شاي الأعشــاب.. علاج «منزلي» سريع
شاي الأعشاب يتمتع بأهمية كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة في الطب البديل. د.ب.أ
يعد شاي الأعشاب من الوسائل العلاجية شائعة الانتشار التي تستخدم في التخفيف من أعراض نزلات البرد والسعال وآلام المعدة بشكل سريع. ويوجد في كثير من الصيدليات المنزلية وعاء صغير يحتوي على شاي البابونج وشاي الشمر من أجل الاستعداد لمواجهة الموجة المقبلة من نزلات البرد والأنفلونزا. غير أن شاي الأعشاب لا يقتصر دوره فقط على أنه مجرد وسيلة منزلية للعلاج الذاتي من الأمراض والمتاعب الموسمية، إذ يشتهر الطب البديل والطب الصيني التقليدي على سبيل المثال منذ وقت طويل بالعديد من خلطات الأعشاب باعتبارها وسائل علاجية فعالة، يمكن استخدامها في التخلص من مجموعة كبيرة من المتاعب والأمراض المختلفة.
ووفقاً للرابطة الألمانية للطب البديل بمدينة كيمنتس شرقي ألمانيا، فإن طب الأعشاب، الذي يُعرف أيضاً باسم العلاج بالنباتات، ينتمي إلى أقدم العلوم الطبية، إذ تم بالفعل في العصور القديمة علاج الأمراض باستخدام النباتات الطبية. كما يُشكل طب الأعشاب أيضاً إحدى الدعائم المهمة التي يقوم عليها الطب الصيني التقليدي. فمن خلال استخلاص المادة الفعالة من النباتات الطبية بالغلي في الماء أو عن طريق تناولها كأقراص أو مسحوق، فإنه يتم تدعيم وتقوية عملية تدفق الطاقة الحيوية في الجسم وبالتالي تعزيز قوة الشفاء الذاتي.
نبات طبي
يوضح الباحث الجامعي بمدينة فورتسبورغ الألمانية، يوهانس غوتفريد ماير، أن الكتابات الطبية من القرن الخامس قبل الميلاد أوردت بعض الأقوال عن كيفية وضع النباتات الطبية في السائل، وبعد ذلك يتم تناول جميع المحتويات بما في ذلك النباتات الطبية المهروسة.
حدود العلاج الذاتي على الرغم من أن شرب الشاي الطبي يتميز بالعديد من التأثيرات الجيدة والفوائد الطيبة، حتى إن الأطباء أنفسهم ينصحون المرضى بوصفات من الأعشاب إلى جانب العلاج بالطب التقليدي، فإنه ينبغي للمرضى مراعاة حدود العلاج الذاتي.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وينصح برنهارد أوليكه من المستشفى الجامعي «شاريتيه» بالعاصمة الألمانية برلين، قائلاً: «إذا لم تتحسن حالة نزلة البرد على الإطلاق، أو إذا كانت مصحوبة بحمى شديدة، ففي هذه الحالة يكون من الأفضل التوجه إلى الطبيب»، حتى مع آلام المفاصل يُنصح بالتوجه إلى أحد الأطباء، حتى لا يتم إهمال العلاج اللازم، إذ ينبغي على الأقل استشارة الطبيب عمّا إذا كان هناك مرض آخر يسبّب هذه الآلام، والذي يستوجب علاجه بشكل خاص.
بينما يضيف الخبير الألماني غوتفريد ماير «كان من الشائع في فترة ما قبل الميلاد غلي النباتات الطبية في الماء أو النبيذ، إذ يتم بعد ذلك تصفية الشراب وتناول السائل المتبقي».
وفي العصور الوسطى كان يتم تفضيل النبيذ لاستخدامه في غلي النباتات الطبية. ويعتقد ماير بن ذلك ربما كان يرجع لأسباب صحية، نظراً لصعوبة الحصول على مياه نقية في كثير من الأحيان.
ولم يتم استخدام شاي الأعشاب كما هو مستخدم حالياً، علاجاً طبياً أو شراباً منبهاً، إلا في القرنين الماضيين.
كما يتمتع شاي الأعشاب حالياً بأهمية كبيرة في الطب البديل، إذ يقول العضو بالرابطة الألمانية للطب البديل كلاوس روديغر غوبيل، إن خبراء العلاج بالأعشاب يصفون لمرضاهم في كثير من الأحيان أصنافاً من الشاي الصيني، بالإضافة أيضاً إلى وصفات من الأعشاب الأوروبية. ولا تعمل هذه الوصفات على التخفيف من أعراض الأمراض الموسمية فقط؛ بل إنه توجد على سبيل المثال وصفات خاصة من شاي الأعشاب الصينية تمنع التهاب الغشاء المخاطي بالمعدة (التهاب المعدة). كما يتم استخدام خلطات خاصة من شاي الأعشاب لمواجهة المتاعب الصحية أثناء فترة الحيض أو الحمل، وكذلك الرضاعة الطبيعية.
«شاي شخصي»
من الأمور المهمة مع هذا النوع من العلاج أن يقوم أحد خبراء العلاج بالأعشاب بإعداد «شاي شخصي» لكل مريض، نظراً لأنه ينبغي على المستهلك ألا يقوم بإعداد خلطة الأعشاب بنفسه. ويحذر الخبير الألماني كلاوس روديغر غوبيل قائلاً: «قد يرتكب المرء أيضاً الكثير من الأخطاء عند إعداد خلطة شاي الأعشاب»، كما أنه لا يجوز الاستهانة والتقليل من شأن فعالية شاي الأعشاب، إذ يمكن أن تصل المكونات القابلة للذوبان في الماء إلى جرعات عالية، والتي تكون مماثلة لفاعلية العقاقير والأدوية الأخرى. وعلى العكس من ذلك تتميز أصناف شاي الأعشاب الشائعة والمستمدة من الصيدلية المنزلية بأنها غير ضارة، إذ يستطيع المستهلك إعداد مثل هذه الأصناف من الشاي الطبي بنفسه من دون حدوث أضرار.