راشد بن سعيد ال مكتوم 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

خليجية

كلما بزغت شمس يوم جديد على دبي، وبرزت أشعتها الذهبية الساطعة على منجزات هذه الإمارة الحالمة، كلما شهدت على ما قام به المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم آل مكتوم، من مكتسبات أصبحت من أهم المعالم التي تتحدث عن نفسها وتقول للعالم؛ لقد كان راشد هنا ورحل وبقيت ذكراه تتردد مع كل نسمة هواء تمر على دبي.

في عشرينيات القرن الماضي ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى، شهد الخليج العربي تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، مع مرحلة انهيار مهنة الغوص على اللؤلؤ وتجارته، وظهور الامتيازات والخطوط الجوية والبحث عن النفط في دول الخليج، وعدم استقرار التجارة العالمية.

في تلك الأثناء كان قد ولد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في بيت والده في منطقة الشندغة التي كانت تضم أغلب عوائل دبي على ضفاف الخور، وتربى على يد والده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم ووالدته الشيخة حصة بنت المر، فاستمد همة الرجال وحنكة الشيوخ، واكتسب بعد النظر والرؤية المستقبلية من والده الشيخ سعيد ثم من مجلسه العامر، وتعلم الصبر وتحمل المسؤولية مع الحفاظ على التواضع من والدته، إلى أن تولى ولاية العهد عام 1948، وكان قد استسقى العديد من أفكار والده وتراكمت لديه أفكار حديثة حاول تطبيقها في جو من المحافظه على العادات والتقاليد، وتقبل ظهور مستجدات دخلت إلى الإمارة لتتمشى مع سياسة الانفتاح في ظل القيم الإسلامية.

وأبرز ما حاول الشيخ راشد السعي لوجوده، هو افتتاح مطار دبي الذي عارضه البعض عندما استشارهم والده الشيخ سعيد بن مكتوم، بسبب العادات والتقاليد والخوف من وجود رجال أغراب في المناطق السكنية في غياب أغلب رجال المنطقة لفترات طويلة في رحلات الغوص وبقاء النساء وحدهن في المنازل. أما الشيخ راشد ومعه مجموعة من تجار دبي.

فكان رأيهم القبول وأن الوجود الأجنبي سوف ينعش الحركة التجارية وينشط حركة السفن في الميناء ويسهم في قيام خدمات بريدية، وازدياد الايرادات المالية التي ستدفعها بريطانيا عن إيجار المطار. وبقيت المشاورات حتى عام 1937 عندما باشر البريطانيون بمد خط جوي إلى أستراليا، تحلق فيه الطائرات المائية ويقضي الركاب ليلة في دبي في طريقهم إلى أستراليا حتى أوائل عام 1938، حيث ازداد عدد الطائرات إلى أربع طائرات كل أسبوع مقابل 440 روبية هندية شهرياً، تدفعها شركة امبريال ايرويز نظير استخدام دبي بمثابة قاعدة، ودفع إيجار استخدام أية مبان أخرى.

وبعد عقدين من الزمان ومع ازدياد حركة الطائرات والركاب، وبعد تولي الشيخ راشد الحكم في دبي، وفي مساء أحد أيام عام 1958 استقبل حاكم دبي ضيوفاً بريطانيين، وبعد انتهاء زياتهم لدبي ونظراً لعدم وجود مقاعد شاغرة لهم على طائرة طيران الخليج، أعلن في ذلك اليوم عن رغبته في إنشاء مطار دبي، وتم اختيار منطقة القصيص لقربها من دبي، وبعد اختبار تربتها تبين انها صالحة لإقامة المدرج، وخلال شهور قليلة بدأ العمل في المشروع تحت الإشراف المباشر للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتم جلب عمال من الهند وباكستان، وغيرهم لإنجاز المدرج والسياج المحيط بالمبنى.

وكان الشيخ راشد يشرف على العمال ويتابعهم ويتحدث معهم، ويحرص على توصيل الطعام إلى موقع عملهم، كما كان يشرف على صحتهم وسلامتهم وأخذهم إلى المستشفى بنفسه إذا تطلب الأمر ذلك، حتى تم افتتاح المطار في الثلاثين من سبتمبر عام 1960، وكان في تلك الفترة عبارة عن مبنى صغير وبرج مراقبة، مع أول سوقين حرتين في منطقة الساحل.. ووصلت الرحلات إلى 12 رحلة عام 1961.

والآن يعيش مطار دبي أفراحه باليوبيل الذهبي، بفضل رؤية الشيخ راشد ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في جعل مطار دبي يحتل المراكز العالمية الأولى، وقد توسع المطار ليصبح من أسرع المطارات نمواً في العالم، وليحقق رؤية والده في بناء مطار آخر في جبل علي، ليواكب التطور السريع في حركة السفر والشحن، ولتصبح مدينة «ورلد سنترال آل مكتوم» خير شاهد على الرؤيه المستقبلية للمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد، والتي استكملها صاحب الاستراتيجيات والمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

يقول البريطاني آلن الذي جاء إلى دبي عام 1958 كممثل لشركة «مالكرو»، إنه استيقظ في أحد أيام منتصف السبعينيات على رنين الهاتف، ليخبره أن الشيخ راشد يريد أن يراه على قمة تلة صغيرة قرب قرية جبل علي.. ويضيف: انزعجت من هذا الطلب، ولكني بعدها أسرعت فوجدت الشيخ راشد ومعه بعض المسؤولين، وأشار بيده ناحية الساحل قائلاً «هناك أريد إنشاء ميناء»، وطلب مني معرفة التكلفة التقديريه للمشروع، والعمل بأسرع ما يمكن لأن فكرته تقتضي بناء ميناء صناعي.

وبعد انتهاء المشروع عام 1981، أصبح جبل علي أكبر ميناء في الشرق الأوسط، مسجلاً إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات الشيخ راشد. وقد قال عنه «إن إقامة مثل هذا الميناء تأتي تمشياً مع خططنا لجعل هذا البلد مركزاً له شأنه في المجتمع العالمي، ولكي يتحول بلدنا من بلد يعتمد على التجارة إلى مركز يساهم في الصناعات العالمية المتطورة، ويسهل السبل أمام هذه الصناعات لتمضي قدماً في خدمة الانسانية ومجالات الحياة المختلفة».

واليوم وبعد مرور ثلاثين عاماً على انتهاء مشروع بناء هذا الميناء، أصبح سلطة تجارية حرة ليست بصماتها في دبي فقط، وإنما استحوذت على تشغيل العديد من الموانئ عبر كافة قارات العالم، ولتعطي درساً لا بد أن يدرسه الطلبة وأبناء الجيل الحالي، في كيفية وضع الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى وتحقيقها. حقاً أن الشيخ راشد كان من نعم الله سبحانه وتعالى على دولتنا، ومهما عددنا إنجازاته فلن نوفيه حقه، لأن المتابع لسيرته يجد اكتشافات جديدة تعجز الكلمات والحروف عن إدراكها.

قام بها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وبعد مرور عشرين عاماً على وفاته، ما زالت دبي تتمتع وتشهد وستبقى تذكر الحكمة السديدة والنظرة الثاقبة التي أعطت لدبي سمعة عالمية فاقت الحدود، استكملها ابناؤه من بعده، وها نحن اليوم نعيش في ظل قيادة المدبر الحكيم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله ورعاه.

خليجية

بقلم :فاطمة ماجد السري

في الذكرى الـ 20 لرحيل الفقيد الكبير

راشد بن سعيد إنجازات تشهد على حكمة قائد استثنائي

خليجية يصادف اليوم السابع من أكتوبر الذكرى العشرين لوفاة المغفور له (بإذن الله) الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، انتقل رحمة الله عليه إلى جوار ربه في السابع من شهر أكتوبر عام 1990 الموافق الثامن عشر من شهر ربيع الأول عام 1411هـ عن عمر يناهز 78 عاماً قضاها رحمه الله في خدمة أمته ووطنه ومواطنيه وبذل خلالها كل ما يملك من طاقة في سبيل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للوطن والمواطن.

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey= id&blobtable=CImage&blobwhere=1277245540336&cachecontrol=0%2 C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*%2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]

واليوم يقف أبناء الإمارات فخورين ومتباهين ومعتزين كلما عايشوا واستفادوا من الإنجازات التي حققها فقيد البلاد الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم راعي المسيرة والبناء، وكان الشيخ راشد رجلاً سياسياً قديراً استطاع أن يخلق علاقات أخوية وثيقة بينه وبين حكام العرب والعالم في كل الظروف وفي جميع الأزمنة، كان اتحاد الإمارات لبنة من لبنات أفكاره العظام التي امتزجت بطموحات أخيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey= id&blobtable=CImage&blobwhere=1277245540328&cachecontrol=0%2 C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*%2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]

وحظيت فكرة تأسيس اتحاد قوي ومستقر بين الإمارات بترحيب كبير من الدول العربية التي رحبت أيما ترحيب بالفكرة واعتبرتها نواة للوحدة العربية الكبرى، وحدث في ذلك الوقت تطور مهم إذ أعلنت بريطانيا قرارها النهائي بالانسحاب من الخليج في 14 فبراير 1971، وتوالت اجتماعات المجلس الأعلى بعد ذلك بصورة مستمرة حتى إذا جاء العاشر من يوليو عام 1971 عقد مجلس إمارات الساحل المتصالحة اجتماعاً وجه فيه الشيخ راشد نداءً للحكام من أجل المضي قدماً على طريق الاتحاد.

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey= id&blobtable=CImage&blobwhere=1277245540332&cachecontrol=0%2 C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*%2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]

وفي الثامن عشر من يوليو أي بعد مرور ثمانية أيام وقع كل من حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة على البيان الرسمي القاضي بتأسيس دولة الإمارات المتحدة بعدما اختارت كل من البحرين وقطر إقامة دولتيهما المستقلتين وصادق حكام الإمارات على الدستور المؤقت الذي حدد ملامح الاتحاد، وبموجب الدستور المؤقت تشكل المجلس الأعلى للاتحاد وهو أعلى سلطة في البلاد والسلطات التشريعية والتنفيذية.

واتفقت رؤية الشيخ راشد مع رؤية إخوانه حكام الإمارات على أنه لابد من قيام الاتحاد بين الإمارات التي تجمعها سمات مشتركة تمثلت في وحدة التاريخ والجغرافيا والثقافة والعادات والتقاليد والملامح السياسية، فكان الإعلان رسمياً عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971.

الاتحاد

في ذلك اليوم أعلن الشيخ راشد بحضور إخوانه حكام الإمارات عن قيام الاتحاد برئاسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد نائباً له وذلك في قصر الضيافة بالجميرا ووجه سموه كلمة عقب الاجتماع الذي تمخض عنه إعلان ولادة دولة الإمارات ألقاها نيابة عنه سمو الشيخ حمدان بن راشد قال فيها «باسم دبي، وباسم شعب دبي نحييكم أطيب تحية، وبنفس تفيض بالبشر وتملؤها السعادة، نرحب بكم في بلدكم بين أهلكم وذويكم.

أيها الإخوان.. لقد تم التوقيع على الاتفاقيات بإنهاء العلاقات التعاقدية الخاصة بين كل إمارة من إماراتنا والحكومة البريطانية، فتم بذلك استقلال إماراتنا وسيادتها على أراضيها.

وما مضت ساعات قليلة على ذلك، حتى التقينا في هذا الاجتماع التاريخي لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا: لإعلان قيام الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، تستهدف توفير الحياة الفضلى والاستقرار لشعبها، وتحمي حقوق وحريات مواطنيها، وتسعى لتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل ازدهارها وتقدمها في كافة المجالات، وتتطلع للانضمام لجامعة الدول العربية.

وهيئة الأمم المتحدة، ومسايرة الركب العربي في مسيرته نحو أهدافه السياسية، ونصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب الصديقة على أساس مبادئ ميثاق الأمم والاتفاقيات الدولية، وفي هذه اللحظات التي يرقب فيها شعب إماراتنا المفدى والعالم بأسره، ما سيصدر عن هذا الاجتماع من المقررات، أبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفقنا لتحقيق ما اجتمعنا من أجله».

وفي فبراير 1972 لحقت إمارة رأس الخيمة بركب الوحدة ليصبح عدد الإمارات المنضوية في الاتحاد سبع إمارات.

يد بيد

وشارك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة مع أخيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مساهماً بشكل فعال في بناء الدولة وتدعيم الاتحاد ثم عاملاً يداً بيد مع إخوانه حكام الإمارات على دفع عجلة التقدم والتنمية وتحقيق الرخاء للمواطنين، تاركاً وراءه سجلاً من الأعمال والإنجازات التي حازت على احترام العالم لقائد تفانى في خدمة وطنه وتحقيق حلم الاتحاد.

وأعلن سموه عقب تشكيل الحكومة في الأول من يوليو عام 1979 الخطوط العريضة للسياسة التي تنتهجها الحكومة فقال: «إنني إذ أقدر ضخامة المسؤولية أرى لزاماً علي أمام أهلي وبلدي أن أكون واضحاً بما أنادي به وبما أعتقد أنه كفيل بتحقيق الأهداف التي من أجلها تقبلت حمل الأمانة.

إنني والوزراء لا نعد بتحقيق المعجزات ولكننا سنبذل أقصى ما نستطيع للسير باتحادنا قدماً في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا يتطلب أول ما يتطلب مشاركة المواطنين كل في اختصاصه وميدان عمله في تحمل المسؤولية وأداء الواجب فالمسؤولية بيننا مشتركة جميعاً ولا مجال للتهرب منها».

كان الشيخ راشد حريصاً على مصالح الإمارات وقضايا أمته العربية والإسلامية إيماناً منه بعدالة قضاياها، فقد عارض بقوة احتلال إيران لجزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وقدم مذكرات عدة للمسؤولين الإيرانيين وأصدر بيانات بانتظام بهدف إبقاء هذه القضية حية في أجهزة الإعلام والمحافل الدولية ولدى الجماهير.

على المستوى الشخصي كان الشيخ راشد داعماً للعديد من المشروعات بتقديمه المساعدات المالية لبناء المستشفيات والمساكن في الضفة الغربية وقطاع غزة وإفريقيا وآسيا ودونما ضوضاء أو دعاية.

ولما اندلعت الحرب بين العراق وإيران عام 1980 بذل كل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء جهوداً مضنية لوضع حد لتلك الحرب وإحلال السلام بين الجارتين المسلمتين وحرصت الإمارات على البقاء على الحياد.

سباقاً لفعل الخير

وشغل الشيخ راشد موضوع إيجاد صيغة للتعاون بين دول الخليج العربية، حيث طرقه دائماً مع الحكام في المنطقة، وكان قال أهمية كبيرة تدعونا إلى النظر في تأمين الاستقرار لا على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي وأنا أود أن أرى دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً من منظمة خليجية عربية وربما على غرار السوق الأوروبية المشتركة).

كان الشيخ راشد سباقاً لفعل الخير ومن بين المشروعات التي رعاها وكان فخوراً بها إنشاء جناح للطوارئ ومجمع لغرف العمليات في مستشفى مدينة بوالبور الباكستانية في البنجاب، كما قام بدعم مشاريع بناء عشرات المساجد والمدارس في أنحاء باكستان وبناء دار للأيتام، ومجمع بوالبور الطبي.

كما استجاب رحمه الله للمناشدات الدولية من وكالات الإغاثة عندما أجبرت الحرب في أفغانستان عام 1982 مئات الآلاف من المدنيين الأفغان إلى هجر ديارهم والنزوح إلى مناطق أخرى وأمر الشيخ راشد حكومته بالتصرف فتحركت الطائرات محملة بأطنان من الأغذية والبطاطين والخيام والملابس الشتوية لإغاثة أولئك اللاجئين. وفي يوليو 1985 عندما كانت المجاعة تقضي على ملايين البشر في إفريقيا تحرك الشيخ راشد فأمر بتقديم المعونات العاجلة للقارة السمراء ومنحت حكومة دبي مليون جنيه إسترليني لمشروع خط الحياة الذي كان يديره نجم الموسيقى العالمي بوب غلدوف.

وإذا كانت مثل هذه الهبات قد عرفت بشكل علني فإنها في حقيقة الأمر لا تمثل سوى النذر اليسير من الهبات التي ظل الشيخ راشد يقدمها دون إعلان كمساعدات إنسانية لكافة شعوب العالم دون اعتبار للجنس أو اللون أو العقيدة.

شارك والده

ولم يكن الشيخ راشد بجديد على الإدارة السياسية فقد شارك والده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في تسيير أمور الحكم في إمارة دبي منذ عام 1939 وانعكست خبرته السياسية على إدارته لشؤون الدولة بعد قيام الاتحاد ومن ثم على رئاسته لمجلس الوزراء، فحققت دبي تحت إدارته طفرة تنموية شملت إنشاء الطرق والجسور التي تربط شطري الإمارة وتوسيع خور دبي وتعزيز موقعها التجاري بإنشاء مزيد من الموانئ فأصبحت دبي مركزاً تجارياً بين الشرق والغرب ولم ينقصها سوى أن تصبح جزءاً من كيان عربي أكبر له ثقله السياسي إقليمياً وعالمياً شارك راشد بفاعلية في بنائه.

قبيلة بني ياس

المغفور له (بإذن الله) الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي، ينحدر من قبيلة بني ياس وينتمي إلى قبيلة آل بوفلاسة. ولد عام 1912م، ونشأ في كنف والده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم الذي اشتهر بالورع والتقوى وسمو الأخلاق وحبه الكبير لمواطنيه وترعرع الشيخ راشد في كنف والدته المرحومة الشيخة حصة بنت المر التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس المواطنين. وهي كما يقول أهل دبي: «إن حصة بنت المر كانت أماً ليست لراشد فحسب، بل أماً لدبي أجمعها».

ونشأ راشد في جو يسوده التقدير والاحترام المتبادل بين الحاكم والرعية.. وفي مناخ ديمقراطي فريد يقف فيه المواطن حراً طليقاً بفكره ولسانه ومنطقه أمام حاكم البلاد، معبراً عما يجول في نفسه دونما خوف أبداً.

كان راشد يراقب عن كثب أسلوب والده، المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، فاقتبس ما شاء له أن يقتبس من صور تمثل الديمقراطية كما عرفها المجتمع المحلي دونما زيف أو تلوين، تلك الديمقراطية التي كانت تنبع من منبع عربي إسلامي بدوي أصيل.

ومما لاشك فيه أن الشيخ سعيد، والشيخة حصة بنت المر، كانا المؤثرين في حياة راشد.. فهما اللذان أحاطاه بالرعاية والعناية الأبوية.. وتلقى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دراسته الأولى في الكتاتيب في ذلك العصر الذي كانت تفتقر فيه المنطقة إلى وجود المدارس النموذجية.. وتعلم سموه من علوم الفقه واللغة العربية التي كانت توفرها تلك المدارس في ذلك الحين.

ومع بداية الدراسة النظامية بمدرسة الأحمدية التي أسست في أوائل هذا القرن ببر ديرة كان الشيخ راشد من أوائل الطلبة المنتظمين في فصولها، وكان الشيخ راشد أصغر تلاميذ المدرسة حيث نهل العلم من خيرة المعلمين الذين كانت تستوعبهم تلك المدرسة، فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا في وقت مبكر من عمره.

ومنذ طفولته اتصف المغفور له بصفة الرجل المكتمل مختلفاً في تلك الصفة اختلافاً كبيراً عن رفاقه وزملائه.. فقد كان أسلوبه في الحياة ينم عن فكر ناضج سابق لعصره.. ولم يكن محباً للعب أو اللهو كغيره من الأطفال، بل كان في شبابه شاباً مثابراً وجاداً وباحثاً عن كل ما يرفع الهامات ويسمو بالهمم، نحو الفضائل وسمو الغايات.

وإلى جانب تفوقه في الدراسة أولى اهتماماً خاصاً بالصيد والصيد بالصقور «ومنذ سن مبكرة كان الشيخ راشد هدافاً ماهراً بالبندقية. وإذا كان لوالدته دور كبير في تنشئته فقد كان لهواية صيد الصقور دور كبير في مصاحبته لوالده الشيخ سعيد إذ شُغفا بها معاً مما وطّد علاقته بوالده».

وامتدت به رحلات الصيد التي كان يقوم بها «مرتين في العام عادة» إلى خارج الإمارات إذ وصل ومرافقوه في رحلاته تلك إلى إيران وباكستان، وفي تلك الفترة لم يكن قد تقلد مهام الحكم بعد فكان ينعم بشيء من الحرية في رحلات الصيد، وكانت الغزلان وطيور الطيهوج والأرانب والحباري من طرائده المفضلة.

ومنذ شبابه كان الشيخ راشد حريصاً كل الحرص على أن يكون لدبي شأن خاص ومكانة خاصة وأسلوب مميز لا مثيل له في الاستعداد لمستقبل بدأ يلوح في الأفق.. ويؤكد من عاصر الفقيد الكبير من رفاق الصبا، أنه كان يلتهب حماساً ويتدفق نشاطاً من أجل أن يخلق من الصحراء مدينة حديثة تباهي في جمالها مدن العالم المعاصر.

وانطلق الشيخ راشد منذ صباه الباكر نحو التشييد والبناء، وكان لابد له أن يحدث ثورة عمرانية لم تشهدها البلاد من قبل، ولكن كل ذلك يحتاج إلى عطاء لا ينضب وجهد لا يعرف الكلل أو الملل، والشيخ راشد حباه الله سبحانه وتعالى هذه الميزة التي جعلت منه قائداً بارزاً منذ طفولته.

الهيبة والوقار

في عام 1924 كان الشيخ راشد بلغ الثانية عشرة من عمره وأصبح ذا شخصية قوية ذات تأثير فعال أضفت على مظهره الهيبة والوقار وتواضعاً فرض على الآخرين تقديره واحترامه وكان يعرف (بالشاب الجاد) لما اتسم به من الجدية والصراحة.

في عام 1932 اقتنى الشيخ راشد أول سيارة له بعد أن كان يركب حصانه (الصقلاوي) الذي كانت تربطه به علاقة حميمة.

في التاسع والعشرين من مارس عام 1939 شهدت دبي احتفالاً بزفاف الشيخ راشد بن سعيد إلى الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان.

وتجلت براعة الشيخ راشد في إدارة الأزمات في موقفه الثابت إزاء الفوضى التي ظهرت مع انتشار السلب والنهب إبان الحصار الاقتصادي الذي فرضه البريطانيون على إيران التي كانت تساند دول المحور في الحرب، ففرض البريطانيون على دبي حظراً على استيراد وتصدير المواد الغذائية، فما كان من الشيخ راشد إلا أن سعى لتوفير المواد الغذائية لرعاياه بأسعار تتلاءم مع المستوى الاقتصادي من أصحاب البقالات وأدخل نظام البطاقات التموينية التي سمح للمواطن بالحصول على الحصة الشهرية من المواد الغذائية.

وبكل ما تحمل كلمة قائد من معان، برز الشيخ راشد كقائد شاب منذ عهد شبابه الباكر، واستطاع بكل مقدرة أن يكسب من حوله الرجال كسباً قائماً على الكفاءة التي بدأت تظهر بوضوح على هذا القائد الشاب، والتي لمسها رفاقه فيه عن جدارة واستحقاق.

واكتسب الشيخ راشد من التجارب في بداية شبابه الشيء الكثير، وعلمته الأيام والسنون ما شاء لها أن تعلمه، فاتسعت درايته، ولمعت حنكته السياسية، وظهرت جدارته للعيان مبشرة بقدوم قائد فذ وسياسي محنك يشار إليه بالبنان.

القرارات المهمة

وكان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قريباً من القرارات المهمة التي اتخذت من حين لآخر لإدارة شؤون البلاد في تلك الحقبة التاريخية، وكان في أحيان كثيرة الرجل المؤثر تأثيراً مناسباً وحكيماً فيما يصادفه من حالات تتطلب علاجاً خاصاً. وعلى هذا المنوال بدأت مسيرة هذا القائد، منوال الجد والحزم والعزم والمثابرة والتصميم وفرض الهيمنة الشرعية في ربوع البلاد، فكانت بحق بداية موفقة تكللت بالنجاح في جميع مراحل انطلاقتها.

وحضّرت العناية الإلهية الشيخ راشد ومنذ سنوات طفولته الأولى لتحمل مهام وأعباء إدارة إمارة دبي، لذلك لم يكن يحتاج إلى الكثير من الزمن ليظهر مواهبه القيادية النادرة والاستثنائية وهي المواهب التي لم ينتظر زمناً طويلاً حتى تكتمل معالمها وملامحها، وتقدم أخيراً صورة إمارة دبي، هذه الإمارة وبفضل الفكر المتوهج والطموح والمتجدد للشيخ راشد صارت تكبر مع مطلع كل شمس جديدة لتتحول وفي ظرف قياسي إلى دانة الدنيا والى إحدى معجزات التاريخ الإنساني الحديث وإحدى أكبر إنجازات القرن الماضي.

وسيظل الشيخ راشد أحد العلامات الفارقة في التاريخ العربي القيادي الحديث تماماً مثلما سيظل اسماً يتعالى في تاريخ دولة الإمارات، وعلوه يصنع من نور ذلك لأن رحلة دبي باتجاه التطور والازدهار ترتبط بعلاقة روحية خالصة مع كل حبة رمل على أرض الإمارة.

باني دبي

واتبع الشيخ راشد خلال فترة حكمه منهجاً دقيقاً منظماً لمتابعة الأعمال والمشاريع ضمن جدول يومي، كان يقوم بجولتين في مدينة دبي يومياً يتابع فيهما المشاريع.

وكان من عادته إلا يكتفي باستطلاع سريع بل كان يتابع أدق التفاصيل لأي مشروع قيد التنفيذ في دبي. كان يتابع كل شيء بنفسه خطوة خطوة، ووفرت له جولاته تلك فرصة الالتقاء بعامة الناس عن قرب.

«وبعد عودته من جولاته اليومية كان يمضي كثيراً من الوقت في أعماله الرسمية من خلال مجلسه الذي يتيح الفرصة للناس للالتقاء به حيث يشاركهم قضاياهم ويصغي لمطالبهم».

واهتم الشيخ راشد رحمه الله بهذا المجلس بالغ الاهتمام، وحظي بإعجاب الجميع لما تحلى به من حلم وصبر إذ كان يصغي لكل رأي أو مظلمة. ضامناً للجميع أفضل الحلول للقضايا والمشكلات وموفراً المساعدة لكل فرد.

كان المجلس يضم أشخاصاً من جنسيات متعددة وفر لهم قاعدة للحوار البناء. وضم فيمن ضم رجالاً يعتد برأيهم. وكانت تتم في المجلس دراسة المشاريع دراسة وافية والنظر إليها وإلى مراحل تطورها ما يؤدي إلى تفهمها التام من قبل أعضاء المجلس. وواصل الشيخ راشد رحمه الله البناء بكل إرادة وعزم مؤمناً إيماناً مطلقاً بكل ما يفعل وبأن حلمه الذي رفده بكل ما يملك من عزيمة لم يكن ضرباً من المستحيل.

وفي العاشر من سبتمبر من عام 1958 توفي الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي، وتولى الشيخ راشد مقاليد الحكم في الرابع من أكتوبر عام 1958، بعد أن استمر في ولايته للعهد لمدة عشرين عاماً، وانصرف الحاكم الجديد لإدارة شؤون إمارته بذات الهمة والعزم ونفاذ البصيرة الذي عرف عنه.

مدينة رائدة

وما أن انقضت شهور قليلة من تسلمه زمام الأمور حتى أدرك الشيخ راشد رحمه الله أنه يتوفر في مدينة دبي الإمكانيات والاستعداد الطبيعي ما يجعلها مدينة رائدة.

ولتحقيق نظرته الثاقبة كان عليه إنجاز الكثير من المشاريع الطموحة وفي عهد الشيخ راشد كانت دبي بدأت ترسيخ مشاريع البنية التحتية واعتماد الخطط المحكمة للتطوير لتواكب التزايد المتواصل في عدد السكان.

وكان من الجلي أنه يجب إيجاد خدمات أساسية وتطوير الخدمات المتوفرة لتصل إلى مستوى الخدمات الجديدة، وبكل الحالات لم يركن الشيخ راشد إلى مجاراة مقتضيات الواقع بل كان دائماً يتطلع إلى الأمام ويعمل من أجل المستقبل.

مشاريع عملاقة

وبدأت في عام 1959 عملية تجهيز الخور للملاحة عن طريق تجريفه وسحب الطمي منه وذلك لأنه في الخمسينات تراكم الطمي في مياه الخور بشكل متسارع ما أدى إلى انخفاض كبير في حركة الملاحة فيه، وكان على السفن انتظار المد حتى تتمكن من دخول الخور وبقيت بعض قوارب الصيد تعبر الخور بين فترة وأخرى. وبعد أن تم الوصول إلى العمق المطلوب حتى تم رصف جانبي الخور بالصخور والتربة الرسوبية ليرتفع مستوى جانبي الخور عن مستوى المياه.

وسمح للتجار فيما بعد باستثمار الأراضي الجديدة على جانبي الخور للاستفادة من عوائد الاستثمار في تسديد تكاليف المشروع، وبحلول نهاية عام 1960 تم إنجاز مشروع خور دبي، وبدأت بعد ذلك خطوط الملاحة تتوافد إلى دبي معتمدة خور دبي كميناء رئيسي، وتسببت هذه الحركة المتزايدة في الخور في زيادة الطلب على الخدمات. واستجابة للحاجة الملّحة تم البدء مباشرة بالعمل على إيجاد أرصفة بحرية ومستودعات وتوسيع الخدمات الخاصة بتحميل وتفريغ السفن، كما تم توسيع وتطوير مرافق الخدمات الأخرى بالميناء.

وفي ذات الفترة أصدر المغفور له مرسوماً بتأسيس شركة الكهرباء وأمر ببدء العمل الفوري في إنشاء مطار دبي ولعل إصرار الشيخ راشد على تأسيس شركة الكهرباء في وقت مبكر من اعتلائه سدة الحكم كان نابعاً من إيمانه بضرورة توفير الخدمات الأساسية لسكان دبي الذين بلغ تعدادهم حينذاك حوالي ثلاثين ألف نسمة.

وكان معظم الناس في المدينة يملكون مولدات خاصة بهم. وبالفعل تم إنشاء شركة الكهرباء العامة في عام 1959 وحصلت دبي على أول إمداد كهربائي في عام 1961.

واستشعاراً منه بأهمية هذا المرفق الحيوي كان الشيخ راشد يترأس مجلس إدارة الشركة شخصياً.

ومن بين أهم منشآت البنية التحتية والخدمات الأساسية التي عمل الشيخ راشد على إقامتها مشروع توفير مياه الشرب لدبي، وقد بدأت الخطوة الأولى في هذا المشروع بإبرام حكومة دبي اتفاقية مع قطر في عام 1959 قامت بموجبها هذا الأخيرة بالتمويل وتزويد دبي بعدد من الخبراء للإشراف على مشروع للتنقيب عن المياه وبدأت الشركة القطرية المشرفة على المشروع أعمال المسح الجيولوجي للتأكد من جدوى بئر منطقة العوير وكفايتها لسد احتياجات دبي من المياه وتبين في النهاية أنها قادرة على إرواء ظمأ دبي، وفي غضون أشهر قليلة من ظهور النتائج الإيجابية للمسح الجيولوجي تم مد الأنابيب الأسمنتية على جناح السرعة.

مجلس الشيخ راشد «قلعة كاميلوت عربية»

قبل أكثر من خمسة عقود قال الممثل السياسي البريطاني المقيم في دبي لرؤسائه في لندن إن شيئاً غير عادي يحدث في هذه الإمارة. وهو أن حاكم دبي يجمع حوله أفضل وألمع التجار ورجال الأعمال ومجموعة مختارة من أبناء دبي الشبان والمتعلمين ووجهاء المجتمع من الشياب إلى جانب أهل الفن والشعر وأكثر أصحاب الفكر التقدمي من الموجودين حوله بغض النظر عن جنسياتهم.

لم يكن المغفور له يكترث كثيراً إن كان هؤلاء بريطانيين أو هنوداً أو عرباً أو آسيويين. الكل كان يجد مكانه في مجلسه متساوين ما داموا قادرين على المساهمة في إنجاز التقدم الذي يسعى وراءه بأشد ما يكون الحماس.. كان هؤلاء يمثلون ما هو أشبه بالجمعية.. وبخلاف بقية الإمارات المتصالحة الأخرى، كانت إمارة دبي تحقق تقدماً لا يستهان به. تلك الطاقة التي كان يوفرها مجلس الشيخ راشد كانت تنجز تغييراً غير مشهود في المنطقة. وهذا ما جعل الممثل السياسي يصف المجلس بأنه «قلعة كاميلوت عربية».

كاميلوت كانت أشهر القلاع في أساطير الملك آرثر بيناليغون في القرون الوسطي. ومنها كان الملك آرثر يحكم بريطانيا وجمع فيها أشجع فرسان أوروبا وأكثرهم فروسية وبحلول العقد الأول من القرن الثالث عشر أصبحت كاميلوت تجسيداً للعالم الآرثري (نسبة للملك آرثر) عموماً ومركزاً للفنون والثقافة وفي عهود الظلام في أوروبا كانت «كاميلوت» منارة للتقدم الإنساني والثقافة.

كان الشيخ راشد يسير على نهج مقارب للقيادة بل إن ال«كاميلوت» الذي أوجده الشيخ راشد كتب له أن يمضي إلى حد أبعد بكثير في تغيير دبي. كان الشيخ راشد رجلاً بسيطاً، ومع ذلك تطلبت منه مسؤوليات القيادة أن يتجاوز ببلاده مرحلة تاريخية حاسمة؟ حيث استطاع أن يحول الإمارة من بلدة تعتاش على صيد السمك واللؤلؤ أثناء الانهيار الاقتصادي العالمي في الثلاثينات إلى الحداثة التي أصبحت تعيشها في الثمانينات.

وبلغت الطاقات التي ضمها مجلس الشيخ راشد حداً أسطورياً. فقد كان الشيخ راشد يتوسط مجموعة تضج بالأفكار والمفاهيم الجديدة.

وقاد الشيخ راشد صراعاً قاسياً ضد الفقر المدقع الذي كان شعبه يعيشه. واستطاع بالأموال القليلة التي كانت تحت تصرفه أن يغير شكل الاقتصاد ويشيد بنى أساسية أصبحت مثالاً يحتذى لدول المنطقة.

وكان الشيخ راشد معروفاً بكرهه للروتين والبيروقراطية، غير أن التوازن أصبح مطلباً واقعياً في هذه الإمارة المتنامية. البيروقراطية أصبحت ضرورية، ومع ذلك لم يكن يسمح لها أن تخنق المشروع أو ثقافة القدرة على الإنجاز التي تأسست عليها دبي وازدهرت.

الهاتف والمصارف

وفي عام 1960 أمر الشيخ راشد بإنشاء شركة التليفون والبرق واللاسلكي جنباً إلى جنب مع شركة كهرباء دبي، وكان يمارس إشرافاً دقيقاً على شركة التليفون باعتباره رئيساً لمجلس إدارتها.

وفي خطوة تدل على حسن تدبيره وعقليته الاقتصادية أصدر الشيخ راشد في عام 1963 مرسوماً بتأسيس أول بنك وطني، هو بنك دبي الوطني المحدود، برأسمال قدره مليون جنيه إسترليني بعد أن كانت التعاملات المالية والمصرفية حكراً على المصارف الأجنبية. فقد كانت دبي قبل مجيء المصارف الأجنبية إليها تفتقر إلى وجود مؤسسة مالية من هذا القبيل.

وكان التجار يحتفظون بأموالهم في صناديق حديدية. وكان الشيخ راشد مدركاً لذلك الواقع وموقناً بأن وجود نظام مصرفي حديث سيعزز صورة دبي كمركز تجاري في المنطقة فسعى لجذب مصرف ذي سمعة جيدة ونجح في ذلك حيث استطاع في 5 يناير 1954 إبرام اتفاقية مع (امبريال بنك أوف إيران) الذي عرف فيما بعد باسم (البنك البريطاني للشرق الأوسط). واشترط الشيخ راشد أن يدرج في الاتفاقية بند يلزم البنك البريطاني بتوظيف مواطني دبي.

وجاء مشروع جسر آل مكتوم مكملاً للقاعدة الرئيسية للبنية التحتية لمدينة دبي الحديثة، إذ انه بعد افتتاحه في شهر مايو 1963 ربط بر دبي مع ديرة مباشرة مجنباً السكان عناء الالتفاف حول رأس الخور.

إسكان وصحة

ووضع الشيخ راشد مسألة حل مشكلة الإسكان ضمن أولوياته، فقام بإنشاء دائرة الأراضي والأملاك في عام 1960 وأسند رئاستها لأكبر أنجاله وهو الشيخ مكتوم بن راشد.. ومن البديهي أن يصبح الإسكان في غمرة المشاريع الكثيرة التي بدأ العمل بها في دبي هاجساً يؤرق الشيخ راشد خاصة وأنه يدرك ضرورة استقدام عمالة وافدة للمساهمة في تطوير المدينة في المستقبل وحينما بدأ الطلب يزيد على السكن ارتفعت الإيجارات في المدينة إلى الضعف، ومن ثم لم يعد لدى كثير من الوافدين القدرة على تحمل تكلفة الإيجار العالية.

ولحل مشكلة ارتفاع الإيجارات في دبي أجمع مخططو البناء على اختيار مناطق القصيص والصفية والكرامة لتشييد مساكن فيها وقرر الشيخ راشد إعطاء الأولوية لبناء مساكن مخفضة الإيجار وكان يتابع سير العمل في هذه المشاريع بنفسه.

وأدى النظام الميسر في البناء الذي اعتمده الشيخ راشد من خلال مجلس الإعمار إلى قيام العديد من المساكن الحديثة في دبي، والتي لم تعرف الكثير من بيوتها سوى السعف في البناء، فيما بنيت المساكن الحديثة من الاسمنت والطابوق وتم توفيرها للمواطنين بتكلفة مادية في متناول أيديهم.

«رحل الشيخ راشد فقيد البلاد الكبير عنا ولم يتحدث يوماً عن إنجازاته على الإطلاق.. رحل المغفور له (بإذن الله) وبقيت ذكراه خالدة..»صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

«التقينا في هذا اليوم التاريخي الثاني من ديسمبر 1971م لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة».من أقوال الشيخ راشد

«نتابع باهتمام كبير أنباء القتال الذي يخوضه إخوان لنا على الجبهتين المصرية والسورية في سبيل تحرير أرضنا المحتلة وكرامة أمتنا وعزتها، ودولة الإمارات تضع كل طاقاتها ومواردها في خدمة هذه المعركة».من أقوال الشيخ راشد

«كان راشد فارساً مغواراً وصانعاً من صناع الاتحاد، خلف أعمالاً جليلة وإنجازات خالدة».المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

خليجية

ما بال بعض الناس صاروا أبحرًا
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين

يا رب إن ضاقت الناس عما فيا من خير

فـ عفوك لا يضيق

(((( راشد ))))

خليجية
الله يرحمه ويغفر له

خليجية >

خليجية

خليجية
الله يرحمه
وتسلم اخوي عالموضوع الطيب

خليجية
خليجية

خليجية خليجية

خليجية
الله يرحمه ويغم روحه الجنه

خليجية
الله يرحمه ويغم روحه الجنه
خليجية
" الله يرحمهـ و يجعل مثواه الجنة "

خليجية
الله يرحمه

خليجية شكـرا صمت – المشاعر ع التوقيع

[flash=http://im19.gulfup.com/mUnM1.swf]WIDTH=500 HEIGHT=200[/flash]
يارب ان كتبت لي فرحه ف اقسمها بيني وبين من من اراد بي خيرا

خليجية
الله يرحمه ..

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.