لا شك فيه أن أعداد تلك السيارات في تزايد مستمر .
وترى نادية علي مهندسة، أن ظاهرة السيارات المهملة في دبي غير صحية، فأكوام السيارات الواقعة بقلب المنطقة الصناعية خير دليل على تزايد هذه الظاهرة السلبية، ولابد أن تنتهي هذة الظاهرة نهائياً، خصوصاً أن مدينة دبي تستعد لاستضافة الحدث، ومطلوب تضافر جميع الجهود للقضاء على جميع الظواهر غير الحضارية في الإمارة .
أكد المهندس صلاح عبد الرحمن أميري مساعد المدير العام لقطاع خدمات البيئة والصحة العامة في بلدية دبي، أن عملية ترك وإهمال المركبات والمعدات في مناطق وشوارع إمارة دبي لفترات طويلة تعد من الممارسات الخاطئة التي ازدادت في الآونة الأخيرة .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأشار إلى أن هذه الظاهرة دائماً ما تكون إما لقدم المركبة وعدم الفائدة من استغلالها أو تراكم الديون على المركبة وطلبها من قبل شركات التأمين وإما لغرض التجارة، وأن المركبات المهملة أصبحت تمر في دائرة مغلقة، حيث يتم تركها من قبل أصحابها لفترات طويلة دون مبالاة بالآثار السلبية الناجمة عنها من تشويه للمنظر العام وإعاقة لعمليات النظافة حيث تنقسم المركبات المهملة إلى أنوع متعددة إما بغرض استخدامها كقطع غيار وهذا واسع الانتشار في المناطق الصناعية وأنواع أخرى يتم إهمالها وتركها بغرض البيع أو مركبات قديمة عفا عليها الدهر لا يمكن استخدامها مرة أخرى يقوم أصحابها بالتخلص منها عن طريق تركها في الساحات العامة .
وذكر بأن ترك المركبات المهملة في الساحات والأماكن العامة يشكل ظاهرة سلبية، وتبذل بلدية دبي جهداً كبيراً للقضاء عليها بتطبيق نصوص الأمر المحلي رقم 11 لسنة 2024 بشأن الصحة العامة وسلامة المجتمع في إمارة دبي، والذي يعُطي الحق لبلدية دبي أن تتخذ الإجراءات المتبعة بحق أي مركبة مهملة تعيق عمليات تنظيف المكان .
صرح المهندس عبد المجيد سيفائي مدير إدارة النفايات في بلدية دبي، أن جميع الجهود المبذولة لتقديم خدمات متميزة حققت الهدف الاستراتيجي لبلدية دبي وعززت السياسات البيئية والصحية للمحافظة على دبي إمارة نظيفة .
وأضاف أنه قد تم مؤخراً إسناد عملية نقل المركبات المهملة لإحدى الشركات الكبرى المتخصصة في نقل المركبات لتتولى عملية النقل من جميع مناطق إمارة دبي إلى ساحة تجميع الخردة تحت إشراف موظفي بلدية دبي وهذا تم في إطار تطوير الخدمة ورفع كفاءة النقل .
حميد المري مدير إدارة النقليات في بلدية دبي يقول: إن الإدارة تعمل على إعادة تدوير قطع الغيار المهلكة لتصبح منتجات متميزة أعدت للاستخدام مرة أخرى في مجالات مختلفة، حيث استحدثت الإدارة قسماً لإعادة تدوير وتصنيع قطع الغيار المستخدمة
وأشار إلى أنه يقام المعرض الذي تم تصميمه بعناية لعرض استخدام قطاع الغيار المهلكة وتدويرها بأشكال وتصاميم إبداعية متميزة، في البلدية لرفع الوعي البيئي إيماناً من بلدية دبي بأهمية التواصل المباشر مع الجمهور والمساهمة في نشر ثقافة المحافظة على المصادر الطبيعية وحماية البيئة بما يؤسس لجيل مستقبلي مسؤول ومدرك تماماً لأهمية رعاية الطبيعة والبيئة من خلال اتباع أفضل الممارسات للتقليل من استهلاك المياه والطاقة وأهمية إعادة التدوير واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة .
وأضاف أن إدارة النقليات تهدف من وراء هذا المشروع إلى الحفاظ على البيئة فبدلاً من إلقائها والتخلص منها يتم ابتكار منتجات متنوعة تستخدم في مجالات متعددة، وهو هدف تسعى الإدارة إلى تحقيقه من خلال ابتكار تشكيلة متنوعة من المنتجات التي يمكن استخدامها وذلك بأشكال مميزة .
تهيب بلدية دبي بجميع فئات المجتمع القاطنين والمقيمين بعدم ترك أو إهمال مركباتهم لفترات زمنية طويلة دون تحريكها أو استخدامها أو الاعتناء بها حتى لا يتم اتخاذ الإجراءات القانونية سالفة الذكر حيالها ومن ثمة بيعها في المزاد العلني حيث إنها تسعى دائماً لإرشاد وتوعية الجمهور لتجنب هذه الممارسات الخاطئة من أجل المساهمة في تعزيز صورة دبي كواجهة سياحية وجاذبة لجميع أطياف المجتمع .