زوجان يعودان لبعضهما بعد ربع قرن على الطلاق في رأس الخيمة
الاتحاد – محمد صلاح (رأس الخيمة)
نجح أولاد زوجين في لم شمل والديهما من جديد بعد مضي ربع قرن، على طلاقهما في إمارة رأس الخيمة. هذا المشهد رصدته دائرة المحاكم في رأس الخيمة لحالات لم شمل لعدد من الأسر التي انكوت بنار الطلاق لسنوات طويلة من حياتها، تجاوز عددها 40 حالة في الإمارة تراوحت فترات الطلاق فيها بين شهر و25 عاماً، مشيرة إلى ثلاث حالات مضى على الطلاق فيها أكثر من 10 سنوات حيث تم عقد الصلح بعقود وأمهار جديدة.
وأرجعت الدائرة العامل المشترك بين تلك الحالات إلى الاعتراف بالخطأ في الإصرار على الطلاق كحل حتمي للخلافات التي اعترت تلك الأسر في ذلك الوقت. وأوضح مصدر في الدائرة بأن هناك حالات كثيرة يتراجع فيها المطلقان خلال العدة ويفضلان الصلح على المضي في حياتهما بعد الطلاق، لافتاً إلى أن الكثير من الأزواج، خاصة صغار السن ممن لا يدركون مدار الطلاق وتأثيراته السيئة على الأسرة خاصة إذا كان هناك أطفال يفضلون التراجع عن الطلاق خاصة قبل انقضاء العدة.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وبين أن زيادة الوعي بمخاطر ظاهرة الطلاق على الأسر، من جهة ومعايشة المعاناة التي يشعر بها بعض الأقارب والمعارف ساهم بشكل كبير في أن يراجع الكثير من أصحاب الخلافات الأسرة مواقفهم ليتيحوا الفرصة أمام إنجاح محاولات الصلح التي تجرى بمعرفة قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في المحكمة والتي بدورها انعكست على تراجع نسب الطلاق بصفة عامة مقارنة بالسنوات الماضية.
وأكد أن خدمة الاستشارات الأسرية التي أطلقتها الدائرة في العام 2024 ساهمت بشكل كبير في حل الكثير من المشاكل الأسرية من جهة وتقديم النصح والإرشاد لبعض الأزواج والزوجات الراغبين في طي صفحة الخلافات الماضية والتمسك بحياتهم الأسرية مع شركائهم، خاصة أن هذه الخدمة تتم بعيداً عن الرسميات وكشف هوية صاحب الشكوى.
وأشار إلى أن الكثير من القضايا التي تم علاجها ضمن هذه الخدمة تتمثل في رفض بعض الأزواج التنازل عن مواقفهم وآرائهم حتى لو كانت خاطئة، حيث يعدون ذلك نقصاً من كبريائهم، بغض النظر عن الضرر الذي قد يصيب الأسرة بجميع مكوناتها، جراء التمسك بالرأي والمضي بالخلافات الأسرية إلى طريق مسدود، لافتاً إلى أن بعض الأزواج يرفضون وبدون مبرر زيارة الزوجة لأهلها ويعتبر أن خروج الزوجة عن طاعته في هذا الأمر مهما كانت الأسباب نقصاً من كبريائه وهذه المفاهيم المغلوطة من شأنها أن تؤجج نار الخلافات الأسرية باستمرار.