سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
لذلك فهما خير من كل الأعياد المبتدعة، ومن الطبيعي التأكيد على أن طبيعة الأعياد في بلاد المسلمين، تختلف في عاداتها وطقوسها، عن الأعياد في الأديان الأخرى، وبعض الأعياد التي يحتفل بها في بلاد غير المسلمين، غالباً ما تهدف إلى الحصول على مكسب مادي، بحيث أن من يحقّق أمنية من أمانيه، يعد ذلك اليوم عيداً له.
وكذلك الشخص الذي يولد له مولود يتخذ يوم مولده عيداً، وأغلب الأعياد لا ترتكز على الماديات المحضة فحسب، وإنما يمارس معها طقوس غريبة أقرب إلى البدع، بينما العيد في بلاد المسلمين يختلف اختلافاً كبيراً من حيث المعنى والدلالة، فالإسلام يرى الإنسان جسماً وروحاً ومادة ومعنى، وكما يستفيد المسلم من مظاهر العيد المادية، يستفيد أيضا من الأمور الروحية والمعنوية.
البعد الروحي للدين
ويقول الشيخ عبد الباري حسين: تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله، وفيها تعظيم لله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الجماعة وتوزيع الزكاة والعيدية، والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد.
أما الأعياد في بلاد غير المسلمين وبالذات في العهود القديمة، فقد كانت تمارس على طقوس يشوبها الكثير من الجهل والغرابة، فالفينيقيون مثلا أعيادهم عديدة منها عيد ادونيس،عيد عشتروت، عيد الانتصار، عيد الاعتراف، ومثل ذلك عند المصريين القدماء التي سميت أعيادها عيد الملك سد مل، عيد الإله، عيد النيلو، عيد دفن الموتى، ولدى الفرس في القديم أعياد منها عيد النيروز، عيد المهرجان، عيد الورد الأحمر، عيد الأضواء، ومن أعياد اليونانيين عيد التضحية، عيد الحصاد، وهناك أعياد للنصارى ولليهود وللفاطميين والمماليك، وكل هذه الأعياد بما فيها احتفالات رأس السنة الميلادية ما هي إلا مناسبات للذين يدينون بغير ديانة الإسلام.
الفرحة بكل بيت
ويقول يوسف احمد: أعياد العالمين العربي والإسلامي، تتجلى فيها الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، و تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر، وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع (صدقة الفطر) في عيد الفطر، والمعنى الإنساني في العيد هو أن يشترك أعدادٌ كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد، فيظهر اتحادهم وتُعلم كثرتهم باجتماعهم.
لذلك نعتقد أن أعياد الأجانب مثل عيد الهنيا ماتسيرو (عيد العرائس) الياباني، يُعقد هذا المهرجان في الثالث من مارس من كل عام، وفيه يدعو الناس بنضج فتياتهم وتمني حياة سعيدة لهن، ويقوم كثير من العائلات بإقامة أكشاك لعرض دمي ترتدي أزياء البلاط الملكي القديمة، وبجوارهن نبات الخوخ المتفتح وتقدم فيه العائلات بسكوت الأرز وغيره من الأطعمة للدمى، فمثل هذه المناسبات او الأعياد غير معترف بها إلا في البلاد التي تحتفل بها كاليابان، وعيد تانجو نوسيكو(عيد الأطفال).
حيث جرت العادة على اعتبار هذا اليوم يوماً يدعى فيه بنضج الغلمان، ولكن من العادات المتبعة فيه، هو أن يخصص هذا اليوم للاحتفال بكافة الأطفال، رغم ان العائلات المنجبة للذكور مازالت تتبع طقوساً خاصة بها، وعيد جوز الهند ويحتفل به في الهند عندما يكون القمر بدراً في شهر ترافان الهندي، وتقام الاحتفالات على ساحل البحر حيث ترمى في البحر ثمار جوز الهند، هكذا هي أعيادهم.
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين
يا رب إن ضاقت الناس عما فيا من خير
فـ عفوك لا يضيق