السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عشرة أمور من أخذ بها أعدَّ العُدة الإيمانية لرمضان وأنقذ نفسه من الغفلة والحسرة، وهي:
1) تحقيق العبودية .. فالعبد يمتثل للأمر وليس له أن يعترض على أوامر الشرع ..
2) خذ الكتاب بقوة .. اجعل من القرآن دستورًا لحياتك .. تخلَّق بخلق القرآن، كما قالت عائشة عن خُلُق النبي "كان خلقه القرآن" [صحيح الجامع (4811)]
وقد كان السلف الصالح يسمون شهر شعبان بشهر القراء، وكانوا يغلقون الحوانيت لكي يعكفوا على تلاوة القرآن استعدادًا لرمضان .. فعليك أن تقرأ كثيـــرًا من القرآن، وتقرأ تفسيره وتعمل بما فيه.
3) تعلَّم .. قال رسول الله ".. إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني]
فإذا أردت أن تكون من ورثة النبي محمد والأنبياء الكرام من قبله .. عليك أن تتعلَّم العلم النافع، فتقرأ في التفسير والسُّنَّة والعقيدة والفقه وغيرها، وتُكثِر من الاستماع إلى المواعظ والدروس العلمية ..
4) حيثما حللت فانفع .. قال رسول الله "خير الناس أنفعهم للناس" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (3289)]
فعليك أن تُفكِّر كيف تنفع بيتك، جيرانك، والحي الذي تقطنه، وجميع المجتمع .. فتكون بحق داعيًا إلى الله ، ليس بمجرد الخطب والمواعظ وإنما تستطيع أن تدعو بكلمة أو بخُلُق أو بسلوك أو حتى بإهداء هدية ..
5) صلاتك صِلاتُك .. وإذا أردت أن تعرف قدرك، فانظر إلى صلاتك ..
هل تُكثِر من النوافل؟ .. وقد قال النبي ".. صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" [رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني] .. وقال لربيعة بن كعب "أعني على نفسك بكثرة السجود" [رواه مسلم]
قال رسول الله "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة " [رواه مسلم]
6) طهِّر نفسك ومالك بالزكـــــاة .. قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ..} [التوبة: 103]
فإذا علمت أن مالك ليس ملكًا لك وإنما هو وديعة استودعك الله إياها، ستُنفقه في سبيله بنفسِ طيبة وسيعود عليك بالبركة.
7) الاستقامة .. عن ثوبان قال: قال رسول الله "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" [رواه مالك وصححه الألباني] .. استقم على كثرة الصلاة والوضوء .. كن دائمًا متورعًا في مالك .. استقم على حُسن الخُلُق ..
قال ".. خير العمل أدومه وإن قل" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك (وفي رواية: غيرك)، قال "قل: آمنت بالله ثم استقم" [رواه مسلم]
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
8) بر الوالدين .. فالبر أعظم الطاعة، قال ".. البر حسن الخلق .." [رواه مسلم]
فإن أعظم مُكفرات الذنوب وموجبات الرحمة: برك بأمك وأبيك ولو كان ذلك عسيرًا عليك .. عن ابن عمر قال: أتى النبي رجل فقال: إني أذنبت ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟، فقال "هل لك من أم؟"، قال: لا، قال "فهل لك من خالة"، قال: نعم، قال "فبرها" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وقد قال تعالى في حق الوالد المُشرك {.. فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً .. } [لقمان:15] .. فما بال لو كانا مؤمنين؟!
وعن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى رسول الله فاستأذنه في الجهاد، فقال "أحي والدك ؟"، قال: نعم، قال "ففيهما فجاهد" [متفق عليه]
9) التواضع .. فلا تتكبر بنفوذك أو منصبك، ولا تتجبَّر على خلق الله .. بل كن متواضعًا مع الخلق، حليـــمًا في معاملة الناس ..
10) التقوى .. اتقِ الله، تنجو من الحسرة والغفلة .. وعليك أن تتقِ الله تعالى في معاملتك للناس، وتعامل الله وليس الناس وحينها سَتُحَل جميع مشاكلك معهم؛ لأن البشر أهل عيبٍ ونقصان ولا يستطيعون صرفًا ولا عدلاً ..