طبيبة تكتشف احتواء عينات من تبغ "المدواخ" المباع في الأسواق على "الماريغوانا المخدرة"
الامارات اليوم – سامح عوض الله ـــ دبيكشفت طبيبة في مستشفى القرهود الخاص بدبي احتواء عينات من تبغ المدواخ، الذي يباع على نطاق واسع في السوق المحلية على مادة الماريغوانا المخدرة، عقب إجراء تحاليل طبية لبول مرضى غير مدمنين، يدخنون المدواخ، فيما بدأت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي حملة على محال بيع التبغ و«الدوخة»، وحصلت على عينات عشوائية من تبغ المدواخ الذي تبيعه، لتحليله لدى معامل متخصصة، عقب اشتباه طبي في وجود مادة الماريغوانا المخدرة في محتوى تبغ المدواخ.تفصيلاً، اكتشفت أخصائية أمراض المخ والأعصاب في مستشفى القرهود الخاص، الدكتورة منال الفحام، وجود آثار لمادة الماريغوانا، عند تحليل بول بعض المرضى، الذين ترددوا على العيادة للشكوى من ظهور أعراض الاكتئاب والقلق، وارتفاع عدد ضربات القلب وضغط الدم.
وقالت الفحام، لـ«الإمارات اليوم»، إن عدداً كبيراً من المرضى، سواء ممن كانوا يعانون الإدمان سابقاً، وهم تحت العلاج حالياً، ومرضى لا يعانون الإدمان، لكنهم مدخنون إيجابيون للمدواخ، أجروا تحاليل طبية، وكشفت نتيجة التحاليل وجود آثار لمادة الماريغوانا في أجسادهم، لافتة إلى أن «العامل المشترك بين جميع المرضى، أنهم جميعاً يستخدمون الدوخة».
وأفادت بأنها لاحظت، عند الكشف على بعض مرضاها الذين يعانون أعراض الاكتئاب والقلق، أن عدد ضربات قلبهم مرتفع، ويعانون ارتفاعاً في ضغط الدم، كما تظهر عليهم أعراض ظاهرية، تشبه أعراض تدخين الماريغوانا، منها عدم التركيز والهلوسة واتساع حدقة العين، لافتة إلى أنه تم تحليل عينات من بول جميع المرضى، الذين ظهرت عليهم تلك الأعراض، وأثبتت نتيجة التحاليل أنهم تعاطوا مادة الماريغوانا بصورة ما، وعند سؤالهم عن تعاطيهم الماريغوانا نفوا بشكل مطلق.
وأوضحت أنه «في العادة يتم إجراء فحوص طبية وتحاليل للمرضى الذين عانوا في السابق الإدمان، لمعرفة ما إذا تعاطى المريض أي عقاقير أخرى، غير التي يتم صرفها له، وفقاً لخطة العلاج المحددة»، متابعة أنه «عند التحليل اكتشفت وجود مادة الماريغوانا في البول، وبسؤال المرضى نفوا تعاطيهم لها، وأفادوا بأنهم فقط يدخنون المدواخ».
وأفادت الطبيبة بأنها استكمالاً للبحث، أجرت التحليل نفسه على عينات من المرضى غير المدمنين، والذين يعانون الأعراض المرضية نفسها لمدخني المدواخ، ووجدت نسباً ملحوظة من مادة الماريغوانا في أجسادهم.
وأشارت الفحام إلى أنها طلبت من المرضى غير المدمنين التوقف عن تدخين المدواخ لمدة معينة، ثم تم إجراء التحليل مرة أخرى لهم، لتكتشف اختفاء مادة الماريغوانا من البول، ما يؤكد أن مصدر تلك المادة هو التبغ المستخدم في المدواخ.
وقالت إن العينة شملت أكثر من 40 مريضاً يدخنون المدواخ، وثبت وجود مادة الماريغوانا في أجساد نحو 30% منهم، وأن المادة اختفت من التحليل بعد أن طلبت منهم التوقف عن تدخين الدوخة، مشيرة إلى أن المرضى أفادوا بأنهم كانوا يدخنون الدوخة، التي يشترونها من مصادر عدة، وأحيانا من محال صغيرة، أو يحصلون عليها من أصدقاء لهم أو ذويهم.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وأوضحت أن الأعراض التي كان يعانيها معظم المرضى الذين لا يتلقون علاجاً من الإدمان كانت عدم القدرة على النوم وهلاوس عقلية وزيادة في عدد ضربات القلب، وضعفاً في التركيز، بالإضافة إلى جفاف في الفم والحنجرة.
وقالت الفحام إنها لاحظت أن بعض المرضى، الذين كانوا يعانون سابقاً إدمان مواد مخدرة ظهرت أعراض أخرى عليهم، غير تلك الأعراض التي كانت تظهر نتيجة تعاطي المواد التي أدمنوها في السابق، لافتة أن هذا المؤشر دليل على تغير نوع المادة المخدرة التي تدخل أجسامهم، وبالبحث ثبت وجود مادة الماريغوانا في أجسادهم.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في الدائرة، محمد لوتاه، لـ«الإمارات اليوم»، إن الدائرة بدأت بالفعل حملة على محال بيع التبغ و«الدوخة»، وحصلت على عينات عشوائية من تبغ المدواخ الذي تبيعه، لتحليله لدى معامل متخصصة، عقب تلقى الدائرة إفادات من مستشفى القرهود الخاص بوجود مادة الماريغوانا في أجساد مرضى غير مدمنين، عقب إجراء تحليل لعينات من بولهم.
وقال لوتاه إن الحملة على محال بيع التبغ مستمرة، إذ تم حتى الآن التفتيش على 10 محال كبرى في مواقع مختلفة من إمارة دبي، لافتاً إلى أن الحملة مستمرة، إذ سيتم الحصول على عينات عشوائية من التبغ الذي يتم بيعه للدوخة، لتحليله في معامل متخصصة.