الخليج- عدنان عكاشة:
دخلت الطمأنينة والسكينة منزل أسرة الدبلوماسي الإماراتي “عارف الطنيجي” الذي لا يزال يرقد على سرير الشفاء والعافية في مستشفى زايد العسكري في أبوظبي إثر الإصابات والجروح التي لحقته خلال تأدية مهام عمله ضمن طاقم سفارة الدولة في العاصمة الأفغانية في الرابع عشر من الشهر الجاري، بعد أن تماثلت حالته الصحية للشفاء والتحسن وتمكنه خلال الأيام القليلة الماضية من المشي مجددا بالاستعانة بأحبته تمهيدا لاكتمال شفائه.
“الخليج” دخلت منزل “عارف”، وهو السكرتير الثالث في السفارة الإماراتية في كابول، وزارت الأسرة في مسكنها شديد التواضع في مدينة الرمس القريبة من مدينة رأس الخيمة برفقة البهجة والارتياح بسلامته التي علت وجوه أسرته وذويه بعد أيام متشحة بالسواد، ولسان حالهم يردد “كلنا فداء للوطن” حيث كانوا في استقبالنا لنستقصي مشاعر أهله وأحبته وتتبع خيوط قصة إصابة الدبلوماسي المواطن الذين نجا بأعجوبة في حين أودى الحادث بحياة آخرين كانوا حوله من جنسيات مختلفة.
والد عارف المسن “عبد الله ناصر الطنيجي”، 70 عاما، أعرب عن شكره وتقديره لبادرة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي أمر فور وقوع الحادث بإرسال طائرة عسكرية مجهزة إلى أفغانستان برفقتها طبيب وممرض متخصص للعودة به إلى ربوع الوطن لتلقي العلاج واستكمال الشفاء بين الأهل والأحبة.
الوالد “عبد الله” قال بكلمات متقطعة ممزوجة بالفرحة بعد أيام عصيبة عاشتها الأسرة بين القلق والرجاء: “الحمد لله على عودة “عارف” إلى الإمارات سالما معافى والدولة ممثلة بأجهزتها المختصة ما قصرت لاسيما وزارة الخارجية عبر متابعتها للحادث الأليم وتوفير كافة مقومات سلامة وإنقاذ “عارف” فيما أوفدت ممثلا عالي المستوى، هو الدكتور طارق الهيدان وكيل وزارة الخارجية بالإنابة، لاستقبال ابننا في أبوظبي بعد وصوله أرض الدولة إلى جانب الجهود التي بذلتها سفارة الدولة في أفغانستان”.
والد عارف لم يتوقف عن شكر الله سبحانه وحمده على عودة “عارف” سالما طوال زيارتنا لمنزله المتواضع حيث يعيش الدبلوماسي الإماراتي في منزل والده في حجرة واحدة مع زوجته ويعود تاريخ البناء إلى أكثر من 22 عاما تقريبا، حيث شيد في بدايات الثمانينات من القرن الماضي ويتكون من 4 غرف فقط.
واعتبر “الشيبة” والد الدبلوماسي الإماراتي المصاب في أفغانستان أن ابنه كتب له عمر جديد وهي نعمة من نعم المولى من بها علينا بإنقاذ حياته مؤكدا أن “عارف” أصيب وتعرضت حياته للخطر وهو يخدم الدولة وجميع أبنائي هم فداء للإمارات ورهن إشارة الوطن.
شقيق “عارف” الأكبر علي الطنيجي 37 عاما، يعمل معلما للتربية الرياضية في مدارس وزارة التربية، أشار إلى أن أخاه أصيب بطلقة في أسفل الظهر إلى جانب شظية محدودة التأثير في إحدى كتفيه إثر هجوم استهدف فندقا في العاصمة الأفغانية “كابول” كان داخله لحظة وقوع الحادث فيما كتبت له السلامة ونحمد الله أنه تمكن خلال الأيام القليلة الماضية من معاودة القدرة على المشي بعد أيام صعبة عشناها قلقين على سلامته وصحته.
“علي” وهو شقيق عارف الوحيد إلى جانب 7 شقيقات تقدم في حديثه بالشكر الجزيل إلى قيادات الدولة على اهتمامها ومتابعتها الحثيثة لتطورات وملابسات حالة “عارف”، مؤكداً أن شقيقه، وفقا لتأكيدات الأطباء المشرفين على حالته، بدأ يتماثل للشفاء فيما توقعوا السماح له بمغادرة المستشفى والعودة إلى منزله ووسط أهله في مدينة الرمس برأس الخيمة بعد أسبوعين أو ثلاثة على أكثر تقدير، لافتا إلى أن الأسرة تتحرق شوقا لعودة ابنها إلى أحضانها. وأشار إلى الجهود المخلصة والدؤوبة والخدمات المتميزة والرعاية الشاملة التي قدمها مستشفى زايد العسكري في أبوظبي ل “عارف” لحظة بلحظة منذ وصوله إلى أرض الوطن حيث قاموا بالواجب على أكمل وجه، وفقا لتعبير شقيقه.
وحول اللحظات القاسية التي عاشتها الأسرة عند وصول نبأ إصابة “عارف” في الحادث وصف شقيقه المشهد قائلا: كنت أول من وصلني الخبر والمفارقة أن “عارف” نفسه هو أول من أبلغني بتعرضه للإصابة، حيث بادر على الفور إلى مهاتفتي من موقع الحادث، واستطرد مستذكرا كلمات “عارف” في تلك اللحظات الحساسة: قال لي “سأخبرك بخبر ولكن لا تقلق، أصابتني طلقة نارية وشظية في هجوم قبل قليل في كابول، ولا تخبر أحدا خاصة من الأهل والأسرة، ورغم أن أحد العاملين في السفارة طمأنني وقتها على سلامة شقيقي إلا أن الصدمة تملكتني تماما”.
ويضيف: بالفعل تكتمت على الخبر الذي كاد أن ينفجر في صدري وحملت همّ كيف سأخبر والدي وشقيقاتي وكيف سيكون وقع الخبر عليهم لكنني اضطررت إلى اختيار أنسب وقت لإبلاغ الوالد، بعد أدائه صلاة الفجر ورغم عبء السنين تحامل “شيبتنا” على نفسه وكتم ألمه في جوفه لكي لا تشعر الوالدة بشيء ثم علمت شقيقاتي السبع بالنبأ المؤلم خاصة أن “عارف” هو الأخ الأصغر لهن.
ولكي نبعد أي مؤشرات للقلق عن الوالدة ولكي لا يراودها أي شك قمنا بقطع الخط الهاتفي وحظر تشغيل القنوات الإخبارية في التلفاز داخل المنزل ورغم كل تلك الاحتياطات كانت الصدمة كبيرة وفي النهاية لم نجد بدا بعد أن تأكدنا من سلامة “عارف” من إخبار الوالدة التي غرقت في حزنها وقلقها وتحرص الآن على سماع صوته والاتصال به يوميا وهو على سرير الشفاء في مستشفى زايد العسكري في أبوظبي.
ووصف علي الطنيجي أجواء الحزن التي خيمت على المسكن المتواضع للأسرة والذي يقطن فيه “عارف” مع زوجته في حجرة واحدة مع صالة صغيرة ضمن أقسام منزل الأسرة الكبيرة ذاته منذ زواجه قبل عام ونصف بعد وقوع الحادث بأنها كانت أشبه بمناخ الحزن المصاحب للعزاء بوفاة فقيد عزيز مشحون بالقلق ومشوب بالتوتر البالغ.
وألقى شقيق “عارف” الضوء على التفاف أهل منطقة الرمس بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية حول الأسرة المنكوبة منذ الساعات الأولى لإعلان تعرض شقيقه لجروح وإصابات وهو ما خفف عنا الكثير فيما لم يتوقف سيل الاتصالات التي تلقيناها من أهل الرمس وشتى مناطق رأس الخيمة وجميع إمارات الدولة حيث الجميع يتصل ويستفسر ويطمئن وبعضها من أشخاص لا نعرفهم من أبناء هذا الوطن الكبير الواحد ولا تربطنا بهم أي علاقة وهو مؤشر ناصع الدلالة إلى ترابط أهل الإمارات وتكاتف هذا المجتمع وتراحمه الذي إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أما شخصية عارف، وفقا لأقاربه وأصدقائه، فقد كان معروفا منذ طفولته بطبعه الخجول وهدوئه رغم تفوقه ونبوغه في الدراسة قبل أن يكتسب وفقا لطبيعة عمله خبرة واسعة في الحياة ومخاضاتها في ظل الانفتاح الكبير على الناس والمحافل المختلفة خاصة الدولية منها، معتبرين أن العدد الكبير من الأهالي الذين زاروا “عارف” دليل على محبته وتلاحم أبناء هذا المجتمع وهذا ليس غريبا على مجتمع الإمارات.
حميد محمد حميد، ابن شقيقة “عارف”، 17 عاما في الصف الثاني الثانوي، قال إن حالة من الراحة العميقة سيطرت على أهله وأسرته منذ تحسن حالته حيث طمأننا الأطباء أن حالته مستقرة حاليا وتتحسن يوما بعد آخر لافتا إلى أن جميع زملائه في المدرسة يسألونه عن حالة “خاله”.
زوجة عارف سيطرت عليها حالة هستيرية من الحزن والقلق على شريك العمر منذ سمعت خبر الحادث، حيث لم تتمكن من الحديث سوى في اليوم التالي قبل أن نهدىء من روعها وندخل الطمأنينة إلى نفسها حيث سلمنا جميعا بقضاء الله وقدره.
دروب “الرمس” وطرقاتها، بلدة “عارف” التي جعلت منه رمزا وطنيا بدأت تتشح بثوب الاستعداد لعودة الدبلوماسي المواطن سالما حيث بادر نخبة من أبنائها وشبابها إلى تعليق وتزيين الشوارع والطرق الرئيسية ونصب اللوحات والشعارات المعبرة بعضها حمل شعارات وطنية تثير المشاعر تفيد “هنيئا لك الإصابة في سبيل الوطن وهنيئا لك السلامة من أجل الوطن”، كما انتشرت في المنطقة الملصقات في جميع المحلات التجارية بعضها يقول “حمدا لله على السلامة” فيما عمد المجلس الثقافي بنادي الرمس إلى تعليق إعلانات التهنئة بالسلامة وهو ما احتفت به أيضا مواقع المنتديات الإلكترونية على شبكة الإنترنت بينما يعد شباب “الرمس” العدة حاليا لتنظيم احتفال واستقبال شعبي حافل يليق بعودة الدبلوماسي المصاب إلى مسقط رأسه يتضمن الاستقبال والاحتفالات والمسيرات ولم يغفل العديد من الشباب تزيين سياراتهم بصور الدبلوماسي لحظة عودته إلى أرض الوطن وهو يحتضن ويقبل والده مرفقة بعبارات وطنية ذات مغزى ودلالة.
الطفل عصام عمر الرمكوني الذي لا يتجاوز عمره 5 سنوات وهو في “أول روضة” عبر هو الآخر عن سعادته بعودة الخال سالما، حيث أصر على حضور لقائنا مع أفراد الأسرة.
والد عارف الطنيجي
علي ناصر شقيق عارف
حميد محمد حميد (ابن شقيقه عارف)
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
عصام عمر الرمكوني (ابن شقيقه عارف) يقبل رأس جده
الصحفي عدنان عكاشة بجريدة الخليج خلال لقائه أسرة عارف
أهل المنزل يقدمون الحلويات احتفاءً بزيارة جريدة الخليج
سيارة منزل عارف تزينت بعبارة جميلة
لوحة احتفالية بسلامة عارف وضعت من قبل موقع الرمس.نت
المجلس الثقافي بنادي الرمس وشركة السادة شاركوا باللوحات الاحتفالية
التعديل الأخير تم بواسطة بو ناصر ; 2 – 2 – 2024 الساعة 02:37 AM
والله يوصلهـ الرمس بالسلاامهـ..
ۈفآي من طبع أبـوي »آڪتسبتــﮧ«
وطبع السمآحـﮧ من خواني /خذيتـﮧ
طبعي ڪذآ مآهۈ بدۈر [لعبتـﮧ]
الطيب شيد دآخل الرۈح , بيتـﮧ
ۈالڪره من دفتر פـياتَي / شطبتـﮧ
ۈפـڪمـﮧ زماني »من شرآني شريتـﮧ«
وفدييييييييييييييييت عصام ترا هذا ولد ابلتي
تسلم الرااااااصد عالمووووضوع
تحية شكر للزميل عدنان عكاشة الذي لم يقصر في تغطية الموضوع بشكل جميل ، كما نشكره على الصور الجميلة التي خص بها الموقع لنشرها.
وفديت الرمس غاويه باللافتات
……..
سبحان الله وبحمده ..سبحان الله العظيم
ذكراك في دنيا ,,, وذكراي في ويل …
مشكور يالراااصد
وربي يرد الرمس معافى
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو .. فاعف عنا