الذين قضوا جزءاً من حياتهم في مدينة رأس الخيمة القديمة التي تمتد على مساحة محدودة تبدأ من مدخل شارع مستشفى الكويتي- سابقا- إلى نهاية الشارع القريب من الجامع الكبير وسوق السمك يعرفون الشريط الساحلي الغربي حين كان ينبض بالحياة البسيطة الرائعة بمشهد الفرجان القديمة المقابلة لساحل البحر ، والأهالي المتجاورين في هذه المساحة التي يحدها من جهة الشرق السوق القديم ، إنها لحظات لا يمكن نسيانها عندما يبدأ إيقاع الحياة مع أصوات أذان الفجر العطرة تتسارع معها خطوات المصلين ودعوات الأمهات فتحيا النفوس و سرعان ما تشرق الشمس لتنتعش الأجساد فتبدأ الحركة والنشاط الذي يتناغم مع تغريد العصافير البرية و ألحان الطيور البحرية حيث أمواج البحر الهادئة تستعرض و تنادي من حولها أن البحر حضنكم الدافئ ، فيتسارع الأطفال منذ الصباح الباكر يحملون كتبهم و دفاترهم مغلفة بالأمل والطموح يتناثرون ببراءة كحبات اللؤلؤ على أطراف الساحل انتظاراً لحافلة المدرسة أو سيراً على الأقدام حيث المدرسة قريبة لا عذر لمتكاسل و لا مكان لمتأخر بل التنافس في طلب العلم والأخلاق يتحركون حركة ذاتية مشحونة بدعوات الأهل ونظرات التشجيع ، وعندما ينتصف النهار حيث العودة من المدرسة واستقبال الوالدين بابتسامة الرضا و تأدية الواجبات المدرسية دون تأخير ، وعندما يبدأ المساء تستيقظ الأفكار و تتعالى أصوات الأطفال و الكبار فالكل في حالة حركة يومية مليئة بالصفاء والتواصل و العطاء ، سنوات تمضي و أعمار تنقضي و يتحول الحال إلى أحوال فأين لغة المكان و جمال الزمان ؟ أين تلك الملامح الاجتماعية المعبرة عن الهوية و موروثات البيئة المحلية ؟ التي كانت رمزاً مشرقاً لأصحابها ، حينها توجهت إلى البحر لعلي أجد عنده الجواب ! فتخيلت همسات أمواجه تقول : لم يبقى البحر كما كان إنه مريض بداء التلوث ، وإذا شفيت منه فستظهر ملامح جديدة على ساحله الجذاب و ستشرق الأصالة من بين الفرجان و السكك العتيقة لتستقبل المتشوقين لحنين المكان الأصيل و يصبح الكورنيش موقعاً سياحياً ممتعاً
.
.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |